واشنطن تايمز: هل تأتي محاولة بايدن في احتواء الصين بنتائج عكسية؟
في فبراير الماضي، توجَّه الرئيس بايدن للبنتاغون، للإعلان عن لجنة عمل صينية جديدة، من شأنها مساعدة وزير الدفاع لويد أوستن في رسم مسار قوي للمضي قدمًا في الملف الصيني.

ترجمات -السياق
تساءلت صحيفة واشنطن تايمز الأمريكية، عن إمكانية نجاح محاولات الرئيس الأمريكي جو بايدن، احتواء الصين اقتصاديًا وعسكريًا، محذِّرة من أن ذلك قد يأتي بنتائج عكسية.
وجاء في تقريرها: أن العديد من التطورات داخل الولايات المتحدة، أدت إلى تسليط الضوء على الاتجاه ذي الشقين المتنامي في واشنطن، لتصوير الصين على أنها تهديد عسكري متزايد، يجب احتواؤه أو إحباطه.
وأوضحت أن الهدف الظاهر لهذه الجهود، هو تعزيز الأمن القومي للولايات المتحدة، وضمان ازدهارها اقتصاديًا.. ومع ذلك، من دون تغيُّـرات كبيرة في هذا النهج، من المرجَّح أن تقوِّض هذه الجهود المصالح الأمريكية، ما قد يزيد خطر نشوب حرب كارثية مع الصين.
في فبراير الماضي، توجَّه الرئيس بايدن للبنتاغون، للإعلان عن لجنة عمل صينية جديدة، من شأنها مساعدة وزير الدفاع لويد أوستن في "رسم مسار قوي للمضي قدمًا في الملف الصيني".
ويوم الأربعاء الماضي، وجَّه أوستن، البنتاغون لمنح الأولوية لمواجهة الصين، رغم أن العديد من تفاصيل هذا الأمر، لا تزال سرية.
أقر مجلس الشيوخ قانون الابتكار والمنافسة الأمريكي، مؤخراً، وهو مشروع قانون أخرجه الحزبان (الجمهوري والديمقراطي) بهدف احتواء تصاعد الصين اقتصاديًا وعسكريًا.
وبعد التصويت، قالت ليزلي شيد، المتحدِّثة باسم الحزب الجمهوري للشؤون الخارجية: إن أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين يقدِّرون "أن الرئيس يعمل من كثب، لمعالجة تهديدات الحزب الشيوعي الصيني لأجيالنا القادمة".
فرص نجاح المحاولات
الحقيقة المحبطة -حسبما تضيف الصحيفة- هي أن مثل هذه المحاولات، لإخضاع الصين، ليست ضرورية، بل إن التعايش مع تصاعد الصين اقتصاديًا وعسكريًا، ليس ممكنًا فحسب، بل أمر ضروري، لأنه يوفِّر أفضل طريق وأقل تكلفة، لضمان استمرار الازدهار والأمن الأمريكي.
"واشنطن تايمز"، تعلق على فرص نجاح هذه الجهود، وتؤكد أنها قد تكون ضئيلة، مشيرة إلى أن الصين تطوَّرت كثيرًا لدرجة أنها أضحت كيانًا دوليًا رئيسيًا، ويتطلَّب التعامل معها، مزيداً من الحذر والمسافات الآمنة، وبعيداً عن المبالغة، ستصبح قريبًا أكبر اقتصاد في العالم، فضلا عن امتلاكها جيشاً حديثاً، قد يكون وصل بالفِعل إلى وضع النظير الإقليمي مع الولايات المتحدة في بحر الصين الجنوبي.
وحذَّرت الصحيفة، الإدارة الأمريكية، من "أن الصينيين يتجاوزون النقطة التي يمكن إجبارهم على الخضوع لضغوطنا، لكن الصين، في الوقت نفسه، لم تصل إلى مرحلة تمكِّنها من محاولة غزو الولايات المتحدة"
وتابعت الصحيفة: الصين ليست عملاقًا لديه القدرة على المهاجمة، بل على العكس من ذلك، إذ تعاني الصين مشكلات عدة ونقاط ضعف ونقص ابتُليت بها، على الصعيدين الداخلي والدولي... بعبارة أخرى، فإن القوة الاقتصادية والعسكرية المتأصلة في أمريكا، إلى جانب التحديات الداخلية والخارجية للصين، تعني أننا لا نحتاج إلى الخوف من تصاعد قوة الصين، على المستويين الاقتصادي والعسكري.
مَنْ سيفوز؟
كان الأدميرال جيمس ستافريديس، القائد العسكري السابق لحلف الناتو، عميد كلية فليتشر للحقوق والدبلوماسية بجامعة تافتس، الذي قضى معظم حياته العملية في المحيط الهادئ، ومؤلف كتاب "2034: رواية من الحرب العالمية التالية"، قد حذَّر من نشوب حرب صينية أمريكية محتملة.
وقال ستافريديس: بالطبع، لا أحد "يربح" حقًا حرباً كبرى، لكن أفضل طريقة لتجنُّب الاضطرار إلى خوض هذه الحرب، إقناع خصمك المحتمل بأنه سيكون بالتأكيد الخاسر الأكبر، فالتوازن العسكري بين الصين والولايات المتحدة معقَّد، ويتطلَّب التفكير في الميزانيات، وعدد السفن الحربية والطائرات، والجغرافيا، وأنظمة التحالف والتكنولوجيا، خاصة القدرات البحرية، والأمن السيبراني والفضاء.
أما صحيفة جارديان، فنقلت عن بعض المراقبين المخضرمين للعلاقات الصينية الأمريكية، قولهم: إنه في حين من المهم فهم طبيعة المنافسة بين القوى الكبرى، فإن تشبيهها بالحرب الباردة، في القرن العشرين، غير مفيد.. إذ يجب فهم أن طبيعة العلاقة الحديثة، بين الولايات المتحدة والصين، تختلف اختلافًا جوهريًا عن العلاقة بين الاتحاد السوفييتي والغرب.
ونقلت الصحيفة عن ستابلتون روي، سفير سابق للولايات المتحدة لدى الصين، تحذيره من أن استمرار الصحفيين والإعلام الدولي، في الحديث عن حرب باردة بين واشنطن وبكين، قد يؤدي إلى كارثة كبرى، وقوع الأمر فِعليًا على الأرض، قائلا: "ما يحدث في العالم اليوم، لا يختلف عمّا حدث عبر التاريخ، عندما كانت هناك اختلافات بين الدول الكبرى... كانت النتيجة الحتمية هي الحرب".
في المقابل يرفض يان زويتونغ، أحد أكبر مفكِّري السياسة الخارجية بالصين، مصطلح الحرب الباردة، ويؤكِّد أن ما حدث في القرن العشرين، كان بسبب التوسع الأيديولوجي بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة، بينما الآن الأمر مختلف، إذ لا تفكِّر بكين في التوسُّع استعماريًا.