الرواية الثالثة... إعادة هيكلة الشرق الأوسط والاتفاق الإبراهيمي أشعلا حرب غزة

حماس لا تطمح فقط لأن تكون الممثل الرئيس للشعب الفلسطيني، ولكن كحركة دينية لا يمكن لها التزام الحياد أو الصمت في وجه المحاولات الإسرائيلية لـ "تهويد" القدس وتدنيس المسجد الأقصى خلال شهر رمضان.

الرواية الثالثة... إعادة هيكلة الشرق الأوسط والاتفاق الإبراهيمي أشعلا حرب غزة
رجل إطفاء إسرائيلي يطفئ حريقًا نجم عن إطلاق صواريخ من قطاع غزة وسقط في حقل على الحدود بين إسرائيل وغزة في 16 مايو 2021.

ترجمات السياق

ما الذي تسبَّب في اشتعال حرب غزة الأخيرة، بين إسرائيل وحماس؟

إن كنت من "مستهلكي" الإعلام الأمريكي، فإن إجابتك ستستند بالضرورة إلى الرواية التقليدية القديمة، التي أمست من أطول سلاسل الأعمال الدرامية التلفزيونية المسماة "الصراع الإسرائيلي الفلسطيني"، والتي تبدأ عادةً "رواية الشيخ جرّاح" بنزاع محلي، احتدم منذ عقود، على ثلاثة منازل، في الحي الكائن بمدينة القدس، تطوَّر في ما بعد إلى حرب دامية، أطلقت خلالها آلاف الصواريخ وقُتل مئات الفلسطينيين، ثم إلى أزمة دولية.

وإن سألنا عن تفاصيل أكثر دقة، عن مراحل تصاعُد أزمة الشيخ جرّاح، ابتداءً من التهجير إلى الحرب الطاحنة، فحتماً ستسرد لنا رواية البيوت الفلسطينة الستة، التي استولى عليها الجيش الأردني عام 1948، والتي أزالتها السلطات الإسرائيلية، بعد رفض سُكانها الفلسطينيين دفع إيجار متأخر يعود إلى الثمانينيات، فعمليات الإخلاء "بنظرك" نتيجة طبيعية لتحديات قانونية، مدعومة من "منظمة استيطانية سِرية مقرها الولايات المتحدة، وهي في هذه الرواية، ذاك الشرير الذي يمثِّل الظلم وعنصرية القانون الإسرائيلي، الذي يحكم الأراضي المحتلة، ووفقًا لخط المؤامرة هذا، أدت قسوة "المستوطنين" إلى احتجاجات سِلمية، سرعان ما تحوَّلت إلى تجمُّعات واسعة النطاق، اجتذبت تجمُّعات فلسطينية أخرى، رداً على استفزاز المستوطنين وشرطة مكافحة الشغب الإسرائيلية، بما في ذلك اعتداء الإسرائيليين على المصلين الفلسطينيين، الذين كانوا يرشقونهم بالحجارة والمفرقعات من المسجد الأقصى، في آخر ليلة من شهر رمضان، فتحوَّلت الاحتجاجات بعد ذلك، إلى اشتباكات دينية، تفاقمت بسبب سوء تعامُل السُّلطات مع الخلافات الدينية، خلال الشهر الكريم عند المسلمين، وتزامنت مع المسيرات المُخطَّطة للاحتفال بيوم القدس.

وتبعاً لهذه الدراما التلفزيونية الأمريكية، تضخَّمت حركة فلسطينية عامّة، قابلها انتشار تعبيرات التضامُن مع إسرائيل في الشتات، قرَّرت إثر ذلك حركة حماس -التي تحكم غزة- أنها لا تستطيع الوقوف مكتوفة اليدين.

 بالفِعل، فحماس لا تطمح فقط، إلى أن تكون الممثِّل الرئيس للشعب الفلسطيني، لكن كحركة دينية،  لا يمكن لها التزام الحياد ولا الصمت، في وجه المحاولات الإسرائيلية لـ "تهويد" القدس، وتدنيس المسجد الأقصى خلال شهر رمضان.

الغضب الفلسطيني والكرامة، يتطلبان العمل، فقدَّمته حماس، حيث أطلقت بعض الصواريخ من غزة، وعندما رد الإسرائيليون، لم يكن أمام حماس خيار سوى التصعيد، وإشعال سماء إسرائيل بنيران الصواريخ، فجاء الرد الإسرائيلي بتسوية المباني في غزة بالأرض، وهكذا عادت رحى العنف مرة أخرى إلى الدوران، مُخلِّفةً خسائر مأساوية في الأرواح، وكوارث اقتصادية، تتطلَّب جهداً ودعماً دوليين.

يفخر الصحفيون والمحلِّلون والدبلوماسيون الغربيون، بقدرتهم على سرد هذه الروايات بأدق تفاصيلها، التي يؤمن بعضهم بمصداقيتها، وتُعَـدُّ رواية "دورة العنف" عند المجتمعين الإسرائيلي والفلسطيني، علامة على الاعتدال رغم كل شيء، خاصة عند مقارنتها بالرواية الأكثر انفعالاً لدولة "الفصل العنصري" الصهيونية التي تتحمَّل وحدها المسؤولية عن الحرب، من خلال مواصلتها للاحتلال والقمع.

للوهلة الأولى، يبدو هذان السردان مختلفين للحدث نفسه، أحدهما أنيق والآخر مبسَّط، لكن القاسم المشترك بينهما، هو نص شبيه بأوبرا الصابون (دراما إذاعية) تتنكَّر في صورة تحليل جيوسياسي، لا يحمل أيٌّ منهما أيَّ علاقة بالواقع، ولا العالم الحقيقي.

حرب بهذا الحجم، لا تأتي صدفةً ولا ارتجالاً، فإطلاق مئة صاروخ على التجمُّعات السُكانية الرئيسية ليس "رداً لحظياً" على حادثة أهانت الشارع الفلسطيني، إنها خيارات استراتيجية، يتخذها أشخاص لديهم الموارد اللازمة، لإنتاج ونشر وإطلاق أعداد كبيرة من الأسلحة الحربية، كما أن رواية التنافُس الفلسطيني، التي تحاول حماس فرضها على فتح، بعد أن ألغى محمود عباس الانتخابات، في الضفة الغربية للمرة الرابعة، ليست تفسيراً مقنعاً لاندلاع الصراع المسلَّح، فمن أجل فهم إرهاصات اندلاع حرب غزة، وتحديد الخاسر والمنتصر، من الضروري فهم الأهداف الاستراتيجية لطرفيها.

أطلقت حماس والجهاد الإسلامي، أكثر من 4300 صاروخ، في الجولة الأخيرة من القتال، في عملية تجاوزت حجم عملية الجرف الصامد عام 2014، التي استمرت أكثر من خمسة أسابيع، تمثَّل الدور الإيراني فيها، بتوفير الصواريخ، وتدشين مرافق التخزين الملائمة لها، على مدى سنوات، إضافة إلى تهيئة البنية التحتية، التي تدعم المجهود الحربي، بما في ذلك الأنفاق الواسعة والطائرات المسيَّـرة، ومنشآت إنتاج الصواريخ والتجميع والتخزين، إلى الإشراف والتدريب والدعم الفني، وهذا ليس سِراً، فقد أقرَّ قادة حماس -على لسان يحيى السنوار- بأنه لولا دعم إيران، لما حصلوا على هذه القدرات، نهاية القتال في مايو، كما شكر زعيم حماس في الدوحة، إسماعيل هنية، إيران على دعمها.

 

بصمات إيران

تتجاوز استثمارات إيران في غزة، عشرات الملايين من الدولارات، خُصّصت لبناء وصيانة الأسلحة والأنفاق، ويشمل الدعم الإيراني للحركة، تدريب الكوادر والهياكل التنظيمية، التي تحافظ على هذه الكوادر، كما تدعم عائلاتها وتجنِّد المزيد من الإرهابيين لقمع الخصوم، وغيرها من مجالات الدعم.

بعبارة أخرى، حماس نوع من الأصول الاستراتيجية، التي تتطلَّب مبالغ هائلة والعتاد والتدريب والدعم، من أحد الرعاة، وعليه فإن إعادة البناء ستستغرق سنوات ونفقات لا يستهان بها، ما يتطلَّب قدراً من السيطرة، والإشراف على تنفيذها، من أطراف موثوقة.

علاقات إيران مع الفصائل المختلفة في غز،ة طويلة الأمد وواسعة النطاق، فعلى سبيل المثال، يعرف الجهاد الإسلامي في فلسطين على نطاق واسع، بأنه وكيل مباشر للإيرانيين، لذلك، فإن محفظة علاقات حماس الدبلوماسية والاقتصادية، مع دول مثل قطر وتركيا، تقلِّص من اعتمادها العسكري على إيران، وهذا ما أكده الجنرال المتقاعد شمعون شابيرا عام 2014، عندما قال: "إن إيران تجاوزت القيادة السياسية لحماس، التي تعتمد إلى حد كبير، على مساعدة الدول الأجنبية، من خلال تطوير علاقات مباشرة مع قادتها العسكريين، الذين يديرون فعليًا ترسانة الإمدادات الإيرانية.

ويتفق جوناثان شانزر، الخبير في شؤون حماس، رئيس الأبحاث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، مع هذا الطرح، فبرأيه أن كبار قادة ومقاتلي حماس، تدرَّبوا جميعًا في إيران، ويقول شانزر: "من الصعب القول إن حماس لا تقاتل بالوكالة الكاملة، هناك تنسيق مستمر ودقيق مع طهران".

إن أحداث حرب غزة الأخيرة، لم تُرسَم تفاصيلها في تل أبيب ولا غزة، إنما في طهران، فقبل أربعة أيام، من بدء إطلاق الصواريخ، صعَّد المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، من حدة لهجته، في خطاب يوم القدس، الذي هاجم خلاله "تطبيع العلاقات" بين الدول العربية وإسرائيل، واعتبره فشلاً، وزعم أن ميزان القوى اليوم يتأرجح.

وهكذا ربطت إيران، بين الاستفزاز الإسرائيلي "سبباً" والصواريخ من غزة وفي القدس "رد فعل"، فخرج محمد الضيف، القائد العسكري لحماس، الذي يعمل مباشرة مع الإيرانيين، بتهديد بأن القوات الإسرائيلية في القدس، ستدفع "ثمناً باهظاً".

ويعود آخر تصريح لـ"الضيف" إلى حرب 2014، ومن موقعه خرج ممثِّل حماس في إيران، خالد القدومي، ليشد على يدي الضيف قائلاً: "إن المقاومة لن تسمح لقوات الاحتلال الإسرائيلي، بمهاجمة أهداف مدنية في القدس"، مبرزاً بذلك البصمة الإيرانية.

ربما يتبقى لدى البعض، بقايا شكوك في نظرية، أن حرب غزة كانت جزءًا من إطار عمل استراتيجي إيراني، لكنها حتماً تبدَّدت عندما خاطب حسن نصر الله، القائد الإقليمي الأبرز للجمهورية الإسلامية، الأمين العام لحزب الله، القيادة الإسرائيلية، بعد انتهاء القتال، ما أضفى الطابع الرسمي على معادلة التهديد، كما كرَّر نصرالله رسالة خامنئي، وهاجم مشروع التطبيع العربي الإسرائيلي.

يطرح تركيز إيران على القدس، سؤالاً رئيساً عن توقيت اندلاع هذه الحرب الكبيرة، فلماذا هذا الدفاع المستميت، عن تلك المدينة الآن فقط؟ ولماذا في الأشهر القليلة الأولى من إدارة بايدن؟ لماذا لم يحدث ذلك، عندما نقلت إدارة ترامب السفارة الأمريكية إلى القدس، التي يُنظر إليها -على نطاق واسع- بأنها محفز صارخ للعنف؟ لماذا لا ترد على تعهدات الحكومة الإسرائيلية المتكرِّرة للمستوطنين في بناء آلاف الوحدات السكنية الجديدة في القدس الشرقية؟

الجواب يكمن في السياق الدولي للحرب، المشار إليه في التصريحات العلنية للإيرانيين ووكلائهم، كما هو الحال مع حرب عام 2014، فإن الخلفية الاستراتيجية، المحور الذي ينفذه الفريق الأمريكي نفسه، دعنا نطلق عليه فريق أوباما-بايدن، لإبرام شراكة واسعة النطاق مع إيران، يطلق عليها المحلِّلون مصطلح "إعادة الهيكلة".

من الواضح أن الحرب في غزة اندلعت، بينما كان المفاوضون الأمريكيون والإيرانيون، يضعون اللمسات الأخيرة على التفاصيل، قبل الإعلان الأمريكي، برفع العقوبات عن إيران، والعودة إلى خُطة العمل الشاملة المشتركة المتعلِّقة بالاتفاق النووي.

إدارة بايدن واتفاقيات أبراهام

يتناسب التأطير الإيراني لـ "توازن القوى" الجديد -بسلاسة- مع الأولويات المعلنة للإدارة الأمريكية، كجزء من عقيدة إعادة التنظيم الإقليمية، فقد ابتعدت إدارة بايدن، عن اتفاقات إبراهيم بأسرع ما يمكن، وشوَّهت –صراحة- الاتفاقات باعتبارها عرضًا جانبيًا و فشلًا في بعض الأحيان، بل وصل الازدراء العلني، الذي تظهره الإدارة للاتفاقات، إلى مستويات هزلية وشِبه مرضية، حيث يرفض المسؤولون -بمن فيهم المتحدِّث باسم وزارة الخارجية، المساعد السابق لأوباما في البيت الأبيض نيد برايس- حتى النطق بعبارة "اتفاقات أبراهام"، بدلاً من ذلك، تستخدم الإدارة بشكل واضح المصطلح نفسه، الذي استخدمه خامنئي ونصر الله "التطبيع".

كيف أصبح السلام بين إسرائيل ودول الخليج، عقبة أمام سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط؟

كما فهمت، جميع الجهات المعنية، مثَّلت اتفاقيات أبراهام، إطار عمل لمعسكر بقيادة الولايات المتحدة من الحلفاء الإقليميين، للتعاون في مواجهة التحديات المشتركة، وتحديداً تلك المتمثِّلة بإيران.

هذه البنية الأمنية هي ما ترفضه عقيدة "فريق أوباما-بايدن" لإعادة الاصطفاف بشكل أساسي... إما أن تكون مؤيدًا لاتفاق أبراهام، حيث تتحد دول الخليج وإسرائيل، تحت المظلة الأمنية الأمريكية، لاحتواء إيران، وإما أنتم مؤيدون للاتفاق الإيراني، حيث تقف الولايات المتحدة بثقلها وراء إيران، باعتبارها القوة النووية المستقبلية، المدعومة من أمريكا، في الشرق الأوسط.

الهدف من إعادة هيكلة التنظيم، إنشاء نظام إقليمي معاكس لذلك الذي تخيَّلته اتفاقيات إبراهيم، في هذا النظام الجديد، الولايات المتحدة وإيران شريكان، فواشنطن تعترف ضمناً، بمناطق النفوذ الإيرانية.

لذلك، فإن إدارة بايدن تشارك إيران، في استهداف اتفاقيات إبراهام ودفنها حية، وبشكل أكثر تحديدًا، تريد إدارة بايدن، نسف أي احتمال، للتوصُّل إلى اتفاق إسرائيلي سعودي، وهو الفصل غير المكتمل من كتاب اتفاقيات أبراهام.

ولذلك، فإن الهدف المشترك للإدارة مع إيران، المتمثِّل في منع التوصُّل إلى اتفاق إسرائيلي سعودي، خدمته حرب الإيرانيين في غزة.

زبدة الحديث

إن ما تفشل روايات "دورة العنف" الإسرائيلية الفلسطينية التقليدية في فهمه، هو الحقيقة المتمثِّلة في أن الجهات الفاعِلة الرئيسة، في سياسات القوة بالشرق الأوسط، ليست شعوبًا ولا شوارع بل دولًا، تحدِّد نطاقًا سياسيًا، يصعب على الشعوب النفاذ إليه، وفي هذا السياق، فإن الفاعلين الأساسيين ليسوا الفلسطينيين، المنقسمين على حكم سياسي، ولا إسرائيل التي لا مصلحة لها في حرب غزة، إنما الفاعِلان المهمان حقًا، هما إيران والولايات المتحدة.

من خلال إعادة تأكيد مركزية المسعى الفلسطيني لإقامة الدولة، تعمل إدارة بايدن، على تعزيز هدفها المشترك مع إيران، المتمثِّل في استحداث صدام، بين إسرائيل وحلفائها من دول الخليج.

إن إثارة القضية الفلسطينية، على هذه الشاكلة، وسيلة لعرقلة أي تحرُّك، بين الإسرائيليين والسعوديين، ويهدف إلى إبقاء إسرائيل في حالة من عدم التوازن، والدوران في حلقة مغلقة، وفي ذلك أيضاً إضفاء للشرعية، على الادعاء الإيراني بأولويتها في القيادة الإقليمية.

ولم تأتِ مصادفة، المبادرتان التوأمان، اللتان عزَّزتا إرث الرئيس باراك أوباما، الذي حاول تأمينه، من خلال قرارات مجلس الأمن، في طريقه للخروج من البيت الأبيض، الأولى الصفقة النووية الإيرانية، التي سيمثِّلها قرار مجلس الأمن رقم 2231، وموقف دول الممانعة العربية من خطوط  1967 المتمثِّل في قرار مجلس الأمن رقم 2334.

إن تصميم إدارة بايدن، على تطبيق عقيدة أوباما المتعلِّقة بإيران، وإعادة الفلسطينيين إلى صدارة الأولويات الإقليمية، عودة إلى السيناريو المألوف، فتاريخيًا، يُعَدُّ استخدام الفلسطينيين كأداة، لمنع الدول العربية المعتدلة من التعاون مع إسرائيل، نموذجًا راسخًا للأنظمة الممانعة، مثل نظام الأسد في سوريا، فقد سيطرت إيران على قيادة هذا المعسكر، أما الفصائل الفلسطينية، فتعرف هذه المسرحية عن ظهر قلب، فلديها تقريباً كل تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية.

مع ما يصاحب ذلك، من التخلي عن اتفاقيات إبراهيم، وإحياء العرض الجانبي الوطني الفلسطيني، تضع إعادة الهيكلة، الولايات المتحدة بقوة، إلى جانب أعدائها السابقين، وتتعارض مع مصالح أصدقائها التقليديين.

إن التحول في السياسة الإقليمية للولايات المتحدة، الذي ألمح إليه خامنئي ونصرالله،  والذي دفع إيران إلى المساعدة في حرب غزة، لا يتطلَّب فقط الاعتراف بمناطق النفوذ الإيرانية، بل يتطلَّب أيضًا التمويل، من خلال رفع العقوبات وتقديم دعم أميركي "مدني"، لإعادة بناء الجيوب الإيرانية مثل غزة واليمن، والجزء الأكثر إثارة للفضول في كل ذلك، مشاهدة الولايات المتحدة، تتولى رعاية المعسكر العربي الممانع، الذي -في الواقع- لا يضم عرباً.

------------

بقلم : طوني بدران