لوموند الفرنسية: الجيش الإسرائيلي مُـتَّـهم بخداع وسائل الإعلام لإعلانه هجوماً برياً مزيفاً على غزة

جاء في الرواية الرسمية للقوات العسكرية، أن "سلاح الجو الإسرائيلي يهاجم قطاع غزة"..  وردَّدت وسائل إعلام دولية عدة، هذا البيان ، ما أثار  مخاوف من هجوم بري، قد يتسبَّب في عديد من الضحايا.

لوموند الفرنسية: الجيش الإسرائيلي مُـتَّـهم بخداع وسائل الإعلام لإعلانه هجوماً برياً مزيفاً على غزة
جنود إسرائيليون يتجمعون في موقعهم على طول الشريط الحدودي مع قطاع غزة ، 16 مايو ، 2021.

أعلن الجيش الإسرائيلي ليلة الجمعة 14 مايو/آيار ، أن جنوداً دخلوا قطاع غزة، وقاموا بعملية برية في القطاع.

وجاء في الرواية الرسمية للقوات العسكرية، أن "سلاح الجو الإسرائيلي يهاجم قطاع غزة".

 وردَّدت وسائل إعلام دولية عدة، هذا البيان ، ما أثار  مخاوف من هجوم بري، قد يتسبَّب في عديد من الضحايا.

فيليسيا شوارتز ، مراسلة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أوضحت أنها نشرت المعلومات، بعد أن نبَّهها المتحدِّث الرسمي، بأن هجوماً برياً جارياً.

بعد ساعتين، نقض الجيش هذا الادعاء، بحُجة أنه كان نتيجة "مشكلة اتصال داخلي" وأن القوات الإسرائيلية لم تدخل غزة. 

وقال المتحدِّث باسم الجيش الإسرائيلي، جوناثان كونريكوس، في مؤتمر صحفي، إنه كان خطأً بسيطاً.

وأوضح للصحفيين: "هذه أشياء تحدث خلال عملية معقَّدة، وعندما يكون من الصعب، الحصول على رؤية واضحة لما يحدث".  وأضاف: "بمجرَّد أن أدركت أن لديَّ معلومات خاطئة، أصدرت تصويبا".

 في المقابل، ظهرت قصة أخرى، في بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية، إذ زعمت عناوين رئيسية عدة، أن الإعلان الكاذب كان تكتيكًا عسكريًا إسرائيليًا لخداع حماس، باستخدام الصحافة الدولية.

وكتبت القناة الإسرائيلية N12: "لم يكن هذا خطأ، بل خُطة مُعدَّة للسماح بالقضاء على قوات حماس، لقد كان تلاعبًا". 

وقال المراسل والجندي السابق أور هيلر لقناة إسرائيلية أخرى: "لقد كان الأمر ذكياً ونجح" وأضاف: "ما رأيناه الليلة، عملية معقَّدة مع إعلامي".  وبحسب المحارب القديم، أطلقت العملية تحركاً فورياً لدى مقاتلي حماس الذين قُتلوا لاحقًا في تفجيرات.

 الجيش ينفي الكذب على الصحفيين

وبسؤاله عن الأمر، أكد العقيد كونريكوس، خلال مؤتمر صحفي، أنه لم يكن هناك خداع، ووعد الصحفيين بأنه "لم تكن هناك محاولة لخداع أي شخص، أو حمله على نشر معلومات كاذبة"، واصفاً الوضع بأنه محرج .

 ومع ذلك، ووفقًا لصحيفة نيويورك تايمز ، التي  نشرت اعترافاً  بأن الجيش الإسرائيلي حاول الإيقاع بمقاتلي حماس في غزة، من خلال إنشاء تحرُّكات للقوات، على حدود القطاع، وبتحريك المركبات المدرَّعة، بطريقة تشير إلى أن الغزو البري في تقدُّم. 

وأوضح المتحدِّث، أن العملية كانت تهدف إلى تحريك مقاتلي حماس، لاستهدافهم.

 هذه التفسيرات لم ترضِ بعض وسائل الإعلام الأجنبية، التي تعتقد أنها استخدمت كبيادق لاستراتيجية عسكرية.

 ويقول  دانييل إسترين ، مراسل إذاعة NPR الأمريكية في القدس، في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز: إذا استخدمونا، فهذا غير مقبول، وإذا لم يستخدمونا، فماذا حدث؟ ولماذا تقول الصحافة الإسرائيلية إننا خُدعنا؟!