ملاجئ الأثرياء.. تجارة المخابئ تنتعش في أوروبا
تبدأ أسعار المخابئ التي تصنعها شركة Artemis Protectionمن 300 ألف دولار ويمكن أن يتجاوز السعر نِصف المليون دولار، استناداً إلى الخصائص التي تضاف إلى المخبأ والمساحة الإجمالية

ترجمات السياق
أحيى الهجوم الروسي على أوكرانيا، وكذلك وضع موسكو قوتها النووية في حالة تأهب قصوى، المخاوف من حرب عالمية جديدة، لكن في ثوبها النووي الأشد فتكـًا.
هذه المخاوف أنعشت سوق صناعة الملاجئ في أوروبا، إذ تتلقى الشركات المتخصصة في هذا المجال، مئات الطلبات يوميًا.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز، عن جوليو كافيتشيولي صاحب شركة Minus Energie لبناء الملاجئ قوله: " إنها هستيريا بناء المخابئ" لقد وجدنا أنفسنا في موجة من الطلبات، إذ تلقينا 500 استفسار الأسبوعين الماضيين.
ماتيو سيران، مؤسس شركة Artemis Protection المتخصصة في صنع "الملاجئ الراقية"، أكد -في حديثه لموقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي- أنه تلقى خلال الأسبوعين الماضيين 500 استفسار.
وحسب بريتون جوردون، القائد السابق في حلف الناتو، المتخصص في الأسلحة النووية والكيميائية، فإن مخابئ أوروبا في حالة سيئة، وغير مستعدة لاستقبال لاجئين.
وأكد جوردون لـ "نيويورك تايمز" أن "قيام حرب نووية أمر واقعي، ويجب أن نأخذ احتياطاتنا، مثل الدول المجاورة لروسيا".
ملاجئ عامة
وأضاف جوردون: على سبيل المثال توجد فلندا، على الحدود الغربية لموسكو، منذ سنوات وهي في حال استعداد لهذه المخاطر، كما أنها تحاول بناء الملاجئ ووصلت إلى رقم قياسي، إذ شيدت 50 ألف مأوى تسع 4 ملايين شخص.
إلى السويد حيث أطلقت ما سمتها "استراتيجية دفاع شامل" بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم إليها قبل سنوات، ويضمن هذا النهج تفعيل نظم الإنذار من الغارات الجوية، وتوزيع كتيب احترازي يتضمن قائمة مرجعية للإمدادات الأساسية التي يمكن الحصول عليها من المتجر، للبقاء على قيد الحياة، حالة البقاء في المأوى.
وأقرت سويسرا تشريعًا في الستينيات، يقضي بملاجئ نووية في المباني السكنية، وقالت "نيويورك تايمز": رغم تخفيف بيرن هذه الإجراءات الوقائية، فإن الأبواب الفولاذية المقواة وفلاتر الغاز، اعتيادية في جميع أنحاء البلاد، كما أن فيها أكثر من 350.000 مخبأ جماعي، بما في ذلك ملجأ واحد على طريق لوسيرن السريع يتسع لـ 20.000 شخص، يمكن أن يحمي جميع السكان.
الملاجئ الراقية
تبدأ أسعار المخابئ التي تصنعها شركة Artemis Protectionمن 300 ألف دولار ويمكن أن يتجاوز السعر نِصف المليون دولار، استناداً إلى الخصائص التي تضاف إلى المخبأ والمساحة الإجمالية.
دول الخليج
وأوضحت الشركة أن 85% من عملائها يأتون من فرنسا، والطلبات الأخرى من فنلندا والسويد وبولندا، وهي البلاد القريبة من الحدود البيلاروسية، ولفتت إلى أنها تلقت زيادة قوية في الطلب من دول خليجية.
الاستراتيجية التجارية
وأكدت الشركة أن خطتها تصنيع ملجأ أصغر حجمًا، في وقت أسرع بتكلفة أقل، من المفترض أن تبلغ مساحته 65 قدماً بـ 162 ألف دولار لـ 4 أشخاص.
سيران مدير الشركة يقول لموقع بيزنس إنسيدر: "علينا أن نعيد التفكير في الاستراتيجية التجارية، بسبب تنوع الطلبات، والفئة الاقتصادية الاجتماعية للمتصلين المحتملين".
وتنبأ سيران بأن يواصل سوق الملاجئ النمو، وتصبح تجارته رائجة.
وتشير "نيويرك تايمز" إلى أن المخابئ التي كانت تستخدم بعد الحرب العالمية الثانية في بريطانيا، والتي يبلغ عددها 650 تقريبًا، لم تعد تعمل، وبعضها كانت مناطق جذب سياحي.
اليود
الذين لا يمكنهم التحصن في المخابئ تحت الأرض، يلجأون إلى "أقراص اليود" التي عند تناولها، بالشكل المطلوب، تحد بشكل ما من أضرار الإشعاعات النووية.
وتقول "نيويورك تايمز" إن بلجيكا تواجه زيادة حادة في الطلب، من خلال عبوات الحبوب المجانية، لأي شخص يحمل بطاقة هوية بلجيكية.
وأكد مايكل ستورم، المسؤول في نقابة الصيادلة، لوكالة الأنباء البلجيكية "بيلجا" أنه في يوم واحد فقط وزعت صيدليات البلاد أكثر من 30 ألف صندوق من حبوب اليود.
لا تكفي
أقراص اليود والكتيبات الإرشادية، وغيرهما من الوسائل البسيطة، لا تكفي برأي "دي بريتون جوردون" إذ أكد وجوب اتخاذ احتياطات أكثر فاعلية لتعليم الناس كيفية البقاء على قيد الحياة، من خلال تجنُّب الإشعاع، وعدم شرب المياه الملوثة.