بعد تهديد واشنطن بالانتقام من بكين.. هل تدعم الصين روسيا عسكريًا؟

قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين: نحن قلقون من سعيهم إلى مساعدة روسيا -بشكل مباشر- بمعدات عسكرية قد تستخدم في أوكرانيا

بعد تهديد واشنطن بالانتقام من بكين.. هل تدعم الصين روسيا عسكريًا؟

السياق

محادثة هاتفية مرتقبة، بين الرئيسين الأمريكي والصيني، تأتي بعد ساعات من إعلان الولايات المتحدة، أن جمهورية الصين الشعبية ستتعرض لإجراءات انتقامية، إذا سعت إلى ما وصفته بـ "دعم عدوان روسيا" على أوكرانيا، في تحذير هو الأقوى، توجهه واشنطن إلى بكين منذ بدء الحرب الأوكرانية.

 

مساعدة عسكرية مباشرة

إلى ذلك قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين: "نحن قلقون من سعيهم إلى مساعدة روسيا -بشكل مباشر- بمعدات عسكرية قد تستخدم في أوكرانيا".

وأضاف بلينكن: "الرئيس بايدن سيتحدث إلى الرئيس شي اليوم الجمعة، وسيوضح له أن الصين ستتحمل مسؤولية أي عمل يهدف إلى دعم عدوان روسيا، ولن نتردد في فرض تكلفة ذلك عليها".

وتابع بلينكن: "نرى بقلق أن الصين تدرس تقديم مساعدة عسكرية مباشرة لروسيا".

بينما لفتت الناطقة باسم البيت الأبيض جين ساكي، إلى أن هذه المحادثات هي الرابعة بين رئيسي الدولتين، منذ تولي بايدن مهامه.

وأكدت ساكى أنها تهدف إلى "إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة بين الولايات المتحدة وجمهورية الصين الشعبية".

وأوضحت أن جو بايدن وشي جين بينغ، سيناقشان "المنافسة" بين واشنطن وبكين "وكذلك حرب روسيا ضد أوكرانيا وغيرها من القضايا ذات الاهتمام المشترك".

 

الفوضى الدولية

وتشكل هذه المسألة مصدر قلق للرئيس الأميركي، الذي يرى أن الولايات المتحدة والصين، تخوضان منافسة شرسة بالتأكيد، لكنهما تبقيان على حوار كاف، حتى لا تتحول هذه المواجهة إلى مصدر للفوضى على المستوى الدولي.

صعدت الولايات المتحدة لهجتها ضد بكين، بعدما رأت أن "انحيازًا من قِبل الصين إلى روسيا" يثير "قلقًا عميقًا" وهو ما سبق نقاشه في اجتماع عُقد في روما مؤخرًا، بين مستشار الأمن القومي الأميركي جايك ساليفان وأرفع مسؤول في السياسة الخارجية في الحزب الشيوعي الصيني يانغ جيشي.

 

"صداقة بلا حدود"

ومنذ بداية "الغزو الروسي" في 24 فبراير امتنع النظام الشيوعي الصيني الذي منح الأولوية لعلاقته بموسكو -التي يشاركها عداءً عميقًا للولايات المتحدة- عن دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى سحب قواته من أوكرانيا.

لكن "الصداقة بلا حدود" التي أعلنتها بكين وموسكو تتعرض للاختبار من خلال الحرب في أوكرانيا، إذ يبدو أن نظام الرئيس شي جين بينغ فوجئ بالمقاومة الأوكرانية للهجوم الروسي وقسوة العقوبات الغربية.

 

الاختلاف بين شي وبوتين

بمعزل عن تقديم مساعدة عسكرية محتملة إلى روسيا، لا تريد واشنطن أن تساعد الصين موسكو في تخفيف تأثير هذه العقوبات القاسية غير المسبوقة، التي يفترض أن تخنق نظام بوتين ماليًا واقتصاديًا.
وقال راين هاس، الخبير في معهد بروكينغز للأبحاث، المستشار السابق للرئيس باراك أوباما لشؤون الصين، لوكالة الأنباء الفرنسية: "أولوية الرئيس بايدن -في المحادثة- ستكون الطلب من الصين ألا تمد روسيا بوسائل للتعويض عن العقوبات الدولية، وعدم إرسال معدات لآلة الحرب الروسية في أوكرانيا".

وأضاف هاس: الرئيس الصيني يفترض أن يوازن بين مختلف الأولويات، فهو يولي أهمية كبيرة للشراكة مع روسيا، لكنه لا يريد تقويض العلاقات مع الغرب" التي تعتمد عليها الصين "في حصولها على تقنيات معينة".
وأكد الخبير أن مصالح الصين وروسيا غير متجانسة، فبوتين من جانبه يريد نسف النظام الدولي، بينما يعد الرئيس شي نفسه مهندس نظام دولي جديد.