قُبلة تطيح بوزير الصحة البريطاني.. ما الذي أثار غضب مواطنيه؟
القصة بدأت بعد نشر صحيفة ذا صن البريطانية، صورًا لوزير الصحة البريطان، قالت إنها التُقطت داخل مبنى وزارة الصحة، ويظهر فيها المسؤول السابق وهو يقبل مساعدته، بطريقة حميمية.

السياق
48 ساعة من الجدل شهدتها الساحة البريطانية على خلفية انتشار صور لوزير الصحة مات هانكوك يُقبِّل مساعدته، دفعته إلى تقديم اعتذار لم يشفع له عند مواطنيه، ليتطوّر إلى الاستقالة.
عقب الاستقالة عيّن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون وزير خزانته السابق ساجد جاويد، في منصب وزير الصحة.
لكن من أين بدأت القصة؟ وما الانتقادات الموجهة إلى وزير الصحة البريطاني؟ وما الضغوط التي دفعته إلى الاستقالة؟ وما موقف رئيس الحكومة البريطانية منها؟
القصة بدأت بعد نشر صحيفة "ذا صن" البريطانية، صورًا لوزير الصحة البريطاني مات هانكوك، قالت إنها التُقطت داخل مبنى وزارة الصحة في السادس من شهر مايو/أيار الماضي، ويظهر فيها المسؤول السابق وهو يقبل مساعدته كولادانجيلو، بطريقة حميمية.
انتقادات شديدة
وتعرّض هانكوك بعد ساعات من نشر هذه الصور لانتقادات شديدة من قبل المسؤولين البريطانيين، لاختراقه قواعد التباعد الاجتماعي المتعلقة بكورونا، في الوقت الذي كان يحضُّ الناس على التقيد بها.
واتهمت أحزاب المعارضة، الحكومة البريطانية، بالرياء حول خرق إجراءات الإغلاق العام التي أدت إلى فرض غرامات مالية على كثير من البريطانيين، بحسب "بي بي سي".
وطالب أعضاء بمجلس العموم البريطاني من حزب المحافظين، وأعضاء من حزب العمال، بالإضافة إلى أسر ضحايا فيروس كورونا، في بريطانيا بإقالة وزير الصحة من منصبه.
اعتذار وزير الصحة
إلا أن وزير الصحة البريطاني الذي استقال بعد ذلك رد على الانتقادات التي وجهت إليه وإلى الحكومة، مساء الجمعة، مقدمًا اعتذاره عن إخلاله بقواعد التباعد الاجتماعي التي فرضتها الحكومة في ظل جائحة كورونا.
وأكد الوزير المستقيل أنه مستمر في عمله لإخراج البلاد من الأزمة الصحية، مشددًا على أن ما جرى مسألة شخصية.
تصريحات هانكوك دعّمها رئيس الحكومة البريطانية بوريس جونسون، واعتبر أن "الأمر منتهٍ، وأن الوزير باقٍ".
ضغوط تدفع للاستقالة
وفي حين تزايدت الضغوط على الحكومة البريطانية، إلى حد لم تستطع مواجهة تلك الموجة التي وصفت بـ"العنيفة" من الانتقادات، لجأ هانكوك إلى تقديم استقالته، قائلاً، في رسالة وجّهها إلى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إن من واجبنا كحكومة أمام الناس الذين ضحوا كثيرًا جدًا خلال تفشي هذا الوباء أن نكون أمينين معهم إذا كنا قد خذلناهم.
وتابع الوزير السابق، في رسالة استقالته: أدرك التضحيات الجسام التي قدمها الجميع في هذه البلاد، التي قدمتموها أنتم، ويتعيّن على أولئك الأشخاص منا الذين يضعون القوانين أن يلتزموا بها، ولهذا السبب كان علي أن أستقيل.
وكرر هانكوك اعتذاره عن خرق قواعد التباعد الاجتماعي، فيما قدم اعتذاره إلى عائلته ولمحبيه لوضعهم في مثل هذا الظرف.
وفيما عبّر جونسون عن أسفه لتسلم هذه الاستقالة، أمر بتعيين وزير خزانته السابق ساجد جاويد، في منصب وزير الصحة، خلفًا لصديقه المستقيل.
ورد جونسون على الاستقالة، قائلا، إن هانكوك ينبغي أن يغادر المنصب فخورًا بما حققه، ليس فقط في التعامل مع الوباء، وإنما حتى قبل أن يضرب الوباء البلاد، معبرًا عن امتنانه لدعم هانكوك.
انتقادات لجونسون
زعيم حزب العمال البريطاني كير ستارمر قال، في تغريدة عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إن مات هانكوك فعل الصواب باستقالته، لكن كان يتعيّن على بوريس جونسون إقالته.
وانتقد زعيم الكتلة البرلمانية للحزب الوطني الاسكتلندي إيان بلاكفورد، قائلا في تغريدة عبر "تويتر": فشل هائل للقيادة لدى بوريس جونسون، فقد كان يتعين عليه إقالة هانكوك.
وقال زعيم حزب الليبراليين الأحرار إد ديفي، إن ميراث هانكوك هو "الفشل"، مشيرًا إلى أن جونسون قادر على الاستمرار في منصبه بصرف النظر عما جرى من تشكك في حكمة رئيس الوزراء مرة أخرى.
مخاوف
لم يقتصر الأمر على استقالة وزير الصحة، بل إن مساعدته كولادانجيلو عبّرت عن استعدادها لاستقالتها من منصبها مديرة غير تنفيذية في وزارة الصحة، بعد مخاوف أثيرت حول العملية التي عُيّنت بها كولادانجيلو في منصبها في سبتمبر/ أيلول الماضي.
وكولادانجيلو وهي صديقة لهانكوك من أيام الدراسة في جامعة أكسفورد، عينها الأخير في مارس/آذار 2020، مستشارة غير مدفوعة الأجر، قبل أن يجعلها مديرة غير تنفيذية في سبتمبر/أيلول الماضي مقابل 15 ألف جنيه إسترليني سنويًا.