بعد 11 يوماً من القتال.. من المنتصر في حرب غزة؟
بعد 11 يوماً من القتال، الذي يُعَدُّ الأعنف بينهما، وساعات من توصُّل إسرائيل والفصائل الفلسطينية، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، بدأ كل طرف إعلان انتصاره على الآخر، رغم تسبُّب القصف المتبادل بين الطرفين، في مئات الضحايا وآلاف المصابين، إضافة إلى خسائر مادية كبيرة.

بعد 11 يوماً من القتال، الذي يُعَدُّ الأعنف بينهما، وساعات من توصُّل إسرائيل والفصائل الفلسطينية، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، بدأ كل طرف إعلان انتصاره على الآخر، رغم تسبُّب القصف المتبادل بين الطرفين، في مئات الضحايا وآلاف المصابين، إضافة إلى خسائر مادية كبيرة.
حماس تعلن الانتصار
بمجرَّد الإعلان عن دخول وقف إطلاق النار حيِّـز التنفيذ، ونجاح الجهود التي قادتها الدبلوماسية المصرية، خرج الفلسطينيون إلى شوارع غزة والضفة الغربية، للاحتفال بما وصفوه بـ "انتصار المقاومة" على إسرائيل.
وسُرعان ما أعلنت حماس "الانتصار" على إسرائيل، خلال القتال الذي دار بينهما، وقال خليل الحية، القيادي في الحركة، خلال مخاطبته احتفالات لفلسطينيين في غزة إن "هذه نشوة النصر".
بدوره، قال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في كلمة ألقاها: "هذا نصر استراتيجي".
نتنياهو يتباهى
في المقابل، قال بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، إن حركتي حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتين، تكبَّدتا خسائر كبيرة، من جراء الضربات الإسرائيلية.
وأضاف نتنياهو، خلال جلسة لتقييم الأوضاع في مقر قيادة المنطقة الجنوبية العسكرية، أن "حماس تكبَّدت ضربات لم تتوقَّعها، أعدنا حماس سنوات إلى الوراء، وسنواصل العملية العسكرية وفق الحاجة، من أجل استعادة الهدوء للإسرائيليين".
وقال إن حركة حماس، لا يمكنها الاختباء مجدَّدا، مضيفاً "ضربنا أكثر من 100 كيلومتر (نحو 62 ميلاً) من أنفاقهم، وقتلنا أكثر من 200 وأكثر من 25 قيادياً".
إلى ذلك، قال عوفير جندلمان، المتحدِّث باسم نتنياهو لـ"بي بي سي"، إن "إسرائيل ضربت حماس، بشكل غير مسبوق، قتلنا قادة كباراً، ودمَّرنا مئة كيلومتر من الأنفاق، ومئات من راجمات الصواريخ، حماس هي التي اختارت التصعيد، ولنا الحق في الدفاع عن أنفسنا".
من فيرغسون إلى فلسطين... كيف غيَّـرت حياة السود مهمة النقاش الأمريكي بشأن الشرق الأوسط؟
مئات القتلى والمصابين
تسبَّب القتال، بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، في مقتل 232 شخصاً، و1900 جريح في غزة، إضافة إلى دمار هائل في القطاع، الذي سيحتاج إلى مئات الملايين من الدولارات لإعادة إعماره.
في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي، أن حماس وجماعات مسلحة أخرى في غزة أطلقت 4070 صاروخا باتجاه إسرائيل، اعترضت الدفاعات الجوية الإسرائيلية معظمها.
وأسفرت الصواريخ، التي أطلقتها الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، عن مقتل 12 شخصاً، بينهم طفلان وجندي، وإصابة 336 بجروح.
حجم الخسائر
وفي ما يتعلق بالخسائر المادية في غزة، أوضح ناجي سرحان، وكيل وزارة الأشغال والإسكان في القطاع، أن أكثر من 15 ألف وحدة أخرى دُمِّرت جزئياً بسبب القتال.
وقدَّر سرحان الخسائر المالية بسبب القتال، بنحو 150 مليون دولار، وأضاف أن التقييم ما زال مستمراً، بحسب وكالة أسوشيتدبرس.
ويرى خبراء أن تصريحات قادة حركة حماس، بانتصارهم في القتال الأخير، بسبب قيادتهم للمواجهة مع إسرائيل، وسط تراجع منافستهم حركة فتح، التي تقود السلطة الفلسطينية.
بينما يؤكِّد البعض أن حماس، نجحت للمرة الأولى، في توجيه ضربات في العمق الإسرائيلي، وتكبيد تل أبيب خسائر فادحة، مشيرين إلى أن الجيش الإسرائيلي فوجئ بقدرات حماس هذه المرة.
قيادة نتنياهو
ويرى محللون أن القتال الأخير، أعاد بنيامين نتنياهو إلى سُدة القيادة، بعد أن كان على وشك الخروج من السلطة، إثر إخفاقه في تشكيل ائتلاف حكومي.
وقبيل بدء الهجمات على غزة، أُعلن رسمياً، التوصُّل إلى تفاهمات أساسية لتشكيل حكومة بديلة برئاسة بينيت ولبيد، لكن الحرب على غزة حالت دون الإعلان رسمياً، عن تشكيل حكومة بديلة لحكومة نتنياهو.
إلى ذلك، أعلن المتحدِّث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، تحقيق جيش بلاده إنجازات كبيرة، في المواجهات الأخيرة، وقال إنه "تم توجيه ضربة قوية لمشروع مترو-حماس والقضاء على العشرات من القادة والنشطاء الفلسطينيين، إضافة الى توجيه ضربة قوية لمنظومات الإنتاج والتطوير، والقضاء على عدد كبير من راجمات الصواريخ المتعدِّدة".
وأشار إلى أن مشروع المترو في غزة، الذي دمَّره الجيش الإسرائيلي، تم بناؤه على مدى سنوات، وأنفقت عليه عشرات ملايين الدولارات.
لماذا التصعيد الأخير؟
بدأ القتال الأخير بين إسرائيل والفلسطينيين، بعد إطلاق حماس صواريخ باتجاه إسرائيل، في العاشر من مايو، تضامناً مع فلسطينيين كانوا يخوضون منذ أيام، مواجهات مع الإسرائيليين، في القدس الشرقية وباحات المسجد الأقصى.
جاءت المواجهات، على خلفية التهديد بطرد عائلات فلسطينية من منازلها في حي الشيخ جرّاح، لصالح مستوطنين يهود.
ورغم توصُّل إسرائيل والفصائل الفلسطينية، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، يسود التوتر باحات المسجد الأقصى، مع تجدُّد المواجهات بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية، وسط مخاوف من تجدُّد القتال، بين الفصائل الفلسطينية والجيش الإسرائيلي.