الجيش الإسرائيلي يزيل مستوطنة أفيتار... باعتبارها مخالفة للقانون
أفيتار... مستوطنة يهودية شاهدة على اشتباكات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، قرر الجيش الإسرائيلي إزالتها لأنها مخالفة للقانون

السياق
رفض الجيش الإسرائيلي، طلب استئناف تقدَّم به مستوطنون إسرائيليون، ضد قراره إخلاء وهدم بؤرة أفيتار الاستيطانية غير القانونية، في الضفة الغربية.
وكان المستوطنون في بؤرة أفيتار يأملون وقف عملية الإخلاء التي ينفذها الجيش الإسرائيلي، إلا أن الأخير رفض طلبهم.
إزالة مستوطنة إسرائيلية، واتخاذ خطوات لتخفيف حدة التصادمات في فلسطين، ولإزالة ما خلَّفته الحرب الأخيرة في قطاع غزة، حزمة قرارات جديدة، أصدرتها الحكومة الإسرائيلية في الساعات الأربع والعشرين الماضية.
غير قانونية
وقالت قيادة المنطقة الوسطى للجيش الإسرائيلي، إنه تم إنشاء موقع أفيتار بشكل غير قانوني، في انتهاك للقانون ومن دون أي ملكية ولا اتفاقيات تخطيط، وعلى أراض غير أميرية ولا تتبع للدولة، بحسب "تايمز أوف إسرائيل".
وعن حيثيات القرار، أكدت قيادة المنطقة الوسطى، أن النقطة الاستيطانية، أقيمت بلا أساس قانوني للحجج المطروحة في الاستئناف، لتنظيم الوضع القانوني لهذه النقطة.
ويمكن للمستوطنين اليهود، تقديم التماس لدى محكمة العدل العليا الإسرائيلية، إلا أنه من المرجَّح أن يتم رفض التماسهم، لأن المستندات المطلوبة، ليست مرفقة بالاستئناف، وهو بحد ذاته سبب كاف لرفض الطلب.
لكن ما قصة هذه المستوطنة؟ ومتى أنشئت؟ ولماذا هدمها الجيش الإسرائيلي؟ وما تأثير القرار في التوترات الفلسطينية الإسرائيلية؟
«السياق» تجيب عن تلك الأسئلة في هذا التقرير.
تعود الأرض التي أنشئت عليها المستوطنة، تاريخيًا إلى القرى الفلسطينية المجاورة بيتا وقبلان ويتما، إلا أن الجيش الإسرائيلي منع السكان الفلسطينيين، من الوصول إليها لعقود، لأسباب أمنية.
وأنشئت المستوطنة لأول مرة عام 2013 بعد مقتل أفيتار بوروفسكي من مستوطنة يتسهار في هجوم طعن في مفرق تفوح، إلا أنها هدمت وبنيت أكثر من مرة، بتكلفة وصلت إلى 3 ملايين دولار، حسبما قال مسؤولون أمنيون للقناة الإسرائيلية 12 الأسبوع الماضي.
خلال الشهرين الماضيين، شهدت المستوطنة تطوراً عمرانياً لافتاً، حيث وصل عدد المباني فيها إلى ما يقارب 50 مبنى، تضم عشرات العائلات.
وعبر صفحتها الرسمية في "فيسبوك"، تتباهى البؤرة الاستيطانية بأن أفيتار تمنع التواصل بين القرى الفلسطينية المحيطة، بينما تربط مستوطنة تفوح الإسرائيلية بمفرق زعترة ومستوطنة مغداليم.
وشهدت المنطقة المحيطة ببيتا اشتباكات بين القوات الإسرائيلية والفلسطينيين، في الأسابيع الأخيرة، بعد إعادة إنشاء البؤرة الاستيطانية.
وبينما ألقى فلسطينيون الحجارة على القوات، وأحرقوا مساحات من الأرض، رد الإسرائيليون باستخدام ذخيرة، لتفريق الحشود وإطلاق رصاص حي في بعض الحالات، ما أدى إلى مقتل 4 فلسطينيين، في الأسابيع الأخيرة، بحسب "تايمز أوف إسرائيل".
تخفيف المواجهات
وفي محاولة من الجيش الإسرائيلي لتخفيف حدة المواجهات مع الفلسطينيين، أكد أن إنشاء البؤرة الاستيطانية غير القانونية "قوَّض الاستقرار الأمني في المنطقة".
وأضاف الجيش أنه اضطر إلى استخدام قوات إضافية لحماية المنطقة، الأمر الذي يعطِّل الروتين العسكري، ويضعف قدرة الجيش الإسرائيلي في الحفاظ على الأمن في المنطقة.
قرار الجيش الإسرائيلي، قد يفرض حالة من الهدوء، في المكان الواقع قرب قرية بيتا في مدينة نابلس، وفي فلسطين عمومًا، بالتزامن مع قرارات أخرى اتخذتها إسرائيل، مثل تخفيف بعض القيود على خروج البضائع والبريد ودخولهما، من قطاع غزة وإليه.
وقال مسؤولون إسرائيليون وفلسطينيون، إن الحكومة الإسرائيلية ستخفف بعض القيود، على خروج البضائع والبريد ودخولهما، من قطاع غزة وإليه، بعد حظر مشدد، منذ جولة القتال الأخيرة الشهر الماضي.
وبعد اجتماع أمني عقد الأحد، سمح بخروج الصادرات الزراعية وصادرات المنسوجات من القطاع، اعتبارا من صباح اليوم، كما سيُسمح بتصدير السلع الزراعية إلى السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وخارجها، لكن ليس إلى إسرائيل.
وبعد حظر استمر أكثر من شهر ونصف الشهر، قال صالح الزيق، وهو مسؤول رفيع في الهيئة العامة للشؤون المدنية للسلطة الفلسطينية ومقيم في غزة، إن الجانب الإسرائيلي أبلغ الهيئة العامة للشؤون المدنية، بأنه سيسمح بدخول البريد وخروجه من قطاع غزة وإليه.
دخول العالقين
وأشار إلى أنه سيسمح لسكان قطاع غزة العالقين في الخارج، منذ حرب غزة الأخيرة، بدخول القطاع عبر معبر إيريز (بيت حانون) من إسرائيل.
وأكد أنه سيتم الإفراج عن جوازات السفر، التي بحوزة البريد الإسرائيلي، وبينما لم يكشف عن عدد تلك الوثائق، قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، إن نحو 5000 وثيقة سفر مصرح بها، محتجزة في رام الله، بانتظار إرسالها إلى أصحابها.