قنبلة بيئية موقوتة... هل يظل المجتمع الدولي أسيرًا لتهديد الحوثي بالناقلة صافر؟!
البيان الممهور من أعضاء مجلس الأمن الـ15، كان الفصل الأخير، في أزمة "صافر"، وهي ثالث أكبر ميناء عائم للنفط في العالم، إلا أنها الآن "مهدَّدة بالانفجار أو الانشطار في أي لحظة".

السياق
"على الحوثيين السماح بالوصول الآمن، وغير المشروط، إلى الناقلة صافر"...كان ذلك جزءًا من بيان شديد اللجهة، وجَّهه مجلس الأمن الدولي، إلى مليشيا الحوثي، في محاولة أخيرة لإنقاذ العالم من قنبلة بيئية موقوتة، قد تنفجر في أي لحظة.
البيان الممهور من أعضاء مجلس الأمن الـ15، كان الفصل الأخير، في أزمة "صافر"، وهي ثالث أكبر ميناء عائم للنفط في العالم، إلا أنها الآن "مهدَّدة بالانفجار أو الانشطار في أي لحظة".
وصول آمن
ودعا مجلس الأمن، المليشيات الحوثية، بالعمل على "تسهيل وصول آمن وغير مشروط، لخبراء الأمم المتحدة، لكي يجروا تقييماً محايداً وشاملاً، إضافة إلى مهمة صيانة أولية، من دون تأخير".
مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوشا"، دخل هو الآخر على خط الأزمة، ليؤكِّد لأعضاء مجلس الأمن خلال الجلسة، أن "بعثة المفتشين لا تزال على استعداد للذهاب إلى اليمن لتنفيذ مهمتها".
ورغم أن المسؤولة الأممية في «أوشا» رينا غيلاني، أكَّدت أن «هذه المهمة ستظل جاهزة ما دام لدينا تمويل من المانحين»، فإنها حذَّرت من أن «بعض هذه الأموال سيبدأ النضوب قريبًا، آملة في التحرك بسرعة أكبر».
جاء بيان مجلس الأمن الدولي، وتعقيب الأمم المتحدة، بعد يومين، من إعلان مليشيا الحوثي، المدعومة من إيران، التي تسيطر على العاصمة اليمنية صنعاء وميناء الحديدة، أن مساعي السماح لبعثة تابعة للأمم المتحدة بتفقُّد الناقلة صافر، وصلت إلى «طريق مسدود»، في أعقاب أشهر من المفاوضات.
الناقلة صافر
لكن ما هي الناقلة صافر؟ وما الخطورة الشديدة التي تشكِّلها لتدفع مجلس الأمن الدولي ودولاً عدة، لمحاولة إيجاد حل عاجل لها؟ ومتى بدأت الأزمة وإلى أين تصل؟!
«منصة السياق الإعلامية»، تجيب عن هذه الأسئلة في هذه السطور:
صُنعت السفينة صافر، قبل 45 عاماً، وتستخدم كمنصة تخزين عائمة، حيث تبلغ سعتها التخزينية 3 ملايين برميل من النفط الخام.
إلا أن هذه الناقلة المهجورة منذ عام 2015، وترسو قبالة ميناء الحديدة، محملة الآن بنحو 1.1 مليون برميل من النفط الخام، تصل قيمتها إلى نحو 40 مليون دولار.
قنبلة عائمة
ولم تخضع "صافر" منذ 6 سنوات، لأي صيانة، بسبب منع مليشيا الحوثي صيانتها، ورهن إتمام تلك الخطوة، بمكتسبات سياسية تتحقَّق لها على أرض الواقع، ما أدى إلى تآكل هيكلها.
ويثير موقع السفينة وحالتها، مخاوف دولية، من احتمال تسبُّبها بتلوث بيئي، قد يكون أكبر بأربع مرات، من أسوأ كارثة بيئية بحرية شهدها التاريخ، ما يؤدي إلى تدمير النظم البيئية في البحر الأحمر، وضرب قطاع صيد السمك وإغلاق ميناء الحديدة -الذي يُعَدُّ شرياناً حيوياً لليمن- 6 أشهر.
تداعيات خطيرة
وحذَّرت الأمم المتحدة، في تقارير رسمية، من التداعيات الخطيرة، لأي تسرُّب كبير قد يصدر عن الناقلة صافر، التي سيتأثر بها 1.6 مليون يمني، ممن يعيشون على الصيد، على طول الساحل الغربي للبلد الآسيوي.
التأثيرات السلبية، لأي حادث تسرُّب نفطي، من الناقلة صافر، لن تكون في اليمن وحده، بحسب مراقبين، أكدوا أن الأضرار البيئية «غير المسبوقة» لتسرُّب النفط من الناقلة، ستهدِّد الحياة البحرية في البحر الأحمر، وقد تصل إلى قناة السويس ومضيق هرمز، وستعيق عمل مضيق باب المندب، الذي يُعَدُّ أحد أنشط الممرات الخاصة بسفن الشحن في العالم.
الحادث الأخطر
وبحسب تقديرات أممية، فإن «صافر» يمكن أن تسرِّب ما يصل إلى 4 أمثال النفط، الذي تسرَّب من الناقلة «إكسون فالديز» عام 1989 قبالة ألاسكا.
وفي محاولة لدق ناقوس الخطر، من المصير المحتمل لـ«صافر»، حذَّرت المنظمة المدافعة عن البيئة، من احتمال وقوع انفجار في الناقلة في أي لحظة، داعية الأمم المتحدة، إلى التحرُّك العاجل، من أجل منع كارثة.
وقال المنسِّق الأول للحملات في «غرينبيس الشرق الأوسط وشمال أفريقيا» أحمد الدروبي في بيان، اطلعت «منصة السياق الإعلامية» على نسخة منه، إن «الأمر ليس في ما إذا وقعت الكارثة بل متى تقع»، مشيرًا إلى أن ناقلة النفط صافر «أكلها الصدأ ويمكن أن تتحطَّم أو تنفجر في أي لحظة».
وحذَّر المسؤول البيئي، من أن الحرائق الناتجة عن الانفجار، ستؤدي إلى تلويث الهواء، مع آثار صحية خطيرة على المجتمعات المحلية المنكوبة بالفقر، وعلى فرق الاستجابة.
الحلول متوفرة
من جانبها، طالبت المديرة التنفيذية لمنظمة غرينبيس الدولية، جينيفر مورغان، الأمم المتحدة بالتحرُّك العاجل، لتجنُّب ما يمكن أن يكون أكبر كارثة نفطية في المنطقة، مشيرة إلى أن الحلول متوفرة، والخبرات والتقنيات معروفة.
وأضافت المسؤولة في المنظمة، أن الوقت قد حان للتصعيد، ومنع المزيد من الكوارث على الشعب اليمني، وما قد ينتج عن ذلك، من آثار أخرى محتملة على ملايين آخرين، في المناطق المجاورة، مطالبة بكسر الجمود السياسي.