كتيبة آزوف الأوكرانية... ما سر كراهية روسيا لها؟

تلقت الوحدة دعمًا من وزير الداخلية الأوكراني عام 2014، بعد أن أدركت الحكومة أن جيشها كان أضعف من أن يقاتل الانفصاليين الموالين لروسيا، واعتمدوا على قوات متطوعة شبه عسكرية.

كتيبة آزوف الأوكرانية... ما سر كراهية روسيا لها؟

السياق

قبل 11 يومًا ومع تصاعد وتيرة التوقعات بشن روسيا حربًا ضد أوكرانيا، لم يكن أحد يتوقع الدفاع «المستميت» للأوكرانيين عن بلادهم، بشكل دفع ثاني أكبر قوة عسكرية في العالم، إلى تغيير خططها بشكل مستمر، لتفادي أو لقهر ذلك الدفاع الشعبي.

إلا أن ذلك الدفاع الشعبي، كانت كتية آزوف الأوكرانية كلمة السر والمحرك الرئيس له، وهي في الوقت نفسه أحد الداوفع التي حاولت روسيا مرارًا -على لسان رئيسها فلاديمير بوتين- تبرير حملتها على أوكرانيا بأنها تأتي لحماية الذين تعرضوا على مدى 8 سنوات إلى سوء المعاملة والإبادة الجماعية شرقي أوكرانيا.

فسعي روسيا مستمر منذ عام 2014، للقضاء على كتيبة آزوف في الجارة الغربية، التي سمتها «النازيين الجدد»، ووصفتها بأنها مجموعة من «الكتائب الطوعية»، موَّلها رجال الأعمال الأوكرانيون المقربون من الحكومة المركزية، كان أحد داوفع موسكو لـ«غزو» البلد الأوراسي.

إلا أن صحيفة جيروزاليم بوست قالت -في تقرير، إن أوكرانيا، إلى جانب العديد من الدول الأوروبية، لديها أحزاب سياسية يمينية متطرفة، مشيرة إلى أن ادعاء روسيا بأنه منذ تحول كييف إلى الغرب عام 2014، كان هناك يهود بارزون في الحكومة الأوكرانية، يبدو سخيفًا.

 

كتيبة آزوف

وحدة عمليات خاصة يقدر عددها بـ900، شكلت في مايو 2014 كمجموعة تطوعية من عصابة باتريوت أوكرانيا القومية المتطرفة، والجمعية الوطنية الاجتماعية النازية الجديدة (SNA).

قاتلت الكتيبة -على الخطوط الأمامية- ضد الانفصاليين الموالين لروسيا في دونيتسك، المنطقة الشرقية من أوكرانيا. وبعد بضعة أشهر من استعادة مدينة ماريوبول الاستراتيجية، من الانفصاليين المدعومين من روسيا، أدمجت الوحدة رسميًا في الحرس الوطني الأوكراني في 12 نوفمبر 2014، وحصلت على إشادة الرئيس آنذاك بترو بوروشينكو، الذي قال إنهم «أفضل محاربينا».

كانت الكتيبة معقلاً الشخصيات اليمينية المتطرفة؛ كميليشيا مستقلة، فآزوف مؤسسها كان يرتدي في الأصل رمز النازي الجديد، الذي يشبه الصليب المعقوف الأسود على خلفية صفراء.

وجاء مؤسسوها من صفوف مجموعة اشتراكية وطنية شبه عسكرية «الوطنيون الأوكرانيون»، واتهموا بالتعذيب وجرائم الحرب.

وفي يونيو 2015، أصدر الكونجرس الأمريكي قرارًا يهدف إلى منع استخدام التمويل العسكري الأمريكي لأوكرانيا، في توفير التدريب أو الأسلحة للكتيبة، ووصفها أحد أعضاء الكونجرس بأنها «ميليشيا نازية شبه عسكرية»، إلا أنه رُفع الحظر عنها عام 2016.

ومنذ دمجها في القوات المسلحة الأوكرانية الرسمية، ابتعدت عن النازية الجديدة، ولم تعارض مجموعة يهودية أوكرانية في وقت مبكر من عام 2016 رفع الحظر الأمريكي.

وبالنسبة للوحدات الأخرى، شاركت كتيبة آزوف في محاربة الانفصاليين الموالين لروسيا منذ عام 2014، وقد يكون هذا الاشتباك المتكرر هو ما أدى إلى رؤية مشوهة للقوات المسلحة الأوكرانية، أو على الأقل كأساس لبوتين لبناء طموحه في غزو أوكرانيا، بحسب «جيروزاليم بوست».

واكتسبت الكتيبة، التي كانت تقاتل إلى جانب الجيش الأوكراني شرقي البلاد، سُمعة عدم الخوف في المعركة، بحسب صحيفة تقرير سابق لصحيفة الغارديان، أكدت فيه أن الكتيبة قد تكون القوة الأوكرانية الأكثر قوة وموثوقية في ساحة المعركة ضد الانفصاليين.

 

مؤسس "آزوف"

قاد الوحدة أندريه بيلتسكي، الذي كان قائد باتريوت أوكرانيا والجيش الوطني الصومالي. وعام 2010، قال بيلتسكي إن الهدف الوطني لأوكرانيا «قيادة السباقات البيضاء في العالم في حرب صليبية نهائية... ضد Untermenschen التي يقودها الساميون (السباقات الدنيا)».

وانتُخب بيلتسكي نائباً في البرلمان عام 2014، وترك "آزوف" لأن المسؤولين المنتخبين لا يمكن أن يكونوا في الجيش ولا الشرطة، وظل نائبا حتى عام 2019.

 

مَنْ يمولها؟

تلقت الوحدة دعمًا من وزير الداخلية الأوكراني عام 2014، بعد أن أدركت الحكومة أن جيشها كان أضعف من أن يقاتل الانفصاليين الموالين لروسيا، واعتمدوا على قوات متطوعة شبه عسكرية.

وموِّلت هذه القوات بشكل خاص من الأوليغارشية، وأشهرهم إيغور كولومويسكي، الملياردير في مجال الطاقة ثم حاكم منطقة دنيبروبتروفسكا.

وإضافة إلى "آزوف"، موَّل كولومويسكي كتائب متطوعين مثل وحدات دنيبرو1 ودنيبرو2 وأيدار ودونباس، وتلقى آزوف تمويلًا مبكرًا ومساعدة من الأوليغارشية الأخرى: سيرهي تاروتا، الملياردير حاكم منطقة دونيتسك.

 

علاقة الكتيبة بالنازية

عام 2015، قال أندريه دياتشينكو، المتحدث باسمها في ذلك الوقت، إن 10 إلى 20% من مجندي "آزوف" كانوا من النازيين.

وبينما نفت الكتيبة التزامها بالإيديولوجية النازية، كانت الرموز النازية مثل "Hakenkreuz" و SS regalia منتشرة على أزياء وأجساد أعضاء "آزوف".

فعلى سبيل المثال، يحمل الزي الرسمي رمز النازي الجديد Wolfsangel. إلا أن الكتيبة قالت إنها مجرد مزيج من الحروف "N" و "I" التي تمثل "فكرة وطنية".

وفي يناير 2018، أطلق "آزوف" وحدة دورية في الشوارع تسمى National Druzhyna لاستعادة النظام في العاصمة كييف، إلا أنه بدلاً من ذلك، نفَّذت الوحدة مذابح ضد مجتمع الغجر وهاجمت مجتمع الميم.

وكتب مراسل لمجلة The Nation التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها عام 2019: «أوكرانيا الدولة الوحيدة في العالم التي لديها تشكيل للنازيين الجدد في قواتها المسلحة».

انتهاكات حقوق الإنسان

اتهم تقرير لمكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة (OCHA) عام 2016 فوج آزوف، بانتهاك القانون الإنساني الدولي.

وتحدث التقرير بالتفصيل عن حوادث وقعت من نوفمبر 2015 إلى فبراير 2016، حيث زرع "آزوف" أسلحته وقواته في مبان مدنية مستعملة، وشرد السكان بعد نهب ممتلكات المدنيين، كما اتهم التقرير الكتيبة باغتصاب وتعذيب معتقلين في منطقة دونباس.