مصر... استراتيجية لمواجهة نفوذ الإسلام السياسي في الخارج
حدَّدت دار الإفتاء المصرية عدداً من الجهات المقرَّر مشاركتها لتنفيذ الاستراتيجية، في مقدمتها وزارة الخارجية المصرية، وجهاز المخابرات العامة المصري، والأزهر الشريف، ووزارة الأوقاف المصرية، إلي جانب اللجنة الدينية بمجلس النواب المصري، ووسائل الإعلام والمؤسسات الصحفية، ومواقع التواصل الاجتماعي

السياق
في خطوة تهدف إلى مواجهة تغلل الجماعات المتطرفة، وتحديداً جماعة الإخوان، في المراكز الإسلامية بالخارج، وتصدُّر المشهد الديني من خلالها، أعلنت دار الإفتاء المصرية ورئيسها الدكتور شوقي علام، مفتي مصر، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، استراتيجية متكاملة للتواصل الديني مع الخارج.
هذا التحرُّك يأتي ضمن استراتيجية عامة، لتصحيح صورة الإسلام والمسلمين في الخارج، وضبط المفاهيم الفقهية والشرعية، التي يتم توظيفها لأسباب سياسية خاصة، مرتبطة بمساعي جماعات الإسلام السياسي.
الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتي مصر، الأمين العام للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، قال -في تصريح خاص لمنصة السياق- إن هناك حالة استعداء وتشويه غير عادية ضد الإسلام، تشنها وتمارسها وسائل الإعلام الموجَّهة، خاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، وما أعقبها من أحداث إرهابية في الشرق والغرب".
وبصرف النظر عن نوايا هذه الوسائل الإعلامية، بحسب مستشار مفتي مصر "علينا كمسلمين وعرب، أن نعترف بأن كثيراً من التنظيمات الإرهابية المجرمة، التي تنسب نفسها زوراً وبهتاناً إلى الإسلام، قد مارست بحق هؤلاء من أعمال إرهاب وقتل ما لا يرضى عنها الإسلام".
وتابع نجم: "مهما تبرأنا من هؤلاء ومن أفكارهم، ومهما استنكرنا أفعالهم، فإننا نظل ملزمين أدبياً وأخلاقياً ودينياً تجاه العالم أجمع، بأن نصحِّح ما ألصقوه بالإسلام من كذب ومغالطات بموقف المسلم من غير المسلم".
من هنا جاءت استراتيجية الإفتاء المصرية، المقرَّر الانتهاء من مرحلتها الأولى نهاية فبراير 2022، لتفعيل التواصل الديني مع العالم الخارجي والاستفادة منه، في وضع الأهداف والأساسيات والبرامج والآليات، التي تعزِّز ثقافة التواصل والتعارف والمشاركة المعرفية، من دون انعزال، ولا مجاملة، ولا تنازل حضاري، ولا ثقافي، وتسهم الاستراتيجية في تجديد الخطاب الديني وجهود مكافحة التطرف والإرهاب.
وحدَّدت دار الإفتاء المصرية عدداً من الجهات المقرَّر مشاركتها لتنفيذ الاستراتيجية، في مقدمتها وزارة الخارجية المصرية، وجهاز المخابرات العامة المصري، والأزهر الشريف، ووزارة الأوقاف المصرية، إلي جانب اللجنة الدينية بمجلس النواب المصري، ووسائل الإعلام والمؤسسات الصحفية، ومواقع التواصل الاجتماعي.
ويقول الأمين العام لدور وهيئات الإفتاء في العالم لمنصة السياق: "إن المسئولين الأوروبيين نقلوا -أكثر من مرة- إلى مفتي مصر، تخوفهم من خطر المرجعيات الأخرى، التي تحاول نشر مذاهبها المتشددة بين أوساط المسلمين في أوروبا، بينما أكد لهم مفتي مصر أنه يتم العمل، الآن، على إيجاد منظومة عِلمية وتأهيلية للقيادات المسلمة في العالم، سيكون من شأنها تجديد منظومة الفتاوى، التي يستعين بها المسلم في التعايش، كما تُرسِّخُ لديه قيمَ الوسطية والتعايش السلمي في وطنه ومجتمعه".
وأعرب عن توقُّعه بأن التواصل بين دار الإفتاء المصرية والبرلمان الأوربي، الذي بدأه مفتي مصر، الخميس الماضي، بلقاء عبر منصة زووم مع 200 عضو بمجلس اللوردات والعموم البريطاني، يمكن أن يحدث كثيراً من النتائج والفوائد التي تساعد في إيجاد الحلول لتلك المشكلات، وأن الجهد الذي تقوم به الدار الآن، تحت مظلة الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء، سوف يسهم في محاصرة هذه الظاهرة، التي وصفها بـ"الكئيبة".