البنتاغون يدرس إعادة القوات إلى الصومال
البنتاغون يعرب عن قلقه إزاء اعتقال اثنين من حركة الشباب أثناء تلقيهما دروساً في الطيران

ترجمات - السياق
كشفت صحيفة "نيويورك تايمز"، الأمريكية، أن وزارة الدفاع الأمريكة (البنتاجون) تعمل على دراسة اقتراح يتم بموجبه إرسال عشرات من مدربي القوات الخاصة إلى الصومال، لمساعدة القوات المحلية في محاربة حركة الشباب الإرهابية، المرتبطة بتنظيم القاعدة، وهي الخطوة التي تعكس، بشكل جزئي، الانسحاب المفاجئ الذي أجراه الرئيس السابق دونالد ترامب لما يقارب 700 جندي أمريكي من البلاد في يناير الماضي.
ورأت الصحيفة، أن رغبة بعض صانعي السياسات العسكرية في الولايات المتحدة، في العودة إلى الصومال، تكشف التحديات التي يمكن أن يواجهها البنتاجون، في تقديم المشورة للقوات الأفغانية من مسافة بعيدة، بعد تنفيذ أمر الرئيس جو بايدن بسحب آخر 3500 جندي أمريكي من أفغانستان، خاصةً في حال حقَّقت حركة طالبان مكاسب هناك.
ورفض المتحدِّث باسم البنتاجون، جون كيربي، التعليق على الاقتراح الخاص بالصومال، بينما نقلت الصحيفة عن مسؤولين، لم تذكر أسماءهم، قولهم إن الاقتراح لم يتم تقديمه إلى وزير الدفاع لويد أوستن، كما أنه ليس من الواضح ما إذا كان بايدن سيوافق على مثل هذه الخطة أم لا، وذلك لأنها تواجه العديد التحديات، بما في ذلك النقاش السياسي، الذي لم يتم حله بشأن وضع قواعد جديدة لأعمال مكافحة الإرهاب، مثل ضربات الطائرات من دون طيار، من مناطق بعيدة عن مناطق الحرب النشطة.
وكانت إدارة بايدن قد وضعت قيوداً جديدة، على مثل هذه الضربات، عندما تولَّت السلطة في 20 يناير الماضي، بينما وضعت إدارة ترامب قواعد عامة للضربات في دول معينة، وفوَّضت سلطة اتخاذ القرار بشأنها للقادة على الأرض، ولكن الآن يتم توجيه هذه الضربات، من خلال البيت الأبيض.
ونقلت الصحيفة عن 3 مسؤولين أمريكيين قولهم، إن البيت الأبيض رفض منذ ذلك الحين، عدداً من الطلبات التي قدَّمتها القيادة العسكرية في أفريقيا لشن ضربات بطائرات مسيرة، ضد أهداف لحركة الشباب في الصومال، لأنها لم تستوف المعايير الجديدة، ولكنه وافق مبدئياً على عمليات مقترحة أخرى، لكن الظروف على الأرض لم تتوفَّر بطريقة تسمح لها بالمضي قدماً، ونتيجة لذلك، مر ما يقرب من خمسة أشهر على تنفيذ الولايات المتحدة أي غارة جوية في الصومال، وهو ما يمثِّل توقفاً مفاجئاً وكبيراً لحرب الطائرات من دون طيار هناك، التي تعود إلى سنوات حكم الرئيس السابق باراك أوباما.
ورأى المسؤولون أن هذا التوقُّف، كشف عمّا يعنيه السماح للمتطرفين بالعمل من دون تدخل، كما أنه أدى إلى نفاد صبر المسؤولين العسكريين الذين ينتابهم الغضب، مما يعتبرونها فرصاً ضائعة، وفقاً للصحيفة.
كما نقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين بارزين، لم تسمهم، قولهم إن الاقتتال السياسي بين الفصائل في الصومال، وانسحاب معظم القوات الأمريكية من هناك، شجَّع حركة الشباب في الأشهر الماضية، وفاقم الوضع الأمني الهش في أجزاء كبيرة من البلاد.
ويقول الجنرال الأمريكي داجفين آر إم. أندرسون، الذي يقود قوات العمليات الخاصة الأمريكية في إفريقيا، إن "حركة الشباب باتت تتمتع بحرية أكبر في المناورة"، وفي حديثة أمام مجلس الشيوخ الأمريكي، وصف أندرسون الحركة بأنها "أكبر وأغنى وأعنف جماعة مرتبطة بالقاعدة في العالم."
بينما يرى مؤيدو تصعيد أنشطة مكافحة الإرهاب في الصومال، أنه من المهم للولايات المتحدة، أن تواصل ضرباتها للمسلحين، وأن تساعد في تدريب القوات الحكومية، لمنع أراضيها من أن تصبح ملاذاً للتخطيط لهجمات إرهابية، لكن بعض المحللين أعربوا عن تشاؤمهم، بشأن ما يمكن تحقيقه هناك، مستشهدين بمشكلات الصومال السياسية والاقتصادية والأمنية العميقة الجذور.
وبموجب قواعد عهد ترامب، نفذت الولايات المتحدة 52 ضربة بطائرات من دون طيار في الصومال عام 2020، و63 ضربة عام 2019، وكانت جميعها تقريباً ضد حركة الشباب مع عدد قليل منهم فقط ضد تنظيم داعش في الصومال، كما تم تنفيذ 6 هجمات أخرى، في الأيام الأخيرة من إدارة ترامب، لكنها لم تنفِّذ أياً منها، منذ أن أصبح بايدن رئيساً.
وأشارت الصحيفة، إلى أنه عندما فرضت إدارة بايدن القيود الجديدة على مثل هذه الضربات، فإنها رغبت في البداية في وضع مجموعة جديدة من القواعد لضربات الطائرات من دون طيار، وذلك كجزء من مراجعة مدتها 60 يوماً لسياسة مكافحة الإرهاب، ولكن هذه المراجعة مازالت جارية منذ ما يقرب من خمسة أشهر.
وأضافت الصحيفة: "لا يزال هناك عدد من القضايا الأساسية من دون حل في ما يتعلق بسياسة الولايات المتحدة شرقي أفريقيا، إذ لا يزال المسؤولون يعملون على تحديد المهمة في المنطقة، مع وجود خيارات تشمل هدفاً محدوداً بالضربات للحماية من التهديدات الموجَّهة للولايات المتحدة، ومهاجمة التهديدات للسفارات الأمريكية في المنطقة، وحماية المصالح الأمريكية".
ولفتت الصحيفة، إلى أن تقييم التهديد الذي أجرته وكالة المخابرات الدفاعية، هذا الربيع، خلص إلى أن "مقاتلي الشباب، البالغ عددهم 510 آلاف شخص، يسيطرون على مساحات واسعة من الأراضي جنوبي الصومال، وذلك بفضل قدرتهم على التحرك بحرية، ناتجة عن عدم قدرة الحكومة على تأمين أراضيها بشكل فعال".
وأعرب البنتاغون عن قلقه من اعتقال اثنين من حركة الشباب، أثناء تلقيهما دروساً في الطيران أو السعي إلى ذلك، وكان أحدهما عام 2019 في الفلبين، والآخر بعد عام في دولة أفريقية، وذلك وفقاً لما نقلته الصحيفة عن مسؤولين في الاستخبارات الأمريكية.
وأشارت الصحيفة، إلى أن أغلبية القوات الأمريكية، البالغ عددها 700 جندي، التي انسحبت من الصومال، في يناير الماضي، انتقلت إلى قواعد في كينيا وجيبوتي المجاورتين، حيث تتمركز طائرات أمريكية من دون طيار تنفِّذ غارات جوية في الصومال.
ويقول مسؤولون عسكريون، إن عدداً صغيراً من الأمريكيين، أقل بكثير من 100 شخص، ظلوا في الصومال للمساعدة في تنسيق المعلومات من طائرات المراقبة، التي تساعد في تعقُّب حركة الشباب والتهديدات الأخرى للمسلحين.
وأوضحت الصحيفة، أن القيادة الأمريكية في أفريقيا أطالت مدة زيارات مدربي القوات الخاصة الدورية إلى الصومال، من بضعة أيام إلى بضعة أسابيع، وقال مسؤولان إن الهدف من ذلك هو المساعدة في تحسين جودة التدريب، وكذلك رفع الروح المعنوية للقوات الصومالية، إذ يقول ضباط القوات الخاصة، إنه من دون تدريبات دائمة أو على الأقل زيارات تدريبية مطولة، فإن الفعالية القتالية للقوات الصومالية ستتآكل.