بايدن يرسل وفداً إلى الشرق الأوسط لتهدئة المخاوف بشأن إيران وطائرات F-35

تشمل الخُطط المبدئية لإدارة جو بايدن، زيارة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر والأردن.

بايدن يرسل وفداً إلى الشرق الأوسط لتهدئة المخاوف بشأن إيران وطائرات F-35

ترجمات - السياق

تخطِّط إدارة بايدن، لإرسال فريق من كبار المسؤولين، إلى الشرق الأوسط، هذا الأسبوع، لتهدئة مخاوف الحلفاء، بشأن المحادثات النووية مع إيران، ومعالجة القضايا المتعلِّقة بشراء الإمارات لطائرات  F-35.

من المقرَّر أن يرأس منسِّق سياسة الشرق الأوسط، في مجلس الأمن القومي، بريت ماكغورك، ومستشار وزارة الخارجية ديريك شوليت، فريق المسؤولين المكوَّن من وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي ووزارة الدفاع، وفقًا للعديد من المطلعين على الخُطط.

ووفقًا لمصادر مطلعة، رفضت الكشف عن هويتها، تشمل الخُطط المبدئية، زيارة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر والأردن.

وبحسب وكالة بلومبيرغ، تأتي خُطط الزيارة، وسط قلق متزايد، بين الحلفاء الأمريكيين في المنطقة، من أن الرئيس جو بايدن، سوف يتجاهلهم، لإعادة توجيهه لتركيز السياسة الخارجية الأمريكية، نحو مواجهة الصين.

كما يقلق الحلفاء، من محاولته إعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي لعام 2015 مع إيران، الذي انسحب منه الرئيس السابق دونالد ترامب.

وقال مسؤول في الإدارة، طلب عدم الكشف عن هويته، أثناء مناقشة الأمور الدبلوماسية، إن الوفد سيناقش قضايا مهمة، مرتبطة بالأمن القومي للولايات المتحدة، والجهود المستمرة لتهدئة التوترات، في الشرق الأوسط.

ويتضمَّن الوفد الأمريكي، جوي هود، القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، ودانا سترول، نائبة مساعد وزير الدفاع لشؤون الشرق الأوسط.

وانزعج العديد من حلفاء أمريكا، في الشرق الأوسط، من وعد بايدن المتكرِّر باستعادة التحالفات الأمريكية، على مستوى العالم، بالنظر إلى أن بعضهم، خاصة السعودية والإمارات وإسرائيل، استفادوا من العلاقات الوثيقة بإدارة ترامب، في حين حافظ بايدن على مسافته، في التعامُل مع بعض هؤلاء الحلفاء.

انتظر بايدن أسابيع، بعد توليه منصبه، قبل التحدُّث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأشار إلى أن إدارته ستعيد ضبط العلاقات مع السعودية.

 

من جانبه رفض ولي العهد السعودي، سؤالاً عن وضع العلاقات الأمريكية، في مقابلة مع التلفزيون المحلي، قائلاً: "لن يكون هناك اتفاق بنسبة 100% بين البلدين"، لكنه أضاف أنه يعتقد أن البلدين يتفقان على نحو 90% من الأمور.

وترتبط رحلة الوفد إلى الشرق الأوسط أيضاً، بقرار إدارة بايدن المُضي قُدماً، في بيع الجيل التالي من طائرات F-35 إلى الإمارات العربية المتحدة، فبعد توليها الحكم في يناير، أعلنت الإدارة مراجعة عملية البيع المحتملة لـ 50 طائرة مقابل 10.4 مليار دولار، التي تمت الموافقة عليها، في الأيام الأخيرة لإدارة ترامب، بعد توصُّل الإمارات وإسرائيل، إلى اتفاق سلام تاريخي.

وسمحت الإدار،ة باستكمال عملية البيع، رغم تساؤلاتها عن علاقات الإمارات بالصين، وقال أحد المسؤولين، إن لدى الولايات المتحدة مخاوف، بشأن ضمانات أمن التكنولوجيا الإماراتية، التي يجب معالجتها أو توضيحها، قبل إتمام بيع الطائرة.

يذكر أن الطائرة الشبح F-35 هي الجزء الأبرز، في صفقة الأسلحة، التي تصل قيمتها إلى 23 مليار دولار، والتي قد يستغرق استكمالها سنوات.

وفي إشارة إلى أهمية القضية، تُخطِّط مستشارة بايدن والسفيرة السابقة لدولة الإمارات، باربرا ليف، لرحلة منفصلة إلى الإمارات، لمناقشة المخاوف من وصول الصين إلى التكنولوجيا الأمريكية، بمجرَّد حصول الجيش الإماراتي على الطائرة، التي بنتها شركة لوكهيد مارتن.

وسبق أن أشرفت ليف، على شؤون الشرق الأوسط، في مجلس الأمن القومي، وهي مرشح بايدن لمنصب مساعد وزير الخارجية للمنطقة.

وسبق كذلك، أن ذكر العديد من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، قضية العلاقات الإماراتية بالصين، وضماناتها الأمنية، في ما يتعلَّق بطائرة F-35، وقال السناتور بوب مينينديز رئيس لجنة العلاقات الخارجية، في بيان: "أنا قلق للغاية، من علاقة البحث والتطوير العسكرية المتنامية، بين الإمارات والصين، وهناك الكثير من الأمور، التي يجب أن نوليها مزيدًا من الاهتمام".

وقال السناتور جيمس ريش، أبرز جمهوري في لجنة العلاقات الخارجية، في بيان: إن "الولايات المتحدة تطالب بحق، بالتزامات أمنية جادة، من جميع شركاء F-35 الدوليين، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة، وسأشرف على تنفيذ هذه الإجراءات الأمنية، مع الإمارات، وضمان وفائها بالتزاماتها".

ومع ذلك، يؤكِّد مسؤول أمريكي بارز، له مصلحة مباشرة، في صفقة الأسلحة الإماراتية، أنه راضٍ عن نهج إدارة بايدن، حيث قال قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال فرانك ماكنزي، لمراسلي البنتاغون الأسبوع الماضي: "سنعتمد على اتخاذ الإمارات العربية المتحدة للاحتياطات المناسبة مع  F-35 ، وأنا أعلم أن حكومتنا كانت في مفاوضات وثيقة معها، بشأن هذه الإجراءات، وأنا مرتاح لأننا في موقف جيد".