الرئيس السابق للغذاء والدواء: الحل عند الـ CIA في أي وباء مقبل
لفت جوتليب، إلى أن معدل تطعيم الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً، مرتفع للغاية في الولايات المتحدة، لذا فإنه سيتم تطعيم المعرضين للإصابة بسهولة، لأسباب أخرى، باستثناء الأطفال الصغار، الذين قد لا يكونون قادرين على الحصول على اللقاح، حتى وقت لاحق من الشتاء، لذلك فهم معرضون لخطر الإصابة.

ترجمات - السياق
أبرزت شبكة بلومبرج الإخبارية الأمريكية، مقابلة أجراها الكاتب الأمريكي مايكل سترين، مع الرئيس السابق لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية، الدكتور سكوت جوتليب، عن متغيرات فيروس كورونا، ومعدلات التطعيم، والمخاطر المتوقَّعة، وكيف يجب أن تتعامل الحكومات مع تفشي المرض، في الشتاء المقبل.
وبسؤال جوتليب، عن تقييمه للجهود المبذولة، لإبطاء انتشار الفيروس، قال إنه رغم أن الكثير من التركيز، كان على أوجه القصور السياسية في الاستجابة للوباء، فإنه يجب أن يركِّز العالم بشكل كافٍ، على أوجه القصور في أنظمة الصحة العامة نفسها.
وتابع: "تكون الوباء من فترتين، في الأولى لم نكن نعرف كيف نتعامل مع كوفيد-19، ولم نفهم مدى ضراوته، وقد بالغنا في تقدير دور الأسطح الملوَّثة في نقل العدوى، ونصحنا الناس بغسل البقالة، كما قلَّلنا من أهمية دور انتشار جسيمات الفيروس في الجو، ولم نفهم كيف كان الفيروس ينتشر، لأننا لم تكن لدينا اختبارات تشخيصية ولا تتبُّع للمخالطين، لذلك اضطررنا إلى الإغلاق".
وقال: "لكننا في النهاية أجرينا بعض الاختبارات، وبدأنا نفهم كيف ينتشر الفيروس، وهو ما سمح لنا باستهداف انتشاره، وبدأت الدول التركيز على منع التجمعات الكبيرة، وغلق الحانات والأماكن العامة".
وعن إغلاق المدارس، قال جوتليب: "أعتقد أننا بالغنا في التشديد على دور الأطفال، كناقل للفيروس، في المجتمع أو المدارس، من دون إدراك أن هذه المدارس، لم تكن بالفِعل مصادر رئيسة لانتقال العدوى".
وأشار جوتليب، إلى أن حقيقة أن التطعيم يوفِّر فرصة لحماية الناس من الإصابة، تشكل عاملاً في القرارات التي تتخذها الحكومات، قائلاً إن الولايات المتحدة لن تتخذ، هذا الشتاء، تدابير جديدة تحسباً لتفشي الوباء، لكنها ستتخذ تدابير رداً على التفشي، في حال حدوثه.
وتابع: "أعتقد أن الإجراءات التي سنتخذها، ستكون أقل تدخلاً وأقل تكلفة، فلا أعتقد أننا سنرى إغلاقاً واسع النطاق، وإغلاق المدارس، سيكون إن تفشى المرض داخل منطقة معينة فقط، وهو ما نفعله في موسم انتشار الإنفلونزا".
ولفت جوتليب، إلى أن معدل تطعيم الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً، مرتفع للغاية في الولايات المتحدة، لذا فإنه سيتم تطعيم المعرضين للإصابة بسهولة، لأسباب أخرى، باستثناء الأطفال الصغار، الذين قد لا يكونون قادرين على الحصول على اللقاح، حتى وقت لاحق من الشتاء، لذلك فهم معرضون لخطر الإصابة.
وبسؤاله عن كيفية منع حدوث جائحة أخرى، رأى جوتليب أن فيروس كورونا كشف عن إخفاقات على مستوى الأنظمة، تشير إلى الحاجة إلى تطوير قدرات معينة، لا تملكها هذه الأنظمة، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة بحاجة إلى أن تكون لديها القدرة على تصنيع اللقاحات والأدوية القائمة على الأجسام المضادة، فضلاً عن القدرة على توسيع نطاق هذا التصنيع بسرعة أكبر.
وأضاف: "طالما كانت مهمة مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، تطوير اختبارات لمسببات الأمراض الجديدة، لكنها فشلت في ذلك، وليس فقط مع كوفيد-19، بل فشلت أيضاً مع عدوى زيكا، لذا فإننا بحاجة إلى الاعتماد على كيانات أخرى، غير مراكز السيطرة على الأمراض، مثل القطاع الخاص لتطوير عملية التشخيص، في حال تفشي مرض جديد، كما أننا نحتاج إلى إعادة النظر في الصحة العامة، من منظور الأمن القومي، بإشراك أدواته في هذه المهمة".
وقال جوتليب، إن أجهزة الأمن القومي طالما لعبت دوراً في مشكلات الصحة العامة، لكن مؤسسات الصحة العامة لا ترغب في الحصول على الخدمات السرية، بدافع القلق من أن يُنظر إلى كل شخص يرتدي معطفاً أبيض على أنه جاسوس، لكن وباء كوفيد-19 أظهر لنا أننا بحاجة إلى مشاركة وكالة الاستخبارات المركزية CIA في جمع المعلومات عن الإصابات الناشئة في العالم".
وتساءل جوتليب: هل ستكون الدول، على استعداد لمشاركة المعلومات عن تفشي وباء لديها في المستقبل؟
وأجاب: على الأغلب لن يحدث، لذا فإن الولايات المتحدة، ستكون بحاجة إلى مزيد من القدرة على جمع مثل هذه المعلومات، وهو ما يتطلب الاعتماد على وكالات الاستخبارات.