يهدف إلى إنهاء الاحتجاجات.. انتقادات لجاستن ترودو بعد استخدامه قانون الطوارئ
انطلقت الاحتجاجات رفضاً لإلزام سائقي الشاحنات العابرين للحدود الأمريكية الكندية، بالحصول على اللقاح أو الحجر لأسبوع عند العودة، لكنها تصاعدت وتحوّلت إلى تحدّ أوسع ضد التدابير الصحية المتعلقة بكورونا

ترجمات - السياق
يواجه رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، هجومًا وانتقادات على خلفية تفعيله سلطات الطوارئ في بلاده، في محاولة لإنهاء احتجاجات المعارضين للتدابير الصحية المعتمدة، بسبب جائحة كورونا.
وانطلقت الاحتجاجات رفضاً لإلزام سائقي الشاحنات العابرين للحدود الأمريكية الكندية، بالحصول على اللقاح أو الحجر لأسبوع عند العودة، لكنها تصاعدت وتحوّلت إلى تحدّ أوسع ضد التدابير الصحية المتعلقة بكورونا.
ووصف مركز العدالة للحريات الدستورية، تصرفات ترودو بأنها "تجاوز حكومي" وتعهد بتقديم شكوى قانونية في محاولة لإلغائها.
بدوره، قال جاي كاميرون، مدير التقاضي في مركز العدل إن "المتظاهرين السلميين الذين يطعمون المشردين، ويجرفون الثلج ويلتقطون القمامة ويرقصون ويلعبون هوكي الشوارع، ويلوحون بالأعلام الكندية ويغنون النشيد الوطني، وينشئون قلاعًا مطاطية للأطفال، لا يشكلون خطرًا على الحياة والصحة، أو سلامة الكنديين، كما أن هذه الأنشطة السلمية ذات أبعاد أو طبيعة تتجاوز قدرة أو سلطة مقاطعة للتعامل معها".
وأضاف كاميرون أنه يتعين على الحكومة الفيدرالية "أن توضح للمحكمة كيف أن السلطات الحالية، سواء القوانين البلدية أم الإقليمية، مثل اللوائح، غير كافية للتعامل مع أي قضايا".
واستند ترودو إلى قانون الطوارئ، الذي يمنح حكومته سلطات كاسحة ضد المتظاهرين.
وتتمتع الحكومة الفيدرالية بسلطة اعتقال وإصدار غرامات كبيرة، وسحب المركبات للحفاظ على تشغيل الخدمات الأساسية، وتجميد الحسابات المصرفية الشخصية وحسابات الشركات لسائقي الشاحنات، وتعليق التأمين.
وتعمل الحكومة أيضًا على توسيع لوائح مكافحة غسل الأموال، لاستهداف مواقع التمويل الجماعي، التي ظهرت في جميع أنحاء كندا والولايات المتحدة، لدعم سائقي الشاحنات.
وقال ترودو في خطاب بعد وصوله إلى البلاد: "هذا الحصار غير قانوني، وإذا كنت لا تزال تشارك، فإن وقت العودة إلى المنزل هو الآن".
بدورها، قالت نائبة رئيس الوزراء كريستيا فريلاند: "اعتبروا أنفسكم محذرين".
وقال المحامي الدستوري الكندي جوردون كامبل، إن المسؤولين في وزارة العدل تحدثوا كثيرًا عن قانون الطوارئ، وتساءلوا عما سيحدث حال تطبيقه.
وأضاف كامبل، لهيئة الإذاعة الكندية، أنه من الغريب أن يكون لديك تشريع لأكثر من 30 عامًا ولم يستخدمه أحد، وتابع: "عادة، تريد التخلص من القوانين القديمة، في وزارة العدل تحدث الناس عنه سنوات، وكان الجميع دائمًا يفكرون، حسنًا، ماذا لو طبق؟ والآن أعتقد أننا جميعًا سنكتشف ذلك".
لكن في أوتاوا، نقطة انطلاق الاحتجاجات، لم يتغير الكثير بحلول منتصف نهار الثلاثاء.
وكانت الشاحنات لا تزال متوقفة، بالقرب من مبنى البرلمان، ولا يزال الناس يرفعون الأعلام الكندية الحمراء والبيضاء، ويشقون طريقهم إلى موقع الاحتجاج.
وقال المتظاهر أندرو بارتلي لصحيفة واشنطن إكزامينر إنه: "خطأ فادح، هذا سيجعل الناس يكرهون ترودو أكثر".
وبينما لم يغير المتظاهرون موقفهم، تعرض ترودو للهجوم من المشرعين، خلال الاستجواب في مجلس العموم، وكان الاستهزاء برئيس الوزراء، والسخرية منه، وسمعت الآهات الصاخبة عندما أعلن أن الوقت قد حان "لقيادة مسؤولة، وليس تحزبًا فاضحًا".
وانتقد زعيم حزب المحافظين المؤقت كانديس بيرغن ترودو مرارًا وتكرارًا، لافتقاره إلى "القيادة منذ بدء الاحتجاجات".
وقال بيرغن: "يعتقد رئيس الوزراء أن الوقت قد حان لاستخدام هذا الإجراء المتطرف، أليس صحيحًا أن تصرفات رئيس الوزراء يمكن أن تؤدي إلى جعل الأمور أسوأ؟"
أجاب ترودو: "هذا يتعلق بالحفاظ على سلامة الكنديين"، وتلت تعليقاته صيحات استهجان عالية.
رئيس شرطة أوتاوا بيتر سلولي كان قد استقال من منصبه، وقاد سلولي القسم منذ عام 2019 لكنه واجه انتقادات شديدة بسبب تعامله مع الاحتجاج.
وأخبر سلولي الناس بأنه كان يحاول تجنُّب حادث مماثل لهجمات 6 يناير في واشنطن العاصمة.
وكان سلولي صريحًا جدًا بشأن احتجاجات أوتاوا، ووصفها بأنها "نجاح" حيث لم ترد تقارير عن أعمال عنف كبيرة.