تطورات المواجهات في فلسطين ودعوات للتهدئة

تصعيدٌ أشعلته مواجهات شهدها حي الشيخ جراح والمسجد الأقصى، خلال الأيام الماضية، هي الأعنف منذ عام 2017، مُخلِّفة عشرات القتلى والإصابات، في صفوف الفلسطينيين.

تطورات المواجهات في فلسطين ودعوات للتهدئة
استولى يهود إسرائيليون بدعم من المحاكم على منازل في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية على أساس أن عائلات يهودية كانت تعيش هناك قبل الفرار في حرب عام 1948 من أجل الاستقلال.

السياق

لم يهدأ القصف المتبادل، بين القوات الإسرائيلية والفصائل الفلسطينية، إذ تجدَّدت المواجهات، في ساحات المسجد الأقصى، بين المصلين وقوات الشرطة الإسرائيلية، التي اقتحمت المسجد، وأطلقت وابلاً من قنابل الصوت والمسيلة للدموع والرصاص المطاطي.

تصعيدٌ أشعلته مواجهات شهدها حي الشيخ جراح والمسجد الأقصى، خلال الأيام الماضية، هي الأعنف منذ عام 2017، مُخلِّفة عشرات القتلى والإصابات، في صفوف الفلسطينيين.

كما امتدت المواجهات، إلى عدد من المناطق القريبة من المسجد الأقصى، مثل باب الساهرة وباب العامود، وكلاهما باب للبلدة القديمة.

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، نيته تكثيف الهجمات على قطاع غزة، لتُستهدف بعدها، مواقع عدة من القطاع، بعشرات الغارات الجوية.

وقال الناطق باسم وزارة الداخلية الفلسطيني، إياد البزم، في تصريحات صحفية: إن الطائرات الإسرائيلية شنَّت غارات متتالية، أسفرت عن تدمير جميع مباني مقر قيادة الشرطة في قطاع غزة.

وأفاد مصدر محلي، بأن أكثر من 40 غارة، شنَّتها الطائرات، على مدينة غزة، في أقل من نصف ساعة، تُعَدُّ الأعنف، إذ شوهدت سُحب الدخان وكتل النيران تتصاعد، وسط المباني السكنية.

وفي خان يونس، ذكرت مصادر محلية، أن الطائرات الإسرائيلية شنَّت نحو 20 غارة، على وسط المدينة، مستهدفة مقرات للشرطة والمدنيين والمقاومة.

وارتفعت حصيلة الضحايا، من جراء الغارات الإسرائيلية على القطاع، إلى عشرات القتلى، بينهم أطفال ونساء.

البرلمان العربي

يُعقد اليوم، المؤتمر الطارئ للاتحاد البرلماني العربي، الذي سيبحث الأوضاع في المسجد الأقصى والقدس الشرقية، في دولة الإمارات العربية المتحدة.

اجتماعٌ افتراضي، يأتي في توقيت مُلِّح، لإيجاد بوصلة تقود نحو تهدئة التصعيد الجاري، بين الفلسطينيين والإسرائيليين، الذي خلَّف عشرات القتلى والجرحى، في الجانب الفلسطيني.

وهو ما يعتزم المجتمعون بحثه، في الاجتماع الذي سيرأسه صقر غباش، الرئيس الدوري للاتحاد، رئيس المجلس الوطني الاتحادي في الإمارات.

يشارك في الاجتماع، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، ورؤساء البرلمانات والمجالس التشريعية العربية.

 

مواقف عربية

أدان وزراء الخارجية العرب، في جلسة افتراضية لجامعة الدول العربية، الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي، بحق المصلين في المسجد الأقصى.

وفي ختام الجلسة، قال وزراء الخارجية: "الاعتداءات الإسرائيلية استفزاز صارخ، وتهدِّد الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم".

فيما أدان وزير خارجية المملكة العربية السعودية، الأمير فيصل بن فرحان، ووزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، الممارسات الإسرائيلية اللاشرعية، وحذَّرا من تبعات استمرار الانتهاكات في المقدسات، وتهجير أهل الشيخ جراح من بيوتهم، ومن الاستمرار في العدوان على غزة.

وأكد الوزيران، ضرورة بلورة جهد دولي فاعِل، لحماية الفلسطينيين من الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية، وشدَّدا على أن استعادة الهدوء، تتطلَّب وقف إسرائيل جميع انتهاكاتها في الحرم القدسي، والمسجد الأقصى المبارك، واحترام الوضع التاريخي والقانوني، القائم في القدس ومقدساتها.

 

مجلس الأمن

يعقد مجلس الأمن الدولي، جلسة طارئة، لبحث العنف المتصاعد، بين إسرائيل وغزة، والأوضاع في القدس.

وقال دبلوماسيون، إن المشاورات بدأتها الصين وتونس والنرويج وفرنسا وإستونيا وآيرلندا وسانت فنسنت وجزر جرينادين والنيجر وفيتنام.

وسَيُطْلِع المبعوث الخاص للأمم المتحدة، لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، مجلسَ الأمن على الأوضاع، في جلسة مغلقة.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريس، إلى وقف التصعيد بين الإسرائيليين والفلسطينيين، معرباً عن "قلق كبير، وضرورة أن تبدي القوى الأمنية الإسرائيلية، أقصى درجات ضبط النفس، وضبط اللجوء إلى القوة".

وكشف جوتيريس، في بيان، عن اتصالات لوقف التصعيد والعنف، قائلاً: "تعمل الأمم المتحدة، مع كل الأطراف المعنية، لنزع فتيل التفجير، على وجه السرعة" من دون أن يعطي مزيداً من التفاصيل.

 

الولايات المتحدة

ودعت واشنطن، الفلسطينيين والإسرائيليين، إلى ضبط النفس والامتناع عن التصعيد الحاصل في غزة والقدس.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس: إن واشنطن تتحدَّث مع الشركاء الإسرائيليين، والمسؤولين الفلسطينيين، لوقف التصعيد.

وأضاف أن واشنطن رأت بعض الخُطوات المشجِّعة، من الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، داعياً جميع الأطراف، إلى ضبط النفس والتزام الهدوء.

وقالت الخارجية الأمريكية، إن واشنطن قلقة للغاية، من التصعيد بين إسرائيل ومَنْ يطلقون الصواريخ مِن غزة.

وأشارت إلى أن الحياة الآمنة، حق للفلسطينيين والإسرائيليين، وعلى الطرفين تجنُّب استهداف المدنيين.

 

روسيا

قالت وزارة الخارجية الروسية، إن موسكو على استعداد لتكثيف جهودها، لاستئناف عملية التفاوض بين فلسطين وإسرائيل، معربة عن قلقها العميق، بشأن الوضع في القدس الشرقية وقطاع غزة.

ودعت الخارجية الروسية الجانبين، الفلسطيني والإسرائيلي، إلى ضبط النفس، وعدم اتخاذ خطوات، من شأنها زيادة التصعيد، بعد تبادُل إطلاق نار مكثَّف بين الجانبين، على خلفية اقتحام القوات الإسرائيلية، للمسجد الأقصى.