سوريون بين مطرقة السجون الليبية وسندان الحرس المزعومين

المنظمة الدولية للهجرة: طفرة في أعداد المهاجرين المغادرين للسواحل الليبية... اعتراض وإعادة نحو 7 آلاف مهاجر منذ بداية العام الجاري

سوريون بين مطرقة السجون الليبية وسندان الحرس المزعومين

ترجمات - السياق

ثمن أحلامهم كان حريتهم ودموع ذويهم على مصير أبنائهم... قصة من عشرات القصص، التي يقبع أصحابها في غياهب السجون الليبية، بعد أن حاولوا الفرار من واقع أليم في بلادهم، طامحين في أن يكون طريق الهجرة غير المشروعة، سبيل الخلاص من آلامهم، إلا أنه كان بداية معاناة أشد.

الحديث كثر مؤخرًا، عن السوريين الموجودين في السجون الليبية، خاصة مع ارتفاع وتيرة ضبط خفر السواحل الليبي، للمهاجرين غير القانونيين، الذين تضاعفت أعدادهم، العام الجاري، ليعيدهم إلى أحد السجون في العاصمة طرابلس، أو إلى مراكز إيواء اللاجئين سيئة السمعة.

 

الجحيم الليبي

وكانت منظمة أطباء بلا حدود، أكدت تنفيذ سفينة جيو بارنتس التابعة لها، عمليات إنقاذ عدة في المتوسط، نهاية الأسبوع الماضي، شملت العشرات من السوريين الفارين من الجحيم الليبي.

وأعلنت المنظمة الدولية للهجرة، تسجيل طفرة في أعداد المهاجرين المغادرين للسواحل الليبية، مشيرة إلى اعتراض وإعادة نحو 7 آلاف مهاجر منذ بداية 2021.

قريب لأحد الشبان السوريين في ليبيا، روى في تصريحات لموقع مهاجر نيوز، المهتم بشؤون الهجرة والمموَّل من الاتحاد الأوروبي، معاناة عائلته في العثور على أي خبر عن ابنها، إثر ضبطه في البحر قبل أسابيع، وإيداعه أحد السجون في العاصمة طرابلس.

عمل مستحيل

وقال الرجل، الذي رفض الإفصاح عن هويته، إن شقيقه سافر ومجموعة من شبان القرية بشكل نظامي، من مطار دمشق، إلى ليبيا منذ نحو ثلاثة أشهر، للعمل هناك، إلا أنهم اكتشفوا عند وصولهم، أن إيجاد عمل -بالسهولة التي يتخيلونها- مستحيل.

وأوضح، أن الأمر لم يطل بهم كثيرًا في البلد الأفريقي، إذ كانت الهجرة مخرجهم الوحيد من تلك الأزمة، التي وجدوا أنفسهم فيها، مشيرًا إلى أنهم تعرَّفوا إلى أحد المهرِّبين في طرابلس، الذي أوهمهم بأن رحلة الهجرة سهلة جداً، وأن كل ما عليهم، هو دفع جزء من الأموال قبل الرحلة، والجزء الآخر بعد وصولهم.

 

إيداع السجون

وأكد الشاب السوري، أن شقيقه و73 سوريًا آخرين، انطلقوا في الثامن من أبريل الماضي، في قارب كان يحمل 82 شخصاً، ظلوا في الماء 28 ساعة، قبل أن يلحق بهم زورق لخفر السواحل الليبي، ويعيدهم مجددًا إلى طرابلس.

وأشار إلى أن الشباب السوريين ورفقاءهم، أودعوا جميعًا سجن غوطة الشعّال غربي طرابلس، إلا أنه بعد أسبوعين نقل 59 منهم، بينهم شقيه، إلى سجن عين زارة، في طرابلس.

«لم يكن لدينا أي علم بما حصل مع الشبان، أحدهم ممن تمكنوا من الخروج تواصل معنا وأخبرنا بالوضع، وشرح لنا الظروف المريعة التي تحيط بالشباب»، هكذا أضاف الشاب السوري، مشيرًا إلى أنه مع تلك الأخبار تحوَّلت حياة أسرتهم إلى جحيم.

 

طوق نجاة

إلا أن طوق نجاة بدا في الأفق، رغم أنه باهظ الثمن، فبعد عملية بحث مضن، تمكنت الأسرة من التواصل مع ليبي، قال لهم حينها إنه بإمكانه مساعدتنا في إخراج أبنائهم من السجن، مقابل 1200 دولار أمريكي عن كل شاب.

المبلغ لم يكن بالأمر الهين، إلا أن الأسرة وأهالي القرية السورية، بحثوا عن شخص آخر، بعد رفض الأول تخفيض المبلغ، فعثروا على سجان في عين زارة أكد لهم أنه، باستطاعته إخراج أبنائهم، يضيف الشاب السوري.

 

سجّان زائف

وأوضح، أن السجّان طلب 400 دولار عن كل شخص، وأكد أن المبلغ سيشمل تكاليف إخراجهم وتزويدهم بأوراقهم الثبوتية، التي صودرت منهم، إلا أنه بعد تحويل مبالغ له، لإخراج 16 شاباً من السجن، اتضح أنه كان نصاباً، ولم يكن لديه أدنى فكرة عن كيفية إخراج الشباب من السجن.

ورغم الخسارة التي مُنيت بها العائلات السورية، فإنها ما زالت تسعى وراء أي أمل يجلب لهم أي أنباء عن أبنائهم، الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و19 عاماً، ولم يقترفوا ذنبًا سوى البحث عن حياة أفضل.

 

700 ألف مهاجر

ويوجد نحو 700 ألف مهاجر غير قانوني في ليبيا، بحسب تصريحات لوزير داخلية ليبيا خالد مازن، أشار فيها إلى التحديات الأمنية والاقتصادية والسياسية، التي يمثِّلها هذا العدد للبلد الأفريقي، الذي يعاني للخروج من أزمته.

وتُعَدُّ ليبيا دولة عبور ومحطة انتقال للمهاجرين الطامحين في الوصول إلى أوروبا، بسبب شواطئها الممتدة على المتوسط، مقابل أوروبا، وحدودها الصحراوية المفتوحة على 6 دول، إضافة إلى وضع أمني هش، تعانيه.