حرب الظل... مسيَّـرة تستهدف منشأة نووية إيران

المنشأة كانت مدرجة في بنك الأهداف العسكرية التي قدَّمتها إسرائيل إلى ترامب العام الماضي

حرب الظل... مسيَّـرة تستهدف منشأة نووية إيران

ترجمات - السياق

كشفت صحيفة نيويورك تايمز، أن أحد مراكز التصنيع الرئيسة في إيران، لإنتاج أجهزة الطرد المركزي، المستخدمة في منشأتين نوويتين، تعرَّض لهجوم بطائرة مسيَّـرة أقلعت من داخل البلاد.

وأكدت الصحيفة الأمريكية، أن الطائرة المسيَّـرة التي استُخدمت في الهجوم، أقلعت من موقع غير بعيد عن مصنع أجهزة الطرد المركزي، الذي يُستخدم لتخصيب اليورانيوم في منشأتي فوردو ونطنز.

تقرير "نيويورك تايمز" لم يكن بعيدًا عمّا أعلنته وكالة الطاقة الذرية الإيرانية، عن إحباط هجوم على إحدى منشآتها في وقت مبكر، الأربعاء.

ولم يكشف البيان، الذي نشرته وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا"، عن اسم الموقع، إلا أن مصدرًا إيرانيًا أكد لـ"نيويورك تايمز" أن المبنى المستهدف، كان أحد مراكز التصنيع الرئيسة، لإنتاج أجهزة الطرد المركزي بإيران.

ورغم أن وسائل إعلام إيرانية رسمية، قالت إن الهجوم لم يسفر عن إصابات ولا أضرار، ولا يمكنه تعطيل البرنامج النووي الإيراني، أكدت "تايمز أوف إسرائيل" أن الغارة تسبَّبت في إلحاق أضرار بالمنشأة.

ونقلت "نيويورك نايمز" عن مصادر مطلعة قولها، إن الهجوم نُفِّذ على المنشأة القريبة من مدينة كرج، على مشارف طهران، بطائرة مسيَّـرة صغيرة رباعية المروحيات.

 

أهداف لإسرائيل

وأشارت إلى أنه بينما لم يعلن أحد مسؤوليته عن الهجوم، كان مصنع أجهزة الطرد المركزي -المعروف باسم شركة تكنولوجيا الطرد المركزي الإيرانية- مدرجًا في قائمة الأهداف التي قدَّمتها إسرائيل، إلى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وكبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية، أوائل 2020، بوصفها أهدافًا محتملة للهجوم.

وأكدت الصحيفة الأمريكية، أنه إذا كان الهجوم قد أُحبط فسيصبح انتصارًا مرحبًا به، لأجهزة المخابرات والأمن الإيرانية المحاصرة، التي أُلقي اللوم عليها، لفشلها في وقف سلسلة من الهجمات، العام الماضي، بما في ذلك عمليتا تخريب منشأة نطنز النووية واغتيال محسن فخري زاده.

وقال مسؤول استخباراتي رفيع، إن من الأهداف التي عُرضت في ذلك الوقت، الهجمات على موقع تخصيب اليورانيوم في نطنز واغتيال العالم النووي محسن فخري زاده.

وكلا الهدفين تحقَّق، فإسرائيل اغتالت فخري زاده في نوفمبر الماضي، وقصفت مصنع نطنز في أبريل الذي يليه، ما ألحق أضرارًا بعدد كبير من أجهزة الطرد المركزي، بحسب المسؤول الاستخباراتي.

 

حرب ظِل

إلا أن هجوم الأربعاء، لم تعلِّق الحكومة الإسرائيلية عليه، ولم تتبنَ أي جهة مسؤوليتها عنه، حتى الآن، لكن ينظر إلى الدولة العبرية، المعارضة بشدة إلى الاتفاق النووي، على نطاق واسع، بأنها المسؤولة عن الهجمات التي يتعرَّض لها البرنامج النووي الإيراني.

وتخوض إسرائيل وإيران حرب ظِل، إذ تحدث هجمات سرية في جميع أنحاء المنطقة برًا وجوًا وبحرًا.

وأوضحت "نيويورك تايمز" أنه لا يزال من السابق لأوانه، تحديد ما إذا كان قد أُلحق أي ضرر بمحطة تصنيع أجهزة الطرد المركزي في هجوم الأربعاء، فمن السهل تقييم سبب كونها هدفًا رئيسًا لأي شخص، يسعى للإضرار بالبرنامج النووي الإيراني.

وبعد هجوم أبريل الماضي على نطنز، كُـلِّف المصنع الذي استُهدف الأربعاء، باستبدال مئات أجهزة الطرد المركزي التي خرجت من العمل، إضافة إلى ذلك، ينتج المصنع أيضًا أجهزة طرد مركزي أكثر تقدُّمًا في إيران، التي يمكنها تخصيب المزيد من اليورانيوم في وقت أقصر.

 

خُطوة إيرانية

بعد هجوم الأربعاء وما سبقه من أحداث على المنشآت النووية الإيرانية، أعلنت وكالة الطيران الإيرانية، الأربعاء، قانونًا جديدًا يطالب بتسجيل جميع الطائرات المدنية من دون طيار، بصرف النظر عن الحجم والغرض، على موقع حكومي في غضون ستة أشهر، لإصدار تراخيص لتلك الطائرات.

هجوم بيروت

ويشبه هجوم الطائرات من دون طيار، الذي وقع الأربعاء، ذلك الذي شُنَّ على منشأة لحزب الله في بيروت في أغسطس 2019، والذي دمَّر ما وصفه المسؤولون الإسرائيليون بآلة حيوية لجهود مليشيا حزب الله في إنتاج الصواريخ الدقيقة.

وأقلعت طائرات من دون طيار مسلحة صغيرة في ذلك الهجوم، من المنطقة الساحلية لبيروت، واصطدمت بالمنشأة.

يأتي أحدث استهداف للبرنامج النووي الإيراني، في وقت تشهد فيه العاصمة النمساوية فيينا، مفاوضات غير مباشرة بين واشنطن وطهران، لإعادة إحياء الاتفاق النووي المعروف باسم "خُطة العمل الشاملة المشتركة"، المبرم عام 2015 خلال عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما.

 

الاتفاق النووي

وتسعى إدارة بايدن، لاستعادة الاتفاق النوو،ي بعد انسحاب الولايات المتحدة منه بشكل أحادي، بقرار الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي أعاد فرض عقوبات اقتصادية شديدة على إيران.

وتُعَدُّ قدرة إيران على تطوير وتصنيع وتجميع وتشغيل أجهزة الطرد المركزي، التي تختصر بشكل كبير الوقت اللازم لتخصيب كمية كافية للقنبلة، إحدى نقاط التفاوض المركزية، في محادثات فيينا، بشأن مستقبل الاتفاق النووي لعام 2015.

 

رفع العقوبات

وقال رئيس ديوان الرئاسة الإيرانية، محمود واعظي، إنه سيتم "رفع 1040 نقطة من نقاط العقوبات، بما في ذلك تلك المتعلِّقة بصادرات النفط والمعاملات المصرفية والشحن".

وأكد واعظي -في تصريحات لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية «إسنا»- أن العقوبات السياسية، مثل الإجراءات العقابية التي تستهدف المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي ومكتبه وموظفيه، بين العقوبات التي وافقت الولايات المتحدة على رفعها.