ما الحبسة؟... تعرف إلى المرض الذي أنهى مسيرة بروس ويليس
عادة تظهر على مريض الحبسة بعض الأعراض، مثل التحدث بجمل قصيرة أو غير كاملة، أو التلفظ بكلمات لا معنى لها.

السياق
اضطر الممثل الأميركي بروس ويليس، الذي جسّد دور البطل المقدام في أفلام الحركة وأبرزها سلسلة "داي هارد"، إلى إنهاء مسيرته الفنية بسبب "مشكلات صحية" أبرزها فقدانه القدرة على الكلام.
وأعلنت عائلة الممثل -عبر "إنستغرام"- أن "بروس عانى بعض المشكلات الصحية، وتبيّن من تشخيص وضعه، أنه مصاب بحبسة (فقدان القدرة على الكلام) ما يؤثر في قدراته المعرفية". وأضافت العائلة: "لذلك، بعد دراسة متأنية، يتنحى بروس عن هذه المهنة، التي كانت تعني له الكثير".
وحمل المنشور توقيع زوجة ويليس الحالية إيما هيمنغ ويليس، وزوجته السابقة الممثلة ديمي مور، وبناته رومر وسكاوت وتالولا ومابيل وإيفلين.
ما هو الحبسة؟
وفقًا لمستشفى مايو كلينك: "عادةً ما تحدث الحبسة بشكل مفاجئ بعد التعرض لسكتة دماغية أو إصابة في الرأس"، وقد "تسلب قدرتك على التواصل، وتؤثر في قدرتك على التحدث والكتابة وفهم اللغة الشفهية والكتابية".
وثمة أنماط مختلفة من الحبسة، لكنها تسبب كلها إعاقات، ولم توضح عائلة ويليس تفاصيل الحالة التي يعانيها النجم.
والحُبسة مرض يسبب فقدانًا جزئيًا أو كلِّيًا للقدرة على التعبير والكلام، أو فهم اللغة المنطوقة أو المكتوبة.
وتنجم عن تضرُّر مناطق الدماغ التي تتحكَّم في اللغة، وقد يجد المرضى صعوبةً في القراءة أو الكتابة أو التحدث أو الفهم أو تكرار الكلمات.
ووفقًا لجمعية أمراض الحبسة الوطنية، من غير المرجح الشفاء من الحبسة الكلامية، إذا استمرت الأعراض أكثر من شهرين أو ثلاثة أشهر بعد السكتة الدماغية، موضحة أن "بعض الأشخاص يستمرون في التحسن على مدى سنوات وحتى عقود".
أعراض الحبسة وأنماطها
عادة تظهر على مريض الحبسة بعض الأعراض، مثل التحدث بجمل قصيرة أو غير كاملة، أو التلفظ بكلمات لا معنى لها.
ومن الأعراض كذلك، استبدال كلمة بأخرى أو استبدال صوت بآخر، أو ذكر كلمات لا يمكن معرفة معناها بدقة، إضافة إلى أن المريض قد لايفهم كلام الآخرين، ويكتب عبارات لا معنى لها.
وهناك أنماط للحبسة، أبرزها الحبسة التعبيرية، إذ قد يفهم المصابون بهذا النمط ما يقوله الآخرون أفضل مما يمكنهم التحدث، وفقًا لـ "مايو كلينك".
كما يجد المصابون بهذا النمط من الحبسة صعوبة في إخراج الكلمات، وهم يتحدثون بجمل قصيرة للغاية يحذفون بعض الكلمات.
والذين يعانون نمط الحبسة هذا، غالبًا ما يكونون على دراية بصعوباتهم في التواصل وقد يصابون بالإحباط، أو بشلل أو ضعف في الجانب الأيمن.
أما الحبسة الشاملة، فقد يتحدث المرضى بها بسهولة وطلاقة، عبر استخدام جمل طويلة ومعقدة لا معنى لها، أو تتضمن كلمات غير معروفة أو غير صحيحة أو غير ضرورية.
وعادةً لا يفهمون جيدًا اللغة المنطوقة، وغالبًا من دون إدراك أن الآخرين لا يستطيعون فهمهم، وفقًا لموقع"مايو كلينك" الطبي.
النمط الثالث من "الحبسة العامة" ضعيف الفهم ولديه صعوبة في تكوين الكلمات والجمل.
وتنتج الحبسة العامة عن تلف واسع النطاق بشبكات اللغة في الدماغ، وقد يعاني المصابون بالحبسة العامة إعاقات شديدة في التعبير والفهم.
وتُنصح عائلة مَنْ يصاب بأحد أو تلك الأعرض على الطبيب فورًا، وأبرز تلك الأعراض: صعوبة التحدُّث وفهم الكلام، وصعوبة تذُّكر الكلمات، ومشكلات في القراءة أو الكتابة.
ويمكن أن تظهر الحبسة بشكل مختلف في الأشخاص، اعتمادًا على المكان الذي تعرضوا فيه لتلف في الدماغ، وفقًا لما تنص عليه الجمعية الأمريكية للسمع والنطق واللغة (ASHA).
وقد يؤدي تلف الجانب الأيسر من الدماغ إلى "مشكلات لغوية"، بينما يمكن أن يؤدي تلف الجانب الأيمن من الدماغ، إلى ضعف الانتباه أو مشكلات في الذاكرة.
أبرز المصابين
معظم المصابين بالحبسة الكلامية في منتصف العمر أو أكبر، لكن يمكن لأي شخص أن يصاب بها، بمن في ذلك الأطفال.
وأفادت الجمعية الوطنية للحبسة، بأن نحو مليون شخص في الولايات المتحدة الأمريكية يعانون الحبسة الكلامية، ويصاب بها ما يقرب من 180 ألف أمريكي كل عام، وفقًا لجمعية الحبسة الوطنية.
مشيرة إلى أنه يمكن للمصابين بالحبسة الكلامية، علاج النطق واللغة لتحسين قدراتهم على التواصل، وذكرت أن علاج الحبسة يهدف إلى تحسين قدرة الشخص على التواصل من خلال مساعدته في استخدام القدرات اللغوية المتبقية، واستعادة القدرات اللغوية قدر الإمكان، وتعلُّم طرق أخرى للتواصل".
أفول نجم ويليس
بدأ نجم ويليس الأفول في السنوات الأخيرة بعدما كان أحد أبرز ممثلي أفلام الحركة في تسعينيات القرن العشرين وبدايات القرن الحادي والعشرين.
وبلغت إيرادات الأفلام، التي تولى بطولتها، أكثر من خمسة مليارات دولار في مختلف أنحاء العالم، بحسب مجلة فارايتي المتخصصة.
مطلع سنة 2019، بقي بروس ويليس أسابيع متتالية بصدارة شباك التذاكر في أميركا الشمالية، من خلال فيلم "غلاس" الذي تولى أحد الأدوار الرئيسة فيه، وهو الجزء الأخير من ثلاثية الأبطال الخارقين التي أخرجها إم نايت شيامالان.
رأس حليق وابتسامة ساخرة
وعُرف بروس ويليس في ثمانينيات القرن العشرين من خلال مسلسل "مونلايتينغ" التلفزيوني، إلى جانب سيبيل شيبرد، لكنّه دخل عالم الشهرة عام 1988 بفضل تجسيده شخصية البطل الذي لا يقهر جون ماكلين، في فيلم الحركة "داي هارد" الذي جعله نجماً عالمياً.
وأصبح الرأس الحليق والابتسامة الساخرة العلامة الفارقة للممثل، الذي تولى الدور نفسه بجزءين في التسعينيات كرَّسا شهرته، فأصبح -بفضل هذه السلسلة من الأفلام- أحد أبرز النجوم في هذا النوع السينمائي.
وبات ويليس مطلوباً في هوليوود، وأسندت إليه أدوار في عدد من الإنتاجات الكبيرة، سواء في أفلام حركة كلاسيكية منها "ذي لاست بوي سكاوت" و"ذي جاكال" أم في أفلام الخيال العلمي، على غرار "12 مانكيز" الذي نال استحسان النقاد و"ذي فيفث إيليمنت"للوك بيسون.
عمل ويليس بإدارة أبرز المخرجين، أمثال براين دي بالما وروبرت زيميكيس وكوينتن تارانتينو، الذي أسند إليه عام 1994 دور ملاكم بدأ نجمه يخفت، بينما كان في أوج مجده.
أما مع المخرج شيامالان، فكانت لويليس أدوار أكثر قتامة وذات طابع درامي، كما في "ذي سيكث سنس" و"أنبريكبل".
وواصل ويليس التمثيل، لكنه لم يعد يلقى النجاح نفسه وتآكلت شهرته شيئاً فشيئاً، رغم خوضه غمار أنواع أخرى مثل الكوميديا "ذي هول ناين ياردس" عام 2000.
وشارك في جزءين من سلسلة "داي هارد" (عامي 2007 و2013) لم يقنعا النقاد ولا الجمهور.
استمرت مسيرته في التدهور، لدرجة أن منظمي جوائز "راتزي" الساخرة المعاكسة للأوسكار، التي تُمنح لأسوأ أفلام العام، خصصوا فئة له وحده.
وقد أرادوا بذلك السخرية من عدد من الأفلام المنخفضة الموازنة، التي اقتصر عرضها -في الغالب- على منصات البث التدفقي، أدى فيها نجم "داي هارد" أدواراً قصيرة وكاريكاتورية، كشرطي سابق أو جنرال متقاعد، أو عميل سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية.