الانتخابات الإقليمية... طريق مارين لوبان إلى قصر الإليزيه
يعـد الأمن الداخلي، من أكثر المواضيع التي بدأت لوبان تزيد اهتمامها بها، بخلاف الانفتاح أوروبيًا، فضلاً عن تزايد الاهتمام بملفات التعليم والصحة والمواصلات.

السياق
يبدو أن الانتخابات الإقليمية، التي أجريت في فرنسا الأحد 20 يونيو، ستكون مؤشرا قويًا لتبيان الفائز بالانتخابات الرئاسية، المقرَّرة في الربيع المقبل، حيث تفوق حزب التجمع الوطني (الجبهة الوطنية سابقاً) بقيادة مارين لوبان، وفي طريقه للفوز بربع الأصوات، مع احتمال فوزه في منطقة واحدة أو مناطق عدة لأول مرة، في جولة الإعادة، التي ستجرى في 27 يونيو الجاري.
استطلاعات الرأي، أظهرت تفوق حزب مارين لوبان، فوفقًا لمسح أجراه معهد Ifop، قبل أيام من الانتخابات الإقليمية، كانت الأحزاب اليمينية الأكثر شعبية، في مقاطعة ألب كوت دازور جنوبي فرنسا، التي يتجاوز عدد ناخبيها 5 ملايين، ما يعني أن الجولة الثانية من الانتخابات، سيكون لدى حزب الجمعية الوطنية الدعم الكافي، للفوز بمنصب رئيس الدائرة، بصرف النظر عن طبيعة الائتلاف المقبل.
وخلال الانتخابات الأخيرة، التي جرت في ديسمبر 2015، كان أداء حزب اليمين المتطرف جيداً، وتقدَّم في الجولة الأولى، لكنه فشل في نهاية الأمر في الفوز بأي من المناطق، حيث خسرت ابنة شقيق مارين لوبان، ماريون مارشيال بفارق ضئيل، لكن اليوم يبدو أن الأمور تسير في صالح لوبان من دون شك.
تحول سياسي
بالتأكيد سيكون فوز حزب التجمع الوطني برئاسة لوبان، بالسلطة الإقليمية تحولاً سياسيًا كبيرًا في فرنسا، فقد تمكَّنوا حتى الآن من الفوز ببعض المدن، فلأول مرة يصبح الحزب، قاب قوسين أو أدنى، من السيطرة على أكثر من مقعد في أقاليم فرنسا الـ 13.
وبالفِعل، أصبح اليوم الجزء الجنوبي الغربي من البلاد، حيث تقع الريفيرا الفرنسية الفاخرة، معقلًا لهذا الحزب، كما أن هناك أيضًا فرصاً جيدة للتجمعات الوطنية، في الجزء الشمالي.
لا عجب في أن مارين لوبان تريد استخدام الانتخابات الإقليمية، نقطة انطلاق لأهم انتخابات في فرنسا، وهي الانتخابات الرئاسية المقرَّرة في أبريل 2022.
هزيمة ماكرون
في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، عام 2017، هزم الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون، لوبان في الجولة الثانية، لكن كل شيء يظهر الآن، أنهما الأقرب لدخول الدور الثاني من الانتخابات الإقليمية، بينما فرص لوبان هذه المرة أكبر من المرة السابقة.
تتمثَّل استراتيجية الجمعية الوطنية، في تقسيم مجموعات جديدة من الناخبين. فلفترة طويلة، كان الحزب السياسي يستهدف -كخيار أول- الطبقة العاملة، بينما هو الآن يناضل، من أجل الحصول على أصوات المحافظين.
وتعمل مارين لوبان على هذا الأمر منذ فترة طويلة، إذ لم تقم فقط بتغيير اسم الحزب، الذي أسسه والدها جان ماري لوبان، قبل بضع سنوات، بل خفَّفت أيضًا بعض المواقف التي كان يؤمن بها، ومن ذلك أن الحزب لم يَعُدْ اليوم يسعى إلى مغادرة منطقة اليورو والاتحاد الأوروبي، كما كان.
يُـعَـدُّ الأمن الداخلي، من أكثر المواضيع التي بدأت لوبان -البالغة من العمر 52 عامًا- تزيد اهتمامها بها، بخلاف الانفتاح أوروبيًا، فضلاً عن تزايد الاهتمام بملفات التعليم والصحة والمواصلات.
أمام كل ذلك، فإن المراقبين يرون أن الانتخابات الإقليمية، "بروفة" أخيرة قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة، حيث اتفق الجميع على أنها ستكون بين اثنين لا ثالث لهما (ماكرون ولوبان)، بينما توضع الأخيرة في الدرجة الأقرب للفوز، بسبب بعض الملفات، التي يتهم الفرنسيون فيها رئيسهم الحالي بالفشل، ومنها الصحة، خلال تعامل الحكومة مع جائحة كورونا، والبطالة.