أبراموفيتش صديق بوتين.. مَنْ حاول اغتياله بالسم؟
نقلت وول ستريت جورنال عن خبراء غربيين قولهم: من الصعب تحديد ما إذا كانت الأعراض ناجمة عن عامل كيميائي أو بيولوجي، أو عن طريق هجوم بالإشعاع الكهرومغناطيسي.

ترجمات - السياق
منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، والإجراءات الغربية ضد موسكو، يتصدر الملياردير الروسي أبراموفيتش -مالك تشيلسي- عناوين الأخبار في الصحف العربية والعالمية.
وكشفت "وول ستريت جورنال" أن أبراموفيتش المقرب من الكرملين ومفاوضين في محادثات سلام بين روسيا وأوكرانيا، بدت عليهم أعراض تسمم -مشتبه به- بعد اجتماع في كييف بداية مارس الجاري.
عمى مؤقت
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الأعراض تمثلت في احمرار العينين ودموع بشكل مستمر ومؤلم، مع تقشير جلد الوجه واليدين، لكنها أكدت أن الوضع الصحي للملياردير الروسي والمفاوضين الأوكرانيين تحسن، وأن حياتهم ليست في خطر.
وذكرت "وول ستريت جورنال" أن أبراموفيتش -أحد أهم رجال الأعمال الروس المقربين من الرئيس فلاديمير بوتين- قام بجولات مكوكية، بين موسكو وبيلاروسيا وأماكن التفاوض الأخرى منذ غزو روسيا لأوكرانيا.
بينما قال الكرملين إن أبراموفيتش أدى دورًا في المراحل المبكرة من محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا، لكن العملية الآن في أيدي فريقي التفاوض من الجانبين.
وحسب الصحيفة الأمريكية، أصيب أبراموفيتش بالعمى بضع ساعات، وبعد ذلك واجه مشكلة في الأكل، وفقًا لما ذكره مطلع على الأمر.
أبراموفيتش وأردوغان
ورغم الاشتباه في التسمم، قرر أبراموفيتش الاستمرار في محادثات السلام، على حد قول مقرب منه، مشيرًا إلى أنه سافر الأسبوع الماضي إلى بولندا وأوكرانيا.
واليوم كان أحد الحضور بمفاوضات الوساطة الجارية في اسطنبول، بحضور الرئيس التركي أردوغان
أصابع الاتهام
ونقلت "وول ستريت جورنال" عن مصدر مقرب من الملياردير الروسي، أنه لم يتضح -حتى الآن- مَنْ يقف وراء استهدافه، مشيرة إلى أن المجموعة التي عانت الأعراض، ألقت باللوم على مَنْ وصفتهم بمتشددين في موسكو يهدفون لتخريب المحادثات.
وذكرت الصحيفة أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي -الذي التقى أبراموفيتش- لم يتأثر بأي إصابات أو أعراض، بينما قال المتحدث باسم زيلينسكي، إنه ليس لديه معلومات عن واقعة التسمم المزعومة، وكتب أوميروف على "تويتر": "أنا بخير".
"لن نقتلك ولكن نحذرك"
ونقلت "وول ستريت جورنال" عن خبراء غربيين قولهم: من الصعب تحديد ما إذا كانت الأعراض ناجمة عن عامل كيميائي أو بيولوجي، أو عن طريق هجوم بالإشعاع الكهرومغناطيسي.
في المقابل، رفض الكرملين التعليق على الأمر، بينما لم يؤكد مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك الحادث، ونصح بدلاً من ذلك بمتابعة "المعلومات الرسمية فقط، وعدم اتباع نظريات المؤامرة".
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن كريستو غروزيف من موقع "بيلنغكات" الاستقصائي قوله بعد دراسة الحادث: "لم يكن القصد القتل، لقد كان مجرد تحذير".
جمع العينات؟
وبيَّن غروزيف -الذي توصل إلى أن عملاء الكرملين سمموا زعيم المعارضة الروسية أليكسي نافالني بغاز الأعصاب عام 2020- في تصريحاته للصحيفة الأمريكية، أنه شاهد صوراً لتأثير الاعتداء على أبراموفيتش، لكن لم تُجمع عينات في الوقت المناسب لخبراء الطب الشرعي، لكشف نوعية السم المستخدم، لكنه أضاف أنه لا يمكن ترتيب فحوص المصابين في مدينة لفيف غربي أوكرانيا، التي كانوا يسافرون عبرها، لأن هؤلاء كانوا في عجلة من أمرهم للوصول إلى اسطنبول.
هل سممتهم الشكولاتة؟
كتب موقع "بيلنغكات" على "تويتر": الرجال الثلاثة الذين ظهرت عليهم الأعراض لم يتناولوا سوى الشوكولاتة والماء، في الساعات التي سبقت الأعراض.
وأشارت إلى أن الرجال الثلاثة ذهبوا إلى شقة بكييف في تلك الليلة، بعد انتهاء المحادثات وبدأوا يشعرون بالمرض.
وذكرت "وول ستريت جورنال" أن اتهام موسكو بالوقوف خلف "تسمم" الرجال الثلاثة ليس الأول، فقد سبق أن اتُهمت الحكومة الروسية باستخدام السم لمعاقبة عدد ممن تعدُّهم أعداءً.
ففي عام 2004 -حسب الصحيفة- أصيب المرشح الرئاسي الأوكراني الموالي للغرب فيكتور يوشينكو بالتسمم، ما أدى إلى تشويه وجهه، وحينها ألقى يوشينكو -الذي أصبح رئيسًا بعد الاحتجاجات المعروفة باسم الثورة البرتقالية- باللوم في الهجوم على روسيا.
وعام 2018 -حسب الصحيفة الأمريكية- ألقت بريطانيا باللوم على أجهزة المخابرات الروسية، في هجوم بغاز الأعصاب على سيرجي سكريبال، الضابط العسكري الروسي السابق الذي انشق إلى المملكة المتحدة، وابنته يوليا، إلا أن الكرملين نفى حينها أي تورط له في تسمم سكريبال.
دور أبراموفيتش في المفاوضات
الرئيس الأوكراني زيلينسكي طلب من نظيره الأمريكي جو بايدن، إرجاء فرض العقوبات على أبراموفيتش، كي يلعب دورًا في التفاوض على اتفاق سلام بين كييف وموسكو.
ولدى سؤاله عن أبراموفيتش، في مقابلة مع مؤسسات إعلامية روسية مستقلة، قال زيلينسكي: كان في البداية عضوًا في لجنة فرعية لفريق التفاوض الروسي، ثم حاول المساعدة في الأمور الإنسانية، لاسيما إجلاء المدنيين الأوكرانيين من مدينة ماريوبول المحاصرة.
وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أن أبراموفيتش شارك في محادثات بيلاروسيا أواخر فبراير لوقف الحرب، وعمل كقناة خلفية للمحادثات مع الكرملين، حيث التقى ـبوتين وبحث معه وقف الحرب في أوكرانيا.
من هو أبراموفيتش؟
ملياردير ورجل أعمال روسي، تقدر ثروته -قبل تجميده عددًا من أصولها- بـ13.6 مليار دولار، ويحتل المركز 142 بين أغنياء العالم حسب مجلة فوربس الاقتصادية.
لديه استثمارات هائلة في صناعة الصلب، ويمتلك معظم أسهم نادي تشيلسي الإنجليزي، قررت الحكومة البريطانية تجميد أصوله في المملكة المتحدة، بسبب مزاعم صلته المباشرة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، التي ينفيها.