انطلاق مشاورات الرياض... التحالف يجنح للسلام ويمد يد العون لإنقاذ اليمن
8 أيام قد تنهي معاناة اليمنيين... فهل يتعامل الحوثي بإيجابية مع مشاورات الرياض؟

السياق
قطار السلام، انطلق من العاصمة السعودية الرياض، في أول أيام المشاورات اليمنية، التي تعقد برعاية مجلس التعاون الخليجي، لمناقشة 6 محاور تتنوع بين العسكرية والسياسية والإنسانية.
وبحسب مصادر «السياق»، فإن المشاورات التي يحتضنها مقر الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي بالرياض، ستستمر حتى السابع من أبريل المقبل، لحلحلة الأزمة اليمنية التي دخلت عامها الثامن.
وأكدت المصادر، أن المشاورات اليمنية، ستشارك فيها المكونات والأحزاب والشخصيات اليمنية، إضافة إلى البعثة الأممية في اليمن، وبعض السفراء الدوليين المعتمدين لدى الرياض، لبحث سبل التوصل لحلول للأزمة اليمنية، على مختلف الأصعدة.
يأتي ذلك، بينما أكدت تقارير إعلامية يمنية، أن المشاورات ستتناول 6 محاور: عسكرية وسياسية وإنسانية، إضافة إلى فتح ممرات إنسانية وتحقيق الاستقرار الغائب عن البلد الآسيوي منذ 8 أعوام.
ومن المقرر أن يشهد غدًا الخميس (ثاني أيام المشاورات) محادثات بين الأطراف اليمنية في المحاور الرئيسة السياسية، والاقتصادية، والعسكرية، والاجتماعية، والإغاثية والإعلامية.
خارطة طريق
وفي كلمته بالجلسة الافتتاحية للمشاورات اليمنية بالرياض، قال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف، إن اتفاق الرياض يشكل خارطة طريق واستحقاقًا وطنيًا يمنيًا، مشيرًا إلى أن استكمال بنوده -ضمن المشاورات اليمنية- يشكل مطلبًا يمنيًا.
وأكد المسؤول الخليجي، أن نجاح المشاورات اليمنية في الرياض «ليس خيارًا بل هو واجب»، مشيرًا إلى أن الشعب اليمني يتطلع -بقلوب مشرعة بالأمل والتفاؤل- إلى أن تمثل تلك المشاورات اتطلاقة لاستعادة البلاد وبدء مرحلة جديدة من التوافق الوطني، بين مكوناته.
وبينما قال الحجرف، إنه لا حل أمام اليمنيين إلا التفاوض، أكد أن «الحرب وسنواتها السبع الشداد لا يمكن أن تحقق الأمن والاستقرار المنشود(..) الطريق إلى الأمن والسلام ليس مستحيلًا وإن كبرت التحديات، وليس خيارًا وإن تعددت الخيارات بل هدف سام».
خطوة مهمة
تصريحات خليجية أكدتها جامعة الدول العربية، التي أشار أمينها العام المساعد، السفير خليل إبراهيم الذوادي، في كلمته إلى أن المشاورات الجارية في الرياض بين الأطراف اليمنية، خطوة مهمة على طريق الحل الشامل.
وأكد الذوادي، أن هذه المشاورات خارطة طريق ورؤية استراتيجية تضع الأطراف اليمينة أمام المسؤولية، مؤكدًا أن «معاناة اليمنيين أمر لا يقبله أي عربي، إضافة إلى أن الجامعة لا يمكنها أن تقبل أن يكون اليمن منصة لتهديد الجوار».
الحل السياسي
وبينما أكد أن الجامعة العربية كانت ولا تزال مع الحل السياسي للأزمة اليمنية، عبَّـر عن تطلع الجامعة إلى أن تشكل المشاورات خطوة نحو السلام، مطالبًا اليمنيين بالتمسك بها، والذود عنها.
التصريحات العربية الخليجية، جاءت متسقة مع أخرى للمبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيموثي ليندركينغ، الذي قال إن المشاورات الجارية في الرياض، فرصة مواتية لحل الأزمة.
وأكد المبعوث الأمريكي -في كلمته الافتتاحية- أن هناك فرصة مهمة لحوار شامل بين اليمنيين، مشيدًا بدعم مجلس التعاون الخليجي المستمر لليمن، خاصة بعد دعوته إلى عقد هذه المشاورات.
الاقتراح الأممي
الدبلوماسي الأمريكي أكد دعم بلاده لاقتراح الأمم المتحدة للهدنة، التي ينبغي أن تكون خطوة أولى لوقف إطلاق نار شامل، مشيرًا إلى أنه يجب سماع الآراء اليمنية، الهادفة إلى حلحلة للأزمة.
وشجع ليندركينغ الأطراف اليمنية كافة، على ضرورة العمل مع الأمم المتحدة، لترجمة وعود تحقيق السلم على أرض الواقع، مشيرًا إلى أن هناك فرصًا للعمل معًا لتحسين حياة الشعب اليمني، وتقديم المساعدات الإنسانية.
وبينما عبر الدبلوماسي الأمريكي عن تأكيده أن اليمن سيتعافى بدعم دول الخليج، أكد أن بلاده تتطلع للعمل مع القادة اليمنيين بخطوات حقيقية في تقدم الحوكمة، وتوفير الفرص الاقتصادية والقضاء على الفساد.
فرصة تاريخية
منظمة التعاون الإسلامي لم تكن بعيدة عن تلك التصريحات المشجعة على استكمال المشاورات، فأكدت -على لسان أمينها العام حسين إبراهيم طه- أن المشاورات اليمنية فرصة تاريخية لليمنيين.
وقال طه، في كلمة ألقاها بالجلسة الافتتاحية، إن المنظمة التي يرأسها، تثمن المبادرة التي تترجم حرص مجلس التعاون الخليجي، الذي بذل منذ بداية الأزمة اليمنية جهودًا حثيثة ومساعي مقدرة، على مواصلة الإسهام في حل هذه الأزمة.
وأشاد بقرار تحالف دعم الشرعية في اليمن، بوقف العمليات العسكرية لإنجاح المشاورات، معبِّرًا عن آماله بأن «تشكل المشاورات خطوة مهمة نحو السلام وأن يتمسك بها اليمنيون».
مشاورات اليمن تأتي بعد ساعات من مناشدة أطلقها نايف فلاح مبارك الحجرف، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، إلى قيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن والأطراف اليمنية، مطالبًا إياهم بإيقاف العمليات العسكرية في الداخل اليمني.
إنجاح المشاورات
وبحسب بيان «التعاون الخليجي» الذي اطلعت «السياق» على نسخة منه، فإن مناشدة الحجرف، تأتي تزامنًا مع انطلاق المشاورات اليمنية، برعاية مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وبمناسبة قرب حلول شهر رمضان، «وحرصًا على تهيئة الظروف المناسبة لإنجاح المشاورات وتهيئة بيئة إيجابية، لرفع المعاناة عن الشعب اليمني وصناعة السلام والأمن والاستقرار في اليمن».
وأوضح الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، أنه وجه دعوة إلى الأطراف اليمنية للحضور والمشاركة في المشاورات مع إخوانهم اليمنيين، وتغليب مصلحة اليمن ورفع المعاناة عن الشعب اليمني الشقيق.
دعوة ومناشدة خليجية، أعلنت قيادة القوات المشتركة للتحالف، استجابتها الفورية لهما، مؤكدة أنها ستبدأ وقفًا للعمليات العسكرية بالداخل اليمني من الساعة (0600) صباح الأربعاء (27 شعبان 1443هـ)، الموافق (30 مارس 2022م).
وقف النار
وقال المتحدث الرسمي باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، العميد الركن تركي المالكي، إنه استجابةً لدعوة الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج، بإيقاف العمليات العسكرية، تزامناً مع انطلاق المشاورات اليمنية، وتهيئة بيئة إيجابية خلال شهر رمضان لصناعة السلام وتحقيق الأمن والاستقرار في اليمن، تعلن قيادة القوات المشتركة للتحالف وقف العمليات العسكرية بالداخل اليمني من الساعة (0600) صباح الأربعاء (27 شعبان 1443هـ)، الموافق (30 مارس 2022م).
وأكد متحدث التحالف، أن وقف العمليات يأتي دعماً للجهود والمساعي الداعمة للوصول لحل سياسي شامل ومستدام لإنهاء الأزمة اليمنية، وتحقيق الأمن والاستقرار لليمن، مشيرًا إلى أن التحالف يدعم المبادرات والجهود الدولية، برعاية المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليمن، والمبادرة السعودية لإنهاء الأزمة اليمنية، والوصول إلى حل سياسي شامل.
وأوضح العميد المالكي أن قيادة القوات المشتركة للتحالف ستلتزم بوقف إطلاق النار، وستتخذ الخطوات والإجراءات لإنجاح وقف إطلاق النار وتهيئة الظروف المناسبة، متعهدًا بتوفير البيئة الإيجابية خلال شهر رمضان لصنع السلام وإنهاء الأزمة.
وأكد المالكي «ثبات» موقف قيادة القوات المشتركة للتحالف، الداعم للحكومة اليمنية بموقفها السياسي وتدابيرها وإجراءاتها العسكرية، مشددًا على وقوف قيادة القوات المشتركة للتحالف الدائم مع الشعب اليمني، لتحقيق تطلعاته وبناء دولته، بما يحقق الأمن والرخاء.
الحكومة اليمنية ترحب
من جانبها، رحبت الحكومة اليمنية بـ«الجهود الصادقة» والساعية لإنهاء الانقلاب الحوثي على الدولة وتحقيق السلام، مؤكدة أنها «تتعامل بمسؤولية مع كل ما يعرض من مشاورات دعت إليها دول مجلس التعاون الخليجي ودعوات أممية مماثلة من شأنها تخفيف معاناة المواطنين».
وقال وزير الخارجية أحمد عوض بن مبارك، في تصريحات صحفية عقب لقائه المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، إن الأوضاع التي يعيشها اليمن «تتطلب قدرًا كبيرًا من الضمير الإنساني والمسؤولية الأخلاقية»، مجددًا الدعوة للاستجابة لصوت العقل والتعامل المسؤول مع دعوة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، واستثمار هذه المبادره والجهود الأممية، للعمل على إخراج اليمن من محنته.
دعم بريطاني
من جانبه، رحب السفير البريطاني لدى اليمن ريتشارد أوبنهايم بمبادرة مجلس التعاون الخليجي للحوار اليمني، داعيًا الجميع إلى المشاركة بحسن نية واغتنام الفرصة لمعالجة القضايا «الصعبة» بطريقة سلمية وشاملة.
وقال السفير البريطاني، في تصريحات لوكالة الأنباء اليمنية «سبأ»، إن بلاده تدعم جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة هانز جروندبرج، للتشاور مع مجموعة من النخب اليمنية السياسية والاجتماعية، بشأن عملية سلام شاملة جديدة.
وتابع الدبلوماسي البريطاني: يصادف هذا الأسبوع نهاية السنة السابعة وبداية الثامنة للحرب في اليمن، التي تُلقي بظلالها على اليمنيين أكثر من أي وقت مضى، في حين أن المعاناة الإنسانية لا تُطاق، لذلك أدعو جميع الأطراف اليمنية إلى بذل كل جهد ممكن للسعي من أجل حل سلمي، فليس هناك مجال لتضييع الفرص».
وأعرب أوبنهايم عن تطلعه لخفض التصعيد في الجبهات مع بداية شهر رمضان، مؤكدًا ضرورة اتخاذ خطوات جريئة نحو سلامٍ دائم.