مع تفاقم الحرب في أوكرانيا.. اليمينيون يتراجعون عن مواقفهم من بوتين

في فرنسا، قبل الانتخابات الرئاسية المقررة الشهر المقبل، شعرت السياسية اليمينية مارين لوبان بالحرج، من صورة لها وهي تصافح بوتين.

مع تفاقم الحرب في أوكرانيا.. اليمينيون يتراجعون عن مواقفهم من بوتين
مارين لوبان وفلاديمير بوتين

ترجمات - السياق

لسنوات، أعرب السياسيون اليمينيون القوميون عن إعجابهم الشديد بالرجل القوي فلاديمير بوتين، ولم يكن دونالد ترامب وحده الذي تحدث بحماسة عن "القوة" المفترضة والقيم "التقليدية" لبوتين، بل كذلك تحدث قادة الحركات ذات النزعة المماثلة في فرنسا وإيطاليا والمجر وجمهورية التشيك وأماكن أخرى.

أما اليوم، ففقد العديد من هؤلاء القادة التوازن، بسبب سياسة الأرض المحروقة، التي شنها بوتين في أوكرانيا، ورغم الأعمال الوحشية السابقة للزعيم الروسي -ضد أوكرانيا وجورجيا والعديد من الروس الذين عارضوه- تسببت المذبحة الحالية في تدافع متراجع للمواقف، تحديدًا لدى العديد من الأوروبيين، الذين رأوا أن  الوحشية التي تتكشف في أوكرانيا، وضعت الأحزاب القومية والسياسيين تحت ضوء جديد غير مبهج، بحسب "واشنطن بوست".

 

حرج لوبان

في فرنسا، قبل الانتخابات الشهر المقبل، شعرت السياسية اليمينية مارين لوبان بالحرج، من صورة لها وهي تصافح بوتين.

يذكر أن الصورة التي تجمعها ببوتين، ظهرت في أكثر من مليون كتيب، طبعها مؤخرًا حزب التجمع الوطني الذي تنتمي إليه.

لوبان، التي دعمت ضم بوتين لشبه جزيرة القرم، بعد أن حصل حزبها على قرض بـ 9 ملايين يورو من بنك روسي، لتمويل حملتها الرئاسية لعام 2017، رددت الشهر الماضي –كببغاء- نفي الكرملين لخطط بوتين لغزو أوكرانيا، قائلة إنها لا تصدق شيئًا من ذلك، وتساءلت: "ما مصلحتهم هناك؟" لكنها أكدت أن الغزو "غير مبرر".

أما إريك زمور، اليميني الفرنسي الآخر، الذي سخر من احتمالات هجوم روسي، ولم يخفِ إعجابه ببوتين، فخضع أيضًا لصحوة مماثلة.

على النقيض من ذلك، أخذ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون -على محمل الجد- التهديد الذي يمثله هجوم بوتين، وبذل جهودًا دبلوماسية مكثفة لتجنُّب الحرب، مع حشد القوات الروسية على حدود أوكرانيا.

وفي الاستطلاعات، قفز موقع ماكرون، الذي اعلن الخميس أنه سيرشح نفسه لولاية ثانية، وستحدد الانتخابات ما إذا كان الناخبون الفرنسيون سيكافئونه على قراءته للمستقبل، ويعاقبون خفة دم خصومه اليمينيين.

 

معركة أوربان الصعبة

المجريون، أيضًا، تعرضوا للألعاب البهلوانية الخطابية من رئيس وزرائهم، فيكتور أوربان، الذي لم يخفِ إعجابه ببوتين، رغم عضوية بلاده في "الناتو". 

وقال أوربان، الذي لا يعرف أيضًا نوايا بوتين، إن مطالب الرئيس الروسي لأوكرانيا، التي سبقت الغزو، كانت معقولة.

الآن، غير أوربان، الذي يواجه معركة صعبة قبل انتخابات 3 أبريل في المجر  لهجته.

وسيكون من حق المجريين التساؤل عن استحسانه  لرجل قوي مفترس، تسبب عدوانه في فرار أكثر من 100000 لاجئ أوكراني إلى المجر، وهو رقم من المرجح أن يرتفع. 

 

بوتين العبقري

في الولايات المتحدة، دفع غزو بوتين بعض الجمهوريين إلى الابتعاد، بشكل غير معهود، عن ترامب، الذي وصف الرئيس الروسي بأنه "عبقري". 

وسيكون للبعض شرحهم الخاص، عندما يواجهون بملاحظاتهم السابقة. وستتاح للأمريكيين فرصة للحكم على من حاول ومن لم يحاول تضليلهم، بشأن الزعيم الروسي.