بعد مثوله أمام محكمة إسبانية.. زعيم البوليساريو يصل إلى الجزائر

تسبَّب استقبال إسبانيا لزعيم جبهة البوليساريو، لتلقي العلاج من إصابته بكوفيد-19، في أزمة دبلوماسية مع المغرب.

بعد مثوله أمام محكمة إسبانية.. زعيم البوليساريو يصل إلى الجزائر
إبراهيم غالي ، رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية والأمين العام لجبهة البوليساريو

السياق  

وصل زعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، إلى الجزائر في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء، وذلك بعد ساعات من إدلائه بشهادته، أمام قاضي المحكمة العليا الإسبانية، على خلفية دعاوى تتهمه بانتهاكات وجرائم ضد الإنسانية.

وتسبَّب استقبال إسبانيا لزعيم جبهة البوليساريو، لتلقي العلاج من إصابته بكوفيد-19، في أزمة دبلوماسية مع المغرب.

غالي إلى الجزائر

قالت وزارة الخارجية الإسبانية، إن زعيم جبهة البوليساريو، خطَّط لمغادرة إسبانيا، في طائرة مدنية من مطار بامبلونا شمالي البلاد، من دون أن تحدِّد وِجهة هذه الطائرة، معلنة إخطار السُّلطات المغربية، بمغادرة غالي أراضيها.

وذكرت الخارجية الإسبانية، أن زعيم البوليساريو كانت بحوزته الوثائق التي دخل بها إسبانيا والتي تحمل اسمه.

إلى ذلك، قال جليل محمد المتحدث باسم جبهة البوليساريو في إسبانيا، إن إبراهيم غالي "وصل إلى الجزائر في سلام"، بحسب رويترز.

وأضاف أن غالي سافر إلى الجزائر من مدينة بامبلونا بشمال إسبانيا، على متن طائرة خاصة .

وكانت المتحدِّثة باسم الحكومة الإسبانية، ماريا خيسوس مونتيرو، أعلنت أن غالي يستطيع "العودة إلى البلد الذي جاء منه ما أن يتعافى".

سحب جواز

ورفضت المحكمة الإسبانية العليا، طلباً من الادعاء العام، بفرض إجراءات منعه من السفر، أو سحب جواز سفره، أو احتجاز زعيم جبهة البوليساريو، قائلة إن رافعي الدعوى، في قضية جرائم حرب، لم يقدِّموا أدلة تظهر مسؤوليته.

وقال المحامي مانويل أولي، موكل الدفاع عن زعيم جبهة البوليساريو، الذي كان يتلقى العلاج في مستشفى بإسبانيا، بعد جلسة الاستماع، إن الحقائق التي استندت إليها، الاتهامات الموجهة إلى موكله، عارية تماماً من الصحة.

وأشار مانويل أولي، إلى أن الاتهامات الموجَّهة إلى موكله، تتطلَّب إجراءات احترازية، وأوضح أن المدعين طالبوا بسجن موكله مؤقتاً، وسحب جواز سفره.

زعيم البوليساريو ينفي

وكان زعيم جبهة البوليساريو، نفى لدى مثوله أمام المحكمة عبر الفيديو، ارتكابه أي مخالفة، أو أي انتهاك لحقوق الإنسان، ضد سكان الصحراء، وقال إن المزاعم ذات دوافع سياسية، بحسب محاميه.

وحضر عدد من الضحايا، إلى الساحة المحاذية للمحكمة، من أجل مطالبة القضاء الإسباني، بالمضي قُدُماً، في محاكمة زعيم البوليساريو، الذي دخل إسبانيا بجواز سفر مزوَّر.

ولم يتخذ القاضي أي إجراء بحق غالي، مشيراً إلى عدم وجود "خطر ظاهر من عملية فرار"، وطلب من زعيم بوليساريو فقط، أن يبرز عنوانه ورقماً هاتفياً في إسبانيا، للتمكُّن من تحديد مكانه.

ويواجه غالي تُهماً تتعلق بالاعتقال غير القانوني والتعذيب، وجرائم ضد الإنسانية، من قبل فاضل بريكة، المنشق عن جبهة بوليساريو، الحاصل على الجنسية الإسبانية.

كما يواجه غالي، دعوى من الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان، ومقرها إسبانيا، بتُهم "ارتكاب إبادة جماعية، والقتل والإرهاب والتعذيب والإخفاء القسري".

أزمة دبلوماسية

وأثار سماح إسبانيا، لزعيم جبهة البوليساريو بدخول أراضيها، عبر جواز سفر مزوَّر، أزمة دبلوماسية بين الرباط ومدريد.

وسبق أن هدَّدت المغرب، بعدم إعادة السفير، حال غادر غالي إسبانيا، بالسرية نفسها، التي استخدمها عند وصوله إليها، منتصف أبريل.

وكانت المملكة المغربية، قد استدعت سفيرتها للتشاور، ورهنت عودتها بانتهاء الأسباب الحقيقية للأزمة الدبلوماسية بين البلدين، بسبب دخول إبراهيم غالي إسبانيا، بطريقة لا تحترم العلاقات بين البلدين.

وقبل ساعات من مثول غالي، أمام المحكمة الإسبانية، قالت الخارجية المغربية في بيان، إنها أخذت علماً بمثول غالي أمام المحكمة، معتبرة أن مثوله أمام القضاء الإسباني، يشكل تطوراً، لكنه لا يشكل جوهر الأزمة بين البلدين الجارين.

وأوضح البيان أن "مثول زعيم البوليساريو أمام المحكمة، يؤكد ما قاله المغرب منذ البداية، عن أن إسبانيا سمحت لهذا الرجل، بدخول أراضيها عن عِلم، وبطريقة احتيالية وغامضة، وهو المتابع أمام محاكمها، بسبب شكاوى قدَّمها ضحايا يحملون الجنسية الإسبانية، وبسبب أفعال ارتكب بعضها على الأراضي الإسبانية".

وقالت الخارجية المغربية، إن القضية "تظهر الممارسات العدائية لإسبانيا واستراتيجيتها، التي تستهدف قضية الصحراء المغربية، إضافة إلى تواطؤ الجار الشمالي، مع خصوم المملكة، للمس بالوحدة الترابية للمغرب".

يشار إلى أن النزاع بين المغرب وجبهة البوليساريو، على إقليم الصحراء، بدأ عام 1975، بعد إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده في المنطقة، ليتحوَّل الخلاف إلى نزاع مسلَّح، استمر حتى عام 1991.

وتدعو جبهة البوليساريو، إلى تنظيم استفتاء لتقرير مصير الصحراء الغربية، في حين يصر المغرب من جانبه، على منح المنطقة حُكماً ذاتياً تحت سيادته.