بلومبرج: السعودية توجه رسالة قوية لوول ستريت بخصوص نفطها
في عام 2019، ثار جدال مطول بين المستثمرين حول التغييرات المناخية، وكان هناك نقاش حول إمكانية تجاوز الزمن للطاقة بحلول عام 2030، كما أنه قبل ذلك بعام، كانت شركة تيسلا، العاملة بمجال إنتاج السيارات الكهربائية، محور اهتمام المؤتمر.

ترجمات - السياق
أبرزت شبكة بلومبرج الإخبارية، الأمريكية، ما وصفتها بـ"حرب التصريحات" التي قالت إن وزير النفط السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، قد خاضها، العام الماضي، في مواجهة المضاربين في سوق النفط، مضيفة أنه اليوم تم تحويل مسار مواجهة الوزير السعودي إلى قلب سوق المال في "وول ستريت"، الولايات المتحدة.
وأشارت الشبكة، في تقرير، إلى أنه من المقرَّر أن يلقي الأمير عبدالعزيز كلمة، في 16 يونيو الجاري، أمام مؤتمر "روبن هود" للمستثمرين، وهو حدث رفيع المستوى، يجمع أسماء بارزة في صناعة المحافظ الوقائية (وهي صناديق استثمارية تستخدم سياسات وأدوات استثمارية متطورة، لجني عوائد تفوق متوسط عائد السوق، من دون تحمُّل مستوى المخاطر نفسه).
وأوضحت الصحيفة، أن وزير النفط السعودي ظل على مدى أكثر من عام، يصارع من أجل كبح جماح البائعين على المكشوف، كما أطلق تحذيراً شهيراً للمضاربين في سبتمبر الماضي، حذَّرهم فيه من المراهنة ضده، ووجَّه –مؤخراً- انتقادات شديدة للرأي القائل إن على العالم التوقُّف في الاستثمار في مجال النفط، للحماية من تغيُّر المناخ.
ونقلت الشبكة عن الوزير السعودي، قوله في أعقاب اجتماع لمجموعة "أوبك بلس" في سبتمبر الماضي: "أرغب في أن يشعر مَنْ هم داخل قاعات التداول، بأكبر قدر ممكن من التوتر، وسأحرص على أن يشعر كل مَنْ يضارب في هذه السوق بالألم الشديد".
وتابعت: "طالما حرص الوزراء السعوديون السابقون على الحديث، في الكواليس، إلى مسؤولي المحافظ الوقائية، لكن جاء مؤتمر (روبن هود)، الذي يعقد خلف الأبواب المغلقة، لينقل هذه العلاقة إلى مستوى أعلى، حيث شهد المؤتمر انطلاق العديد من التوجُّهات الاستثمارية الجديدة واكتسابها زخماً، لكن في السنوات الأخيرة سارت أفكار كثيرة، في مسار معاكس لمصالح السعودية".
ولفتت الشبكة إلى أنه عام 2019، على سبيل المثال، ثار جدال مطول بين المستثمرين بشأن التغيُّرات المناخية، وكان هناك نقاش عن إمكانية تجاوز الزمن للطاقة، بحلول عام 2030، كما أنه قبل ذلك بعام، كانت شركة تيسلا، العاملة بمجال إنتاج السيارات الكهربائية، محور اهتمام المؤتمر.
صكوك أرامكو بالدولار... والطلبات تضاعفت 10 مرات
"لا لا لاند"
ورأت الشبكة أنه بالنسبة لوزير النفط السعودي، فإن المؤتمر يمثِّل فرصة للحديث عن التوجُّهات القديمة في مجال الطاقة، وذلك بعد أسابيع قليلة من نشر "الوكالة الدولية للطاقة" خريطة طريق مثيرة للجدل، تدعو للحد -بشكل كبير- من الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري.
كما حثَّ التقرير على وقف أي استثمارات جديدة بمجالي النفط والغاز الطبيعي، وهو التقرير الذي رفضته المملكة، واعتبرته أشبه بتكملة للفيلم الأمريكي "لا لا لاند"، وهو فيلم موسيقي كوميدي، يظهر أبطاله في عالم من الغناء والرقص، طوال عرضه.
وبسؤال الوزير السعودي، عن تقرير خريطة الطريق، خلال مؤتمر صحفي بمقر مجموعة "أوبك بلس"، قال: "لماذا ينبغي عليّ التعامل معه بجدية؟".
وبدلاً من وقف الاستثمارات، فإن الرياض تخطِّط لزيادة القدرة الإنتاجية لشركة النفط المملوكة للدولة "أرامكو"، إلى 13 مليون برميل يومياً بدلاً من 12 مليون، بل وألمح الوزير إلى إمكانية زيادة الإنتاج بدرجة أكبر، وفقاً لـ"بلومبرج".
وذكرت الشبكة، أنه من المتوقَّع أن تسلِّط نسخة 2021 من مؤتمر "روبن هود" الضوء على عدد من الموضوعات الأخرى، التي لم يتم التطرُّق لها، كما أنه للمرة الأولى منذ خمس سنوات، سيتضمن المؤتمر حلقات نقاش عن الاستثمار في السلع، الأمر الذي يشير إلى أن ارتفاع أسعار كل شيء، من الخشب إلى الفحم، يلفت أنظار "وول ستريت".