اليوم الـ 24 للحرب.. قصف روسي وخطوة أمريكية لتشديد الخناق على موسكو
يجري الرئيس جو بايدن -اليوم- محادثة مع نظيره الصيني شي جين بينغ، استبقتها واشنطن بتحذير صارم من أن الشركات الصينية ستدفع ثمنًا باهظًا، إذا استجابت حكومة بكين لنداءات الرئيس الروسي، للحصول على مساعدات عسكرية واقتصادية

السياق
أدخنة تتصاعد وقذائف روسية على مبان سكنية، أسفرت عن قتلى وضحايا في الحرب الأوكرانية، التي دخلت يومها الرابع والعشرين، من دون حسم عسكري أو سياسي لها، بينما تضيق الدول الغربية الخناق على روسيا، لإثنائها عن المضي قدمًا في خطتها الهادفة لـ«احتلال» البلد الأوراسي.
فبينما كثفت القوات الروسية، التي تواجه مشكلات لوجستية في «غزوها المتعثر لأوكرانيا»، الجمعة، استهدافها للمباني السكنية في العاصمة كييف، يناقش الرئيس الأمريكي جو بايدن والزعيم الصيني شي جين بينغ، غزو روسيا لأوكرانيا، وفقًا لبيان البيت الأبيض.
ما الوضع الميداني؟
قالت خدمة الطوارئ الأوكرانية إن شخصًا لقي مصرعه وأصيب أربعة آخرون، في حريق شب بمبنى سكني بمنطقة بوديلسكي في كييف الجمعة، مشيرة إلى أن الحريق اندلع بعد سقوط بقايا صاروخ على المبنى المكون من خمسة طوابق.
وأضافت أن التقرير الأولي عن اندلاع حريق ورد الساعة 8:04 صباحًا بالتوقيت المحلي، مؤكدة أن رجال الإطفاء لاحظوا عند وصولهم وجود حريق من الطابق الأول حتى الطابق الثالث، إلا أنهم تمكنوا من إنقاذ 12 شخصًا وإجلاء 98.
وقالت القوات المسلحة الأوكرانية، في بيان، إن روسيا أطلقت ستة صواريخ باتجاه مدينة لفيف الغربية صباح الجمعة، مشيرة إلى أن هذه المقذوفات كانت على الأرجح صواريخ كروز أطلقتها طائرات حربية فوق البحر الأسود.
إلا أن الصواريخ الروسية، كانت على موعد مع الدفاعات الجوية الأوكرانية، التي أسقطت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية 14 هدفا جوية «معاديًا» في أراضيها، بحسب بيان للجيش الأوكراني.
وبينما قال رئيس بلدية لفيف، إن الصواريخ أصابت محطة لإصلاح الطائرات بالقرب من المطار، مؤكدًا أن العمل في المصنع توقف قبل سقوط الصواريخ، سمع طاقم «سي إن إن» في لفيف انفجارات عدة الساعة 6:30 صباحًا بالتوقيت المحلي، وشوهد الدخان يتصاعد من اتجاه مطار دانيلو هاليتسكي الدولي إلى الغرب من المدينة، بينما أعلن مجلس مدينة كييف أن حي بوديل تعرض لهجوم روسي.
وقال مجلس المدينة، إن رجال الإنقاذ والفرق الطبية يعملون بمنطقة بوديل في كييف، بعد هجوم على الحي السكني شمالي العاصمة صباح الجمعة.
وضرب صاروخ روسي واحد على الأقل، موقعًا في لفيف فجر الجمعة، بحسب عمدة المدينة أندريه سادوفي، الذي قال إنه لم يتمكن من تأكيد مكان الضربة، لكنه لم يكن مطار المدينة.
ودعا سادوفي السكان إلى أن يكونوا مستعدين للاستجابة لصافرات الإنذار من الغارات الجوية، وعدم تداول صور لموقع الحادث.
ما أهمية لفيف؟
حتى الآن، نجت المدينة الخلابة غربي أوكرانيا -إلى حد كبير- من القصف المستمر للقوات الروسية، لكن على بعد نحو 43 ميلاً (70 كيلومترًا) من الحدود البولندية، فإن لفيف على أعتاب "الناتو"، ما يعني أن أي هجوم عليها يمكن أن تكون له تداعيات دولية.
وأصبحت لفيف نقطة انطلاق للنازحين الأوكرانيين، فهي تستضيف أكثر من 200 ألف نازح داخلي في مدينة يزيد عدد سكانها على 700 ألف، بحسب رئيس البلدية، الذي قال إن اللاجئين تدفقوا على المدينة بحثًا عن الأمان النسبي، حيث يستخدمها الكثيرون كنقطة توقف، قبل أن يشقوا طريقهم إلى الحدود.
وتعمل المنطقة الأكبر كطريق حاسم لتزويد الجيش الأوكراني بالأسلحة وجهود مقاومة أوسع، أحبطت خطط موسكو لغزو يشبه الهجوم الخاطف.
ويعد مركز لفيف التاريخي، أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو، والمتحف الوطني يضم المجموعة الأكثر اكتمالًا في البلاد من فنون العصور الوسطى المقدسة والمخطوطات الدينية النادرة.
كما تعد المدينة موطنًا مؤقتًا للعديد من المؤسسات الإعلامية والسفارات، التي اضطرت إلى الانتقال من العاصمة الأوكرانية كييف.
عقوبات جديدة
إلا أن دولا آسيوية، كثفت عقوباتها على روسيا، في محاولة لإثنائها عن الحرب الأوكرانية، التي أدت إلى أكبر موجة لجوء منذ الحرب العالمية الثانية.
من تلك الدول، كانت اليابان التي فرضت الجمعة، عقوبات جديدة على روسيا، عبر تجميد حسابات مصرفية لمواطنين ومنظمات روسية إضافية.
وقالت وكالة أنباء كيودو اليابانية، إن اليابان جمدت حسابات رئيس خدمات الاستخبارات العسكرية المركزية، وشركة تصدير الأسلحة روسبورن إكسبورت، وأصول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والبنك المركزي الروسي، ورئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو.
أمريكا... على الخط
في محاولة من الولايات المتحدة، لتضييق الخناق على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يجري الرئيس جو بايدن -اليوم- محادثة مع نظيره الصيني شي جين بينغ، استبقتها واشنطن بتحذير صارم من أن الشركات الصينية ستدفع ثمنًا باهظًا، إذا استجابت حكومة بكين لنداءات الرئيس الروسي، للحصول على مساعدات عسكرية واقتصادية.
ومن المقرر أن يتحدث بايدن وشي الساعة 9 صباحًا بالتوقيت الشرقي يوم الجمعة، بحسب «سي إن إن»، التي قالت إن تلك المحادثة تتغلب على واحدة من أعمق مخاوف سياسة أمريكا الخارجية، المتمثلة في المخاطرة بصدام مفتوح مع الصين، بينما تواجه روسيا في الوقت نفسه -في تغيير جيوسياسي غير عادي آخر- أشعلته حرب أوكرانيا.
وأوضحت الشبكة الأمريكية، أن تلك «المحادثة تضع بايدن في موقف غريب، بالسعي إلى التعاون الضمني للأمة التي يُنظر إليها على أنها أقوى عدو صاعد لأمريكا، لقمع منافسها التاريخي في الحرب الباردة، في النصف الثاني من القرن العشرين».
والعلاقات بين الولايات المتحدة والصين شديدة السمية، لدرجة أن العديد من المحللين كانوا يتوقعون اندلاع حرب باردة جديدة في المحيط الهادئ بين الخصمين، قبل غزو بوتين لأوكرانيا، نهاية الشهر الماضي.
ويرسل بايدن إشارة إلى بوتين مفادها أن صداقته «بلا حدود» التي أقيمت مع شي في بكين، قبل وقت قصير من الغزو، قد لا تكون مهمة كما كان يأمل الرئيس الروسي، بحسب «سي إن إن»، التي قالت إن المحادثة تعزز الانطباع بأن واشنطن ترى الصين، القوة العالمية الرئيسة، بدلًا من موسكو.