هل تستعد السعودية والصين لمعاقبة الدولار؟
بدلًا من التمسك بعملة الدولار في صادرات المملكة النفطية إلى الصين، بدأ السعوديون التفاوض مع بكين، بشأن صفقة من شأنها أن تسمح للصين باستخدام اليوان، وهي مناورة مفتوحة من شأنها أن تؤثر بشكل كبير في مكانة الدولار كعملة استراتيجية.

ترجمات - السياق
في وقت مبكر اليوم، لاحظتُ أن السعوديين عبَّـروا -من خلال الانفتاح مع الصين- عن استيائهم تجاه مساعي إدارة بايدن، إلى إبرام اتفاق مع إيران.
وكشفت صحيفة وول ستريت الأمريكية، أن السعوديين ربما يضعون في أذهانهم شيئًا أكبر مما كان يُعتقد في البداية.
وبدلًا من التمسك بعملة الدولار في صادرات المملكة النفطية إلى الصين، بدأ السعوديون التفاوض مع بكين، بشأن صفقة من شأنها أن تسمح للصين باستخدام اليوان، وهي مناورة مفتوحة من شأنها أن تؤثر بشكل كبير في مكانة الدولار كعملة استراتيجية.
إنها ليست مشكلة طاقة، لذلك لا يمكن الوصول إلى حل سريع لها، من خلال زيادة الإنتاج الأمريكي بشكل مباشر على الأقل، لكنها قضية دبلوماسية واستراتيجية، تفاقمت إن لم تكن نشأت من الأساس، بسبب مسعى جون بايدن إلى إبرام اتفاق نووي محدث مع إيران.
لقد انحنت إدارة أوباما أيضًا صوب طهران، على حساب الدول الإقليمية السُّنية، وبالمقابل، استفاد السعوديون وآخرون من رفض دونالد ترامب الاتفاق النووي، وتركيزه على إبرام تحالفات أمريكية في هذا الجانب الإقليمي.
هذا إذًا ما يخص النظرة الاستراتيجية السعودية، أما في ما يتعلق بالنظرة الاستراتيجية الصينية فهي تماثلها في الوضوح، رغم أن شن هجوم على الدولار سوف يكون مخاطرة بالنسبة لبكين، لاسيما وأن الصين تملك الكثير من العملة الأمريكية كاحتياطي أجنبي على أي حال، وهو شيء يستخدم للتلاعب باليوان.
لقد توقع الخبير والمستثمر الأمريكي أندي كسلر -نهاية الأسبوع- أن هذه الخطوة ربما تأتي من الصين وروسيا، وتحدث لصحيفة وول ستريت، عن بعض المخاطر التي قد ينطوي عليها الأمر.
إنها مخاطر تستعد لها الصين، حال تنفيذ أي هجوم خطر على وضع الدولار كعملة احتياطية، وفقًا لأندي كسلر.
وتستطيع الصين أن تقرر إذا ما كانت القيمة الاستراتيجية لتفكيك اتفاقية "بريتون وودز" تفوق الأضرار التي سوف تجلبها بكين لنفسها، على المدى القصير.
وفي ما يتعلق بالسعوديين، ربما ينتهي بهم الأمر بملاحظة أن الصين سهلت إبرام الاتفاق الإيراني، الأمر الذي لاحظه ميخائيل أوليانوف، مبعوث بوتين في المحادثات النووية.
ربما يكون ذلك مجرد طلقة تحذير، في صدر موقف بايدن المنحني، لصرف أنظار البيت الأبيض عن توقيع اتفاق سيئ مع ملالي طهران.
وبخلاف اقتراحات كسلر، فإن هناك سبيلًا آخر لتقوية الدولار، يتمثل في الزيادة السريعة للمنتج النفطي، وضخ الكثير من الصادرات في الأسواق العالمية.
ربما يتسبب هذا النفط الزائد، في تراجع السعودية عبر تخفيض سعر مبيعاتها النفطية، وقد يؤدي ذلك إلى فوائد أقل للصين، حتى إذا نجحت بكين في تحويل عملة صفقاتها من الدولار إلى اليوان.
ورغم ذلك، نعرف جميعًا الخطوات المتوقعة من البيت الأبيض وحلفائه التقدميين في هذه الجبهة... أليس كذلك؟ بلى للأسف.
_____________________________________________
الكاتب: إد مرسي
*نقلًا عن موقع "هوت إير".