رسالة صارمة من تركيا إلى إعلاميي الإخوان.. وأذرع التنظيم تستقل قطار الرحيل
تأتي تلك الخطوات بعد شهرين من إقرار وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، للمرة الأولى، أن بلاده حذّرت قيادات تنظيم الإخوان، ومن يدلون بخطابات وتصريحات متطرفة ضد مصر، بالتوقف، في إطار خطوات تسعى من خلالها أنقرة إلى تطبيع العلاقات مع القاهرة.

السياق
"الالتزام أو الرحيل".. رسالة وُصفت بـ"الصارمة" وجّهتها تركيا إلى الأذرع الإخوانية الإعلامية في أنقرة، مطالبة إياهم بالتوقف عن مهاجمة مصر.
الرسالة التركية تجسّدت وظهرت آثارها الفورية على برامج لإعلاميين إخوانيين تُبث من تركيا، فتوقف القطار ليركب الجميع، كان آخرهم الإخواني حمزة زوبع، الذي أعلن مساء الخميس، أنه سيختفي عن المشهد الإعلامي من تركيا.
انتقادات لتركيا
وقال زوبع -في تصريحات له، خلال حلقة الخميس من برنامجه، الذي تبثه فضائية "مكملين" من إسطنبول- إن آخر حلقات البرنامج ستكون الجمعة، موجهًا انتقادات إلى تركيا، قائلا، إن الدولة أو الحكومة التي لا تفي بتعهداتها هي خاسرة أو فاشلة.
وتابع الإعلامي الإخواني أن أي دولة تَعِد مجموعة من الناس بشيء ثم تتراجع عنه هي دولة بائسة، متعهدًا بشرح الكواليس التي أدت إلى إغلاق البرنامج.
تصريحات المذيع الإخواني جاءت في أعقاب وقف مواطنه محمد ناصر نشاطاته الإعلامية من الأراضي التركية.
سأغيب رغمًا عني
وقال ناصر -في تغريدة عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"-: "اليوم أعلنها واضحة بأنني سأغيب عن جميع مواقع التواصل ليس برغبة مني، لكنها الظروف التي لم تعد خافية على أحد، فهو ليس انسحابًا ولا هزيمة وإنما هي جولة وبعدها جولات".
إعلان زوبع وناصر جاء بعد أن سبقهما، الخميس، المذيع الإخواني معتز مطر، في استقلال "قطار الرحيل"، مؤكدًا في بث وصفه بالاستثنائي عبر قناته بموقع "يوتيوب"، توقف برامجه وأنشطته الإعلامية على الفضائيات ومنصات التواصل كافة، بعد أن طالبته تركيا بذلك.
تحذير رسمي
تأتي تلك الخطوات بعد شهرين من إقرار وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، للمرة الأولى، أن بلاده حذّرت قيادات تنظيم الإخوان، ومن يدلون بخطابات وتصريحات متطرفة ضد مصر، بالتوقف، في إطار خطوات تسعى من خلالها أنقرة إلى تطبيع العلاقات مع القاهرة.
وقال أوغلو -في تصريحات تلفزيونية، بُثت أواخر أبريل/نيسان الجاري-: "طلبنا ممن ينتهج خطابات ذات نبرة حادة بضبط الخطاب الإعلامي قبل البدء في خطوات التطبيع"، مشيرًا إلى أن بلاده تتعامل بحذر مع الخطابات المتطرفة ذات النبرة الحادة التي لا يمكن أن تقبل بها الدول الصديقة، أو التي ستصبح صديقة، وليس من أجل مصر فقط.
ترحيب مصري
الخطوة التركية تجاه تلك القنوات رحّبت بها القاهرة، مؤكدة على لسان وزير إعلامها السابق أسامة هكيل، أن "الخطوة يمكن أن تخلق المناخ الجيد للتباحث حول الملفات الشائكة وبعض المشكلات".
وأكد أن "أي حوار بين طرفين يحتاج إلى الهدوء والمناخ المناسب، لكن المشهد الحاصل والأصوات المرتفعة والهجوم غير مناسب لأي حوار".
ومنذ ذلك الحين ولم تنقطع التصريحات التركية التي تخطب ود مصر، ليعلن حزب العدالة والتنمية الذي يرأسه الرئيس رجب طيب إردوغان تقديمه مقترحًا إلى البرلمان التركي بإعادة تشكيل مجموعة الصداقة البرلمانية مع مصر التي توقفت لنحو 8 سنوات.
خطوات للتقارب
كما كشفت أنقرة في أوائل مايو/أيار الماضي عن زيارة وفد تركي إلى القاهرة، لأول مرة منذ 2013، لمناقشة تطبيع العلاقات بين البلدين.
جولة المباحثات التي عقدت حينها، قالت عنها القاهرة، إنها كانت "صريحة ومعمقة، حيث تطرقت إلى القضايا الثنائية، فضلاً عن عدد من القضايا الإقليمية، لا سيما الوضع في ليبيا وسوريا والعراق وضرورة تحقيق السلام والأمن في منطقة شرق المتوسط".
وعقب عليها وزير الخارجية، قائلا، إن المبادرات التركية أدت إلى رفع مستوى التواصل إلى المستوى السياسي، متوقعًا تعديل مسار السياسة التركية، بحيث لا تتقاطع مع المصالح المصرية، خصوصًا عندما يكون الأمر مرتبطًا بالأمن القومي.
وشدد على ضرورة اتخاذ خطوات عملية، ملمحًا إلى إمكانية أن تكون هناك لقاءات أخرى استكشافية تقود بعد ذلك إلى تطبيع العلاقات، حال الاطمئنان إلى أن المصالح المصرية تتم مراعاتها بشكل كامل.
وإلى ذلك، توقّع مراقبون أن تلجأ تلك الأذرع الإعلامية الإخوانية، إلى حواضن أخرى، لمواصلة "بث سمومها" ضد القاهرة، التي ترفض أي مصالحة مع تنظيم الإخوان.