لماذا تخيف أكبر مغامرة فضائية لإيلون ماسك منافسيه؟
-ستارشيب- تهدد المقاولين في مجال الفضاء التابعين لوكالة ناسا -الذين يراقبون تقدمها- بمزيج من الرعب والرهبة

ترجمات - السياق
يخطط إيلون ماسك -مرة أخرى- لتجاوز الوضع الراهن، وإذا نجح، فإن عمالقة الفضاء الذين فازوا في أول سباق، قد لا يلحقونه، بحسب صحيفة بولتيكو الأمريكية.
وقف ماسك أمام صاروخ ستارشيب الشاهق في "ستارباز" التابع لشركة Space's X جنوبي غرب تكساس مساء الخميس، وتعهد بأن تقوم سفينة الفضاء -الأكثر طموحًا حتى الآن- بأول رحلة لها في الأشهر المقبلة.
وقال ماسك: "ستنجح، قد تكون هناك بعض المطبات على طول الطريق، لكنها ستنجح."
وصُممت "ستارشيب" لتكون أول مركبة فضائية متعددة الأغراض: مركبة فضائية قابلة لإعادة الاستخدام، وقابلة لإعادة التزود بالوقود، يمكنها نقل عشرات الأشخاص وملايين الأطنان من البضائع، من الأرض مباشرةً إلى القمر، وفي النهاية إلى المريخ، على أن تقوم بذلك مرارًا وتكرارًا.
إنجازات متواضعة
وقالت صحيفة بولتيكو الأمريكية: في حال تمكن ماسك من تحقيق ذلك، فإن الإنجازات التي حققها مثل السيارات الكهربائية، والصواريخ التي يعاد استخدامها لإطلاق الأقمار الصناعية، وأول كبسولة فضائية تجارية ترسو مع محطة الفضاء الدولية، قد تبدو إنجازات متواضعة.
بدوره، قال سكوت ألتمان، رائد فضاء سابق، والآن رئيس شركة للبحث والتطوير في مجال الفضاء: "إنه من الأمور التي اعتدنا التحدث عنها وكأنها لن تحدث، ألن يكون رائعًا لو تمكنا من القيام بهذه الأشياء؟ "
لكن مسؤولي ناسا ومقاولي الفضاء، يتابعون ما يحدث بمزيج من الرعب والرهبة.
وقال أحد كبار أعضاء جماعات الضغط في مجال الفضاء بواشنطن، ويعمل لصالح منافسي سبيس إكس، وطلب عدم كشف هويته لتجنُّب إغضاب عملائه: إنهم خائفون جدًا.
رحلة ناجحة
في الوقت نفسه تسابق "ناسا" وشركاؤها الصناعيون الرئيسيون الزمن، لاستكمال مركباتهم القمرية: الصاروخ الضخم لنظام الإطلاق الفضائي وكبسولة أوريون المرافقة، لكن برامجهم تجاوزت الميزانيه بمليارات الدولارات، وهي متأخرة سنوات عن الجدول الزمني.
ومن المقرر أن تسافر أول ثلاث بعثات أرتميس القمرية لوكالة الفضاء خلال السنوات الثلاث المقبلة، بما في ذلك هبوط بشري مخطط له عام 2025، في صاروخ SLS وكبسولة أوريون، التي بُنيت من قبل بوينج ولوكهيد مارتن ونورثروب جرومان وإيروجيت روكيتدين، والعديد من الموردين وشركات الخدمات الهندسية الأخرى.
ولكن مع تأجيل الرحلة الأولى لـ SLS هذا العام حتى أواخر الربيع، تتزايد المخاوف من أنه حتى لو نجحت، فإن النظام، الذي يقدر بنحو ملياري دولار لكل عملية إطلاق، قد يكون مكلفًا للغاية بالنسبة للرحلات المتعددة إلى القمر، التي قامت بها وكالة ناسا، وسيحتاج الأمر إلى وجود بشري دائم على سطح القمر.
وهذا ما يجعل "ستارشيب"، التي أجرت رحلة ناجحة إلى حافة الفضاء العام الماضي، تهدد بشكل خاص المتعاقدين وحلفاءهم في الكونجرس، لأن تقدم "ستارشيب" سيلغي حجة التمسك بـ SLS ، وفقًا لراند سيمبرج، مهندس طيران ومستشار فضاء، الذي أضاف: "بمجرد إثبات موثوقية النظام الجديد، من خلال عدد كبير من الرحلات الجوية، التي يمكن أن تحدث في غضون أشهر، سوف تتقادم جميع أنظمة الإطلاق الحالية"، لافتًا إلى أنه "إذا كانت SLS لن تطير أكثر من مرة كل عامين، فلن تكون لاعبًا مهمًا بالمستقبل في الفضاء، لاسيما عند نقل المركبة الفضائية".
وبحسب "بولتيكو" لم تستجب شركة بوينغ، المقاول الرئيس على صاروخ SLS ، ولا "ناسا" لطلبات التعليق على انتقادات البرنامج أو أحدث خطط ماسك الخاصة بـ "ستار شيب".
أكبر اختراق
وقال سيمبيرج إن أكبر اختراق لـ "ـستارشيب" سيكون "خفض التكلفة الجذري"، لا سيما خطة استخدام الناقلات في مدار أرضي منخفض للتزود بالوقود، ما قد يقلل بشكل كبير من تكلفة العمليات على المدى الطويل، في الفضاء السحيق.
وكتب في ورقة بحثية بعنوان "وول مارت، لكن من أجل الفضاء": "إذا تمكنت الشركة من إثبات أن صاروخها الجديد للرفع الثقيل، ليس فقط قابلاً لإعادة الاستخدام، ولكن -على حد تعبير إيلون ماسك- يمكن إعادة استخدامه بسرعة، فإنه سيحدث ثورة في رحلات الفضاء".
بدوره ذكر روبرت ووكر، الرئيس السابق للجنة العلوم بمجلس النواب ومستشار صناعة الفضاء، أنه إذا نجحت "ستارشيب" فإن قيمة مركبة الإطلاق التابعة لـ "ناسا" ستتعرض لخطر شديد، لمجرد أنها غير مصممة للطيران تقريبًا مثل "ستارشيب".
وقال: "إذا نجحت رحلة أرتيميس الأولى، فقد يستغرق الأمر عامين، حتى نتمكن من الوصول إلى الرحلة الثانية".
في الحقيقة لقد تغلبت سبيس إكس بالفعل على منافسيها، في نقل رواد الفضاء إلى محطة الفضاء الدولية.
سطح القمر
وقامت كبسولة دراجون الفضائية بثلاث رحلات ناجحة، مع التخطيط لرابعة في أبريل، في حين أن الرحلة الأولى لبوينغ ستارلاينر، التي تم تطويرها في إطار الشراكة نفسها بين القطاعين العام والخاص التابعة لوكالة ناسا، ما زالت متأخرة .
وتؤدي سبيس إكس دورًا رئيسًا في برنامج القمر التابع لـ "ناسا"، إذ تم التعاقد مع الشركة العام الماض،ي لاستخدام تقنية "ستارشيب" الخاصة بها لتوفير نظام الهبوط البشري، الذي سينقل رواد الفضاء إلى سطح القمر، في مهمة أرتيميس الثالثة.
وهنا تكون قد تغلبت على المنافسين، بما في ذلك بلو أويجين، شركة الصواريخ المملوكة لمؤسس أمازون جيف بيزوس، التي تطور أسطولها الخاص من الصواريخ والمركبات الفضائية في صحراء تكساس، لكنها لم تطلق أي شيء في المدار.
وقال ألتمان، رائد الفضاء السابق، إن سبيس إكس و"ستارشيب" يمكن أن يؤديا دورًا أكبر بكثير في برنامج القمر التابع لـ "ناسا" بعد الهبوط المحدد الآن، عام 2025.
وأضاف: "المركبة الفضائية حلقة وصل في تلك السلسلة"، مشيرًا إلى الدور الذي ستؤديه في الهبوط على سطح القمر "إنها تقنية، إنها قدرة سنحتاجها."
انتكاسات فنية
ليس من الواضح كيفية تعاقد "ناسا" مع "ستارشيب" للمهام المستقبلية، لكنها يمكن أن تنشئ شراكة بين القطاعين العام والخاص، على غرار ترتيبها للرحلات إلى محطة الفضاء أو لمركبة الهبوط على سطح القمر، وفقًا لصحيفة بولتيكو الأمريكية.
وقالت إن البنتاغون، الذي استأجر سبيس إكس لإطلاق بعض أقمار التجسس الصناعية، يتطلع أيضًا إلى المركبة الجديدة لمهمات الشحن "من نقطة إلى نقطة" على الأرض.
واللافت أن ووكر، الذي خدم في مجلس استشاري لـسبيس إكس، ولكن لم يعد له أي علاقة بالشركة قال: "يمكن لستارشيب حمل C-17 من البضائع وإيصالها إلى أي مكان في العالم خلال ساعة".
جدير بالذكر أن ماسك نفسه أطلق ملاحظة تحذيرية، لافتًا الى أنه من المحتمل أن تكون هناك انتكاسات فنية، قبل أن تثبت "ستارشيب" موثوقيتها.
وأضاف: "من المحتمل أن تكون هناك بعض المطبات على الطريق، كما تعلمون، لكننا نريد أن نكافح من خلال مهمات الأقمار الصناعية ومهام الاختبار، والوصول إلى معدل طيران مرتفع."
في المقابل وصف أحد أعضاء جماعات الضغط في العاصمة، وهو منتقد منذ فترة طويلة لشركة سبيس إكس، رد فعل عملائه على عرض ماسك بأنه "وعود".
لكنه قال: "هذه التصريحات عفا عليها الزمن، أعتقد أن الناس خائفون، لقد بدأ في جعل الناس الذين لم يؤمنوا، يعتقدون أنه قد يفعل ذلك ".