ملكة جمال الجيش.. مسابقة روسية لأجمل مقاتلة في الجيش

الفعالية شهدت تنافس المجندات في الاختبارات والتدريبات العسكرية، إضافة إلى استعراض مواهبهن الإبداعية والفكرية وفي مجال الطهي

ملكة جمال الجيش.. مسابقة روسية لأجمل مقاتلة في الجيش

ترجمات - السياق

 رغم الأزمة الأوكرانية التي دخلت أسبوعها الثالث، وما خلفته من خسائر كبيرة على الاقتصادين الروسي والأوكراني، فإن وجهًا آخر للحرب، كان حاضرًا في مسابقة جمال نظمها الجيش الروسي للجنديات الإناث.

وقالت مجلة نيوزويك الأمريكية، في تقرير، إن الجيش الروسي، أجرى مسابقة جمال عسكرية هذا الأسبوع رغم الصراع الدائر في أوكرانيا، مشيرة إلى أن المسابقة كانت باسم "جمال وراء التمويه الحربي"، بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للمرأة.

وبحسب التقرير الأمريكي، فإن الفعالية شهدت تنافس المجندات في الاختبارات والتدريبات العسكرية، إضافة إلى استعراض مواهبهن الإبداعية والفكرية وفي مجال الطهي، مشيرًا إلى أن الحدث السنوي أقيم هذا العام في منطقة ياروسلافل، على بعد ثلاث ساعات شمالي شرق موسكو.

وقالت مجلة ريد ستار العسكرية، إن نحو 40 امرأة شاركن في المسابقة، معظمهن من قوات الصواريخ الاستراتيجية الروسية.

ومن المراحل التي تضمنتها المسابقة: الظهور بـ«الماكياج القتالي»، الذي ظهرت فيه المجندات في قسم الحرب الكيميائية، بالأقنعة الواقية من الغاز.

«أنشطة أخرى غير قتالية، مثل مهارات الإسعافات الأولية والرقص والمعرفة العامة أيضًا»، كانت هي الأخرى من مراحل المسابقة، التي اشتملت على «سيناريو الحرب الوهمية».

وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن سيناريو الحرب الوهمية، ألزم المجندات بالتغلب على منطقة هجوم بالحريق فيها تهديدات إشعاعية وكيميائية وبيولوجية، أثناء ارتداء الأقنعة الواقية من الغازات وبدلات الحماية الخاصة، إضافة إلى ذلك، كان على المشاركات إظهار كفاءتهن في تجميع وتفكيك البنادق الهجومية، وإطلاق النار ورمي القنابل اليدوية.

وكرَّمت المسابقة، إحدى المقاتلات الروسية، التي استخدمت جسدها لصد النيران عن زميل لها في حرب أوكرانيا، إضافة إلى تكريم مسعفة عسكرية، عالجت جنودًا روسًا تعرضوا لإطلاق نار في كييف.

المرأة في الجيش الروسي

من كتيبة الموت، المكونة من النساء بقيادة ماريا بوشكاريفا في الثورة الروسية، إلى فوج القاذفات الليلية رقم 588، الذي أطلق عليه النازيون لقب «ساحرات الليل»، تشتهر تقاليد النساء اللائي يدافعن عن الوطن بين الجنود الروس.

ورغم تاريخ وأدوار النساء في الجيش الروسي، فإنه في روسيا الحديثة، يخدم عدد قليل نسبيًا من النساء في الجيش، بحسب تقرير لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، مشيرًا إلى أن هناك ما يقرب من 41 ألف مجندة في القوات المسلحة الروسية، ما يشكل قرابة 4.26% من إجمالي القوات العاملة، وفقًا للأرقام الرسمية.

ورغم أن الرقم المعلن يمثل انخفاضًا طفيفًا، مقارنة بـ 44500 عام 2018، فإن نحو 35000 إلى 45000 كان ثابتًا إلى حد ما بالنسبة لروسيا، على مدى السنوات العشر الماضية، مقارنة بـ 10 في المئة بالعقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

وقال مركز الدراسات: رغم أن التجنيد في الجيش الروسي، للذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و27 عامًا، فإنه لا ينطبق على الإناث، كما هو الحال في النرويج أو إسرائيل، مشيرًا إلى أنه يجب على النساء -اللاتي يرغبن في التجنيد بالقوات المسلحة الروسية- اجتياز اختبار جسدي معدل واختبار الحمل قبل القبول.

تمييز نوعي

وبينما يُسمح للرجال الأجانب بالانضمام إلى الجيش الروسي، كحافز للحصول على الجنسية الروسية، فإن النساء الأجنبيات لا يُسمح لهن بذلك.

وبمجرد تجنيدها، تخدم النساء في وحدات إلى جانب الرجال، بدلاً من وحدات منفصلة حسب الجنس، ولهن ثكنات ودورات مياه منفصلة. وتخدم النساء في الجيش وقوات الفضاء والبحرية (رغم وجودهن في سفن معينة فقط) وقوات الصواريخ.

وفي حين أن عدد الدول التي تسمح للمرأة بتولي أدوار قتالية يتزايد، إلا أنه لا يُسمح للروسيات بأدوار قتالية في الخطوط الأمامية، ويُمنعن عادةً من الخدمة على الطائرات أو الغواصات أو الدبابات.

ويحظر على النساء العمل في الميكانيكا وكذلك أداء واجبات الحراسة، وتعمل المجندات في الاتصالات، والطب، وعلم النفس، أو كاتبات، أو موسيقيات، أو موظفات منشأة.

ويوفر الانضمام إلى الجيش الروسي مصدرًا ثابتًا للدخل والرعاية الطبية والإسكان، ويوفر كذلك امتيازات لأولئك الذين يسعون للحصول على تعليم عالٍ أو عمل حكومي.

 

عقبات اجتماعية

انخفاض معدل انضمام النساء إلى الجيش الروسي، يعود إلى نظرة روسيا الأكثر تقليدية لأدوار الجنسين، بما في ذلك التركيز الاجتماعي على الإنجاب، بحسب مركز الدراسات السياسية والاستراتيجيات.

 خارج الجيش أيضًا، يحظر بأمر من فلاديمير بوتين حاليًا النساء من أكثر من 450 مهنة في عدد من الصناعات، الخوف هو أن النشاط المفرط قد يتعارض مع قدرة المرء على الإنجاب.

ورغم أن وزارة العمل تعمل على خفض هذا الرقم إلى 100 بحلول عام 2021، فإن الوظائف المقيدة تشمل التعدين أو البناء أو الأعمال المعدنية أو مكافحة الحرائق، أو الوظائف التي تتضمن رفع الأحمال الثقيلة أو الغوص، أو التعامل مع المواد الكيميائية الخطرة، أو اللحام أو إصلاح الطائرات.

ورغم قلة عدد النساء في الجيش الروسي، فإن التقرير الأمريكي أشار إلى انتشار تقارير الاغتصاب والاعتداء الجنسي ضد النساء، مشيرًا إلى أن هناك تشكيكًا في كفاءة الإناث بأداء الخدمة العسكرية في الخطاب العام.

ويجادل الأكاديميون والمسؤولون الروس، بأن الاختلافات النفسية والفسيولوجية الملحوظة، مثل انخفاض كثافة العظام والعاطفية المتزايدة، تجعل النساء أقل ملاءمة لأدوار معينة.

وفي الحالات القليلة التي عملت فيها النساء بقيادة الطائرات، أو في أدوار مقيدة أخرى، كان عليهن تقديم التماس إلى الحكومة للحصول على إذن خاص.