إيران وحزب الله يؤسِّسان لموطئ قدم في كندا

صنَّفت أوتاوا تنظيم حزب الله منظمة إرهابية، لكن رئيس الوزراء جاستن ترودو رفض منح الحرس الثوري الإيراني التصنيف نفسه

إيران وحزب الله يؤسِّسان لموطئ قدم في كندا

ترجمات-السياق   

يعتمد تنظيم حزب الله اللبناني، على تجارة المخدرات العالمية، لتمويل أنشطته السياسية والعسكرية، وذلك بسبب العقوبات الأمريكية على إيران، وتدخُّله المفتوح في الصراع السوري، والانهيار الاقتصادي في لبنان، لكن يبدو أن كندا أصبحت جزءاً مهما من جهوده، لتعزيز موارده المالية، من خلال الأنشطة غير المشروعة، مثل تهريب المخدرات وغسل الأموال.

ورغم أنها كانت بطيئة، في الرد على أنشطة إيران وحزب الله على الأراضي الكندية، فإن أوتاوا "العاصمة الكندية" بدأت تحقيقاً في عمليات غسل الأموال الكندية، ومع أنه يجب الإشادة بالحكومة، لاتخاذها إجراءات، لكي تكون أكثر فعالية، إلا أن عليها معالجة جذور المشكلة، وتصنيف فيلق الحرس الثوري في طهران، كمنظمة إرهابية، لأنه سيسمح لوكالات إنفاذ القانون، باتخاذ إجراءات عدوانية، والعمل ضدها.

الحرس الثوري الإيراني، مسؤول عن قيادة وتنسيق أنشطة تنظيم حزب الله العالمية، بما في ذلك تهريب المخدرات وغسل الأموال، لذا من المنطقي أن يستهدف التحقيق المنظمتين، ولدى كندا أسباب عدة، لمعاقبة الحرس الثوري الإيراني، خاصة أنها مسؤولة عن إسقاط رحلة الخطوط الجوية الأوكرانية 752، التي أسفرت عن مقتل 176 شخصاً، بينهم 55 كندياً و30 مقيماً.

ورفض الحرس الثوري الإيراني، وكبار المسؤولين الإيرانيين، تقديم إجابات عن الحادث، إذ قالت محققة الأمم المتحدة أغنيس كالامارد إن "التناقضات في التفسير الرسمي والطبيعة المتهوِّرة للأخطاء دفعت كثيرين، بمن فيهم أنا، إلى التساؤل عمّا إذا كان إسقاط الرحلة PS752 مقصوداً".

صنَّفت أوتاوا تنظيم حزب الله منظمة إرهابية، لكن رئيس الوزراء جاستن ترودو رفض منح الحرس الثوري الإيراني التصنيف نفسه، ورغم اقتراح مجلس العموم، وبدعم من الليبراليين عام 2018، ودعوة الحكومة إلى ذلك، فإن ترودو لم يقدِّم أيَّ سبب منطقي، لعدم تحرُّك الحكومة في هذا الملف.

وما يجعل نشاط حزب الله أكثر خطورة، هو استعداده للعمل مع عصابات المخدرات الدولية والعصابات الصينية، إذ يقال إن النظام الإيراني يوفِّر الأمن المادي للعصابات الصينية في كندا، التي تهتم في الغالب بإثراء نفسها.

كما سمح النظام الإيراني بتهريب المخدرات وغسل الأموال، وإنشاء شبكة في أمريكا الشمالية، يمكن استخدامها لمهاجمة المصالح الأمريكية، في حال نشوب صراع عسكري بين البلدين.

كما استخدم حزب الله كندا، كقاعدة لعمليات محتملة ضد الولايات المتحدة، بما في ذلك نشر "عملاء نائمين" للبحث عن أهداف أمريكية محتملة، في المطارات الأمريكية والكندية.

حتى إذا عادت الولايات المتحدة، إلى الاتفاقية النووية الإيرانية، من غير المرجَّح أن تغيِّـر العداء الأساسي لإيران تجاه الولايات المتحدة، أو الغرب بشكل عام، ما يجعل كندا قاعدة عمليات مناسبة، ليس فقط لحزب الله، لكن للحرس الثوري الإيراني أيضاً.

_______

نقلا عن "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات"