لماذا يشبه الغرب أعداءهُ بهتلر؟.. أبرز محطات في دقيقتين

محطات في دقيقتين مع حسينة أوشان

ما الذي حدثَ لصفقةِ إيران؟

ملَ الروسُ -على ما يبدو- مِن لُعبةِ الوجهينِ لإدارةِ بايدن، فقرروا أن يُلاعبوهُ على المكشوف.

هذا ما فعلوه، حينَ ألقَوا بثُقلِهم، وقطعوا الطريقَ على لهفةِ الإدارةِ الأمريكية، بأن تُعلنَ اتفاقَها النووي مع إيران، عندما طالَبوا بضمانات مكتوبة، بأن العقوباتِ عليهم لنْ تُعرقلَ حقهم، بالتجارةِ الحرةِ والتعاونِ -بما فيهِ العسكريُ- مع إيران.

هذا يعني أن موسكو -الضامنةَ للاتفاقِ- ستتلقى اليورانيومَ المُخصبَ من إيران، وتستبدلهُ باليورانيوم الطبيعي، وأنَ روسيا ستشاركُ إيرانَ في مشاريعَ نوويةٍ عِلمية.

إدارةُ بايدن، قالتْ إنها تزِنُ العقوباتِ على شركةِ "روس آتوم" موردةِ الطاقةِ النوويةِ واليورانيوم إلى روسيا، كجزءٍ من العقوبات، ما يعني أنَ اتفاقَ إيران يفتحُ فجواتٍ في جدارِ العقوبات.

وحتى تتكشفَ سياسةُ المكاييلِ على الآخِر، أعلنَ مسؤولُ الخارجيةِ أنَ المشاريعَ النوويةَ معَ روسيا مستمرة، بما فيها توسيعُ محطةِ بوشهر النوويةِ "لأغراضٍ مدنية".

الاتفاقُ -كذلك- سيؤدي حتمًا إلى السماحِ ببيعِ الأسلحةِ الروسيةِ إلى إيران. بعدَ كلِ ذلك، لم يستغرقِ الأمرُ كثيرًا، ليخرجَ الروسُ ويُعلنوا أنهم راضونَ عن الضماناتِ المكتوبة.

2-لماذا يُشبِّهُ الغربُ أعداءهُ بهتلر؟

ما أنْ يدخلَ الغربُ حربًا حتى يُسارعُ إلى هتلر (الرمزِ النازي) ليوقظَهُ من نومتهِ، كي يؤديَ دورًا يتكررُ كلَ مرة...

آخرُ استعادةٍ لهتلر، بدأتْ معَ حربِ روسيا في أوكرانيا، ليشبَهَ الرئيسُ الروسيُ فلاديمير بوتين به...!

ليستِ المرةَ الأولى، التي يُشبِهُ فيها الغربُ أعداءهُ بهتلر...

الرئيسُ المصري جمال عبد الناصر وُصفَ بأنهُ "هتلر على النيل" حينَ أدارَ ظهرَهُ لأمريكا، واشترى الأسلحةَ مِن تشيكوسلوفاكيا السابقة عامَ ألفٍ وتسعمئة وخمسة وخمسين، لتنتشرَ التسميةُ أكثرَ حينَ أممَ ناصِرُ قناةَ السويسِ عامَ ألفٍ وتسعمئة وستة وخمسين.

الرئيسُ الكوبي فيدل كاسترو شُبِهُ بهتلر في الثمانينيات.

صدام حسين الرئيسُ العراقيُ السابق وصفهُ الرئيسُ الأمريكي بوش، بأنهُ أكثرُ وحشيةً مِن هتلر.

دراسة أجرتْها مؤسسةُ غالانت، بينتْ أنهُ بين أغسطس ألفٍ وتسعمئة وتسعين (تاريخُ احتلالِ الكويت) والثامن والعشرين مِن فبراير ألفٍ وتسعمئة وواحد وتسعين، (تاريخُ تحريرِها) قارنتْ وسائلُ الإعلامِ الأمريكيةُ المطبوعة، بين هتلر  وصدام حسين، في ألفٍ وخمسٍ وثلاثينَ مُناسَبة.

بوش الابنُ كررَ الأمر نفسَه، لتبريرِ شنِ الحربِ على العراق.

الرئيسُ الصربي سلوبودان ميلوسيفيتش، شُبهَ بهتلر مِرارًا وتكرارًا أثناءَ حربِ "الناتو" على صربيا عامَ ألفٍ وتسعمئة وتسعة وتسعين.

عامَ ألفين وأحدَ عشَر، جاءَ دورُ القذافي، حين قالتْ "إي بي سي" إنهُ "هتلرُ الجديد". 

بعدَ ذلكَ بعامين، اندلعتْ حربُ الولاياتِ المتحدةِ بالوكالةِ ضدَ الدولة، ليخرجَ وزيرُ الخارجيةِ الأمريكيُ آنذاك، جون كيري مطلقًا على الرئيسِ السوري بشار الأسد لقبَ "هتلرِ الجديد".

وسواءٌ اتفقتَ معَ التشبيهِ أو رفضتَه، ما يجمعُ هذهِ الشواهدُ أنَ المشبهينَ بهتلر يجمعُهم عَداءُ الغربِ وسياستِه، فيوضعونَ في خانةٍ لا يناقشُ فيها العقلُ الواعي أيَ خانةِ هتلر، المقترنةِ بالوحشيةِ والبطشِ وسفكِ الدماء.

هذا المسوغُ الأخلاقيُ لشنِ الحروبِ، يختفي ويذوبُ مع أنظمةٍ دموية، نفذتِ السياسةَ الغربية.

يبدو أنَ الأمرَ هكذا... كلُ العالمِ خارجَ الغربِ هو هتلر... مع وقفِ التنفيذ.

3- ما أهمُ درسٍ يمكنُ استخلاصُهُ مِنَ الحربِ الأوكرانية؟

إذا أعطينا لرؤوسِنا فسحةً أو استراحة، مِن أخبارِ القذائفِ والصواريخ، فإنَ هناكَ ما يمكنُ أن نسميَها الثوابتَ التي أفرزتْها الحرب.

أولُ هذهِ الثوابت، أنَ اتفاقَ أمريكا والاتحادِ الأوروبي، يستطيعُ عزلَ أيِ دولةٍ عن الاقتصادِ العالمي.

ثاني هذهِ الثوابت، أنَ عالمَنا لايزالُ محكومًا بـ "جي سفن" وهي دولُ مجموعةِ السبعِ الأوروبية الأمريكية، وليسَ بعالمِ "جي تونتي" وهي المجموعةُ التي تضمُ الصين، وهناكَ تحركاتٌ لإخراجِ موسكو أو تجميدِ عضويتِها.

الحربُ مستمرة، والثوابتُ تتبينُ يومًا بعد آخر.

4- لماذا عادَ الجدلُ بشأنِ مِصداقيةِ مؤسسات الأممِ المتحدة؟

إيما ريلي، مسؤولةُ حقوقِ الإنسانِ في الأممِ المتحدة، أبلغتْ عن مخالفاتٍ ترتكبُ داخلَ المنظمةِ الدولية، متهمةً مجلسَ حقوقِ الإنسان، بتزويدِ الصين بأسماءِ معارضينَ لها (منهم أسماءٌ من الإيغور) الذين يدلونَ بشهاداتِهم عن انتهاكاتِ حقوقِ الإنسانِ هناك.

ريلي قالتْ إنَ أشخاصًا كانوا يعتزمونَ الإدلاءَ بشهاداتهم، اتصلوا بها وأبلغوها بأنهم لنْ يفعلوا ذلك، لأن عائلاتِهم تعرضتْ للتهديد، وناشدتْهم عدمَ الشهادة.

مسؤولةُ حقوقِ الإنسانِ تساءلت: كيفَ عرفتِ الصينُ مَنْ شَهِدَ ومنْ الذي سيشهَد؟

ما اكتشفتهُ ريلي، أن هناكَ مَنْ أبلغَ عنهم مِن داخلِ الأممِ المتحدة.

رُفعتِ الشكوى إلى محكمةِ الأمم المتحدة، وعُينَ قاضٍ أصدرَ حُكمًا جزئيًا لصالحِ ريلي، وانتقدَ طريقةَ تعامُلِ غوتيريش معَ القضية.

ما حدثَ بعدَ ذلكَ هوَ المثير... القاضي أنهي تعيينَهُ قبلَ أن يُصدِرَ حُكمَهُ النهائي...!