إخوان ليبيا بثوب جديد مناورة إخوانية استعدادا للانتخابات

تنظيم الإخوان، يسعى بخطة تغيير اسمه للعودة إلى المشهد السياسي الليبي، ذلك بعد سلسلة الخسارات التي تعرضت لها، وكان أبرزها تعرض التنظيم

إخوان ليبيا بثوب جديد مناورة إخوانية استعدادا للانتخابات
المتظاهرون الليبيون يهاجمون مكاتب حزب العدالة والبناء المدعوم من جماعة الإخوان المسلمين ، في العاصمة الليبية طرابلس في 27 يوليو 2013. هاجم المتظاهرون مكاتب جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا

في محاولة للعودة إلى المشهد السياسي من جديد وبعد سلسلة الانشقاقات والخسائر التي هزت صورتها حديثاً، أعلن تنظيم جماعة الإخوان في ليبيا، تغيير اسمها من "العدالة والبناء" إلى جمعية تحمل اسم "الإحياء والتجديد"، تمهيداً لخوض الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة في ديسمبر/كانون الأول المقبل.

لماذا التغيير؟

خلال الأيام الماضية، عقدت الجماعة، سلسلة من الندوات وورش العمل تحضيرا للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة، ومحاولة الجماعة ترتيب أوراقها لكسب ثقة الليبيين في الانتخابات.

وقال التنظيم في بيان له، إن جمعية "الإحياء والتجديد" ستؤدي رسالتها في المجتمع الليبي من خلال عملها الدؤوب في شتى مجالات العمل، وأضاف البيان "مراعاة متغيرات الواقع أمر تقتضيه الحكمة ويفرضه منطق العقل، وأن الجماعة تتعامل مع كل مرحلة بما تستحقها من مطالب الاجتهاد وواجبات التغيير".

وتحدث البيان عن محاولات لإقصاء الجماعة عن المجتمع الليبي، مشيراً إلى أن الجماعة "انتقلت إلى جمعية تحمل اسم "الإحياء والتجديد"، وستعمل على ضمان فهم عميق للواقع واستشراف بصير للمستقبل".

مسرحية مكشوفة

ورأى مراقبون أن تنظيم الإخوان، يسعى بخطة تغيير اسمه للعودة إلى المشهد السياسي الليبي، ذلك بعد سلسلة الخسارات التي تعرضت لها، وكان أبرزها تعرض التنظيم للهزيمة في انتخابات مجلس النواب الليبي قبل سنوات، ومنذ ذلك الوقت لم يتوقف الإخوان عن إنشاء أجسام موازية تضمن حضورهم على الساحة السياسية في ليبيا.

إضافة إلى كل ذلك، تلقت جماعة الإخوان في ليبيا حديثاً ضربات عدة، أبرزها تقديم عدد من أعضائها استقالات جماعية، بجانب حل فروع التنظيم في عدد من المدن الليبية أبرزها الزاوية ومصراتة.

وبحسب مراقبون، فإن كل هذه الضربات، جعلت تنظيم الإخوان، يلجأ إلى القيام بعدة مراجعات للتموضع من جديد في المشهد الليبي من بينها اللجوء إلى خطة تغيير الاسم.

مناورة سياسية

فيما يفسر مراقبون هدف جماعة الإخوان من الاسم الجديد إظهار إنهاء علاقته بالتنظيم الدولي للإخوان، لتفادي تصنيفه على قوائم الإرهاب الدولية، وهو ما أكده العضو السابق بجماعة الإخوان المسلمين الليبية، عضو حزب العدالة والبناء، عبد الرزاق سرقن.

وقال سرقن: إن الجماعة رأت أن يكون عملها داخل ليبيا فقط، لهذا انتقلت إلى جمعية "الإحياء والتجديد"، وأضاف في تصريحات صحفية "هكذا أصبحت الجماعة لا تتبع أي جهة خارج ليبيا، ولا تتبع جماعة الإخوان المسلمين عالميا، وإنما صارت جمعية تعمل داخل الوطن فقط".

إلى ذلك قال الكاتب والمحلل السياسي، خالد الزعتر في تغريدة على حسابه في "تويتر"، "يحاول إخوان ليبيا الانسلاخ من التنظيم الدولي إلى مرحلة الجمعية تحت اسم الإحياء والتجديد في محاولة للعودة إلى الشارع لاستعادة شعبيتها مرة أخرى".

لكن مراقبون يرون أن خطوة الجماعة الأخيرة، تُعّد مناورة سياسية للدخول في الانتخابات القادمة.