مفتي مصر يدعو لتشريع يبعد المتطرفين عن صناعة الفتوى... والنواب يؤيد
في محاولة للتصدي لسطوة غير المختصين، والمنتمين إلى الجماعات الإرهابية والمتطرفة، على صناعة الفتوى، أنشأت دار الإفتاء المصرية عام 2014، مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشدِّدة، بهدف رصد الفتاوى الصادرة على مستوى أجهزة الإعلام

السياق
حالة من الحراك تعيشها المؤسسات الدينية في مصر، عقب دعوة الدكتور شوقي علام مفتي مصر، لإصدار تشريع يقنِّـن الفتوى، وإبعاد غير المختصين والمنتميين للجماعات الإرهابية والمتطرفة، التي تتخذ من الدين ستاراً لها، عن صناعة الفتوى.
الدكتور شوقي علام مفتي مصر، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، يري أننا نعيش الآن عصر التخصص، ولا يليق -بأي حال من الأحوال- أن يمارس أي شخص مهنة غير متخصص فيها.
ولم ينف علام، في تصريح خاص لـ"السياق"، لجوء دار الإفتاء المصرية، في بعض الأحيان، إلي آراء متخصصين في علوم مختلفة كالطب والاقتصاد وغيرهما، لاستجلاء الأمر والإلمام بتفاصيله، قبل أن تصدر فتوى في أمر يتعلَّق بهذا التخصص.
وأعرب عن أن الفتوي صناعة، تحتاج إلى قدر كبير من العِلم والدراسة والخبرة، فضلاً عن دراسة الواقع بأبعاده المختلفة، لذا لابد أن يحصل القائم عليها، على إذن وتصريح.
وفي تصريح خاص لـ "السياق" قال مفتي مصر: إننا في حاجة إلي تنظيم الفتوة وقصرها علي المختصين، حتي لا تستمر عشوائية ما يعرف إعلامياً بـ "فوضى الفتاوى" التي تصنعها الجماعات الإرهابية والمتطرفة، لتغيير المستقر وإنكار المجمع عليه.
وتابع، أن الفتاوي الشاذة والمتطرفة، تربك المشهد العام، وينتج عنها الكثير من الاضطرابات داخل المجتمعات، فالفتوى -حسب قوله- لا تقف عند القول فقط، فالإباحة والمنع والتشريع لها آثار كبيرة في المجتمع، لذا يؤكد أهمية دور دار الإفتاء المصرية، في بيان الأحكام الشرعية بطريقة منضبطة، تحد من الفتاوى، التي تحدث بلبلة في المجتمع.
وحذَّر مفتي مصر من خطر ترك الفتوى لغير المختصين، وما ينتج عنهم من فتاوى متطرفة، تعد الأكثر خطراً على المجتمعات، فهم -حسب قوله- لا يستطيعون تقديم خطاب رشيد منضبط، ولديهم خلل في فهم القرآن الكريم وسنة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وكفَّروا وقتلوا تحت مسمى التكفير.
وفي محاولة للتصدي لسطوة غير المختصين، والمنتمين إلى الجماعات الإرهابية والمتطرفة، على صناعة الفتوى، أنشأت دار الإفتاء المصرية عام 2014، مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشدِّدة، بهدف رصد الفتاوى الصادرة على مستوى أجهزة الإعلام، وبيان الحكم التشريعي الصحيح فيها.
وأصدرت دار الإفتاء المصرية، بالتعاون مع الأزهر الشريف، عام 2018، ما عُرف إعلاميا بقائمة "المفتين" التي دافع عنها مفتي مصر الدكتور شوقي علام وقتها، بأنها محاولة للتصدي لأفكار الجماعات المتطرفة، التي تتبنى فِكرا شاذاً، يسهم في الإساءة للدين والأوطان، معتبراً أنها المهمة الأكبر في تلك المرحلة.
في سياق متصل، رحَّبت اللجنة الدينية والأوقاف بمجلس النواب المصري، في بيان رسمي، بمقترح مفتي مصر الدكتور شوقي علام، بإصدار تشريع قانوني ملزم، بإبعاد غير المتخصصين عن مجال الدعوة والإفتاء، على أن تكون وزارة الأوقاف هي المختصة بالدعوة.
وأكد مجلس النواب المصري، ضرورة أن تكون هناك عقوبات رادعة لمخالفي القانون، بحيث يمنع غير المختصين من الإفتاء، الأمر الذي ينتظر أن يسهم في تنقية الخطاب الديني وتجديده.