النفط يواصل رحلة الصعود.. وخام برنت يتجاوز 117 دولارًا

أثار الغزو الروسي لأوكرانيا مخاوف، بشأن الإمدادات عبر أسواق السلع الأساسية، بداية من الطاقة حتى الحبوب، ما دفع المستهلكين -بما في ذلك الصين- إلى البحث عن المواد الخام في جميع أنحاء العالم

النفط يواصل رحلة الصعود.. وخام برنت يتجاوز 117 دولارًا

السياق

ارتفعت أسعار النفط اليوم الخميس، حيث قفز سعر برميل النفط إلى 117 دولارًا للبرميل، إذ واصل المشترون تجنُّب الخام الروسي بعد غزو أوكرانيا، بينما يبذل تحالف "أوبك بلس" قصارى جهده، لتجاهل الحرب التي بدأها أحد أعضائه الرئيسين.

وأثار الغزو مخاوف، بشأن الإمدادات عبر أسواق السلع الأساسية، بداية من الطاقة حتى الحبوب، ما دفع المستهلكين -بما في ذلك الصين- إلى البحث عن المواد الخام في جميع أنحاء العالم.

ويواصل المشترون تجنُّب الخام الروسي، أثناء محاولتهم التغلب على العقوبات المالية المفروضة على روسيا، ويراهن المتداولون على استمرار الأسعار في الارتفاع، ورغم الاضطرابات، فإن تحالف "أوبك بلس" على الهامش، بحسب وكالة بلومبرج.

وقال المندوبون إن التحالف تمسك بزيادة الإنتاج بنحو 400 ألف برميل يوميًا، التي كان من المقرر إجراؤها في أبريل، واختتم التحالف اجتماعه الأربعاء في وقت قياسي، بلغ 13 دقيقة فقط.

وأضاف المندوبون أن وزير الطاقة المكسيكي روسيو ناهلي، حاول إثارة موضوع روسيا، لكن أعضاء آخرين في التحالف -بقيادة السعودية- انتقلوا بسرعة إلى مسائل أخرى، من دون التطرق للموضوع.

بدورها، حذرت وكالة الطاقة الدولية، من أن أمن الطاقة العالمي يتعرض للتهديد، وأن الإفراج الطارئ المزمع لاحتياطات الخام من الولايات المتحدة وغيرها، لم يفعل الكثير لتهدئة مخاوف السوق. وفشلت شركة "سورغوتنيفتجاس، منتجة النفط الروسية، في بيع الخام الروسي، الذي كانت تعرضه للمرة الثالثة.

وامتنعت الولايات المتحدة وحلفاؤها -حتى الآن- عن فرض عقوبات على صادرات الخام الروسية، بسبب مخاوف بشأن تأثير ارتفاع أسعار الطاقة في المستهلكين، لكن التجارة تنكمش مع سحب البنوك التمويل وتكاليف الشحن. حتى قبل الغزو، كان البنزين الأمريكي بالتجزئة في أعلى مستوياته منذ عام 2014.

ورغم تعطل الصادرات الروسية، قال تحالف "أوبك بلس"، الذي يضم روسيا، إنه لن يوسع الخطة المتفق عليها في يوليو الماضي، لزيادة الإنتاج الشهري بـ 400 ألف برميل يوميًا. 

ومع ارتفاع أسعار النفط منذ أغسطس، دعت الولايات المتحدة وغيرها من كبار مستهلكي النفط، المنظمة -بشكل متكرر- إلى زيادة الإنتاج بسرعة أكبر للمساعدة في تهدئة التضخم.

وقالت "أوبك بلس" إن الارتفاع الأخير في الأسعار نتج عن "التطورات الجيوسياسية الحالية" وليس التغيرات في أساسيات السوق، مؤكدة أنها ستستمر بالخطة الحالية في أبريل.

وارتفع خام برنت، وهو مؤشر النفط العالمي، بنحو 8 في المئة إلى ما فوق 113 دولارًا للبرميل الأربعاء.

في إشارة إلى أن ارتفاع السلع لم يقتصر على النفط، ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي الأوروبي 50 في المئة الأربعاء، إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 185 يورو لكل ميغاواط/ساعة.

وقال وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك، إن السيناريو الأسوأ "لم يتحقق" وإن روسيا لا تزال ترسل الغاز، لكنه أضاف أن البلاد يجب أن تكون مستعدة، وقد تضطر إلى استمرار تشغيل محطات الطاقة التي تعمل بالفحم.

تعد روسيا ثالث أكبر منتج للنفط في العالم، بعد الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، وتصدر نحو 7.5 مليون برميل في اليوم، إضافة إلى منتجات الطاقة الأخرى. 

وتعد أوروبا أكبر مستورد للنفط الخام الروسي، حيث ينتهي الأمر بنحو 53 في المئة منه هناك، أما آسيا فهي مشتر مهم آخر، حيث يذهب 39 في المئة إلىها.

ومع ذلك، فإن عددًا من المصافي الأوروبية، بما في ذلك شركتا نستلة الفنلندية وبريم السويدية، تبتعد عن النفط الروسي، وتبحث عن الإمدادات في أماكن أخرى.

 وهناك أيضًا تقارير عن مصافي تكرير هندية، تطلب من التجار الحصول على إمدادات غير روسية.

وتعكس الفروق في أسعار النفط، عدم رغبة واضحة في شراء الخام الروسي، ولا يزال هناك خطر لمزيد من العقوبات، التي يمكن أن تؤثر بشكل غير مباشر أو مباشر في مشتريات النفط أو إمداداته.

ووافقت الولايات المتحدة والدول الكبيرة المستهلكة للطاقة -الثلاثاء- على الإفراج عن 60 مليون برميل من النفط، من مخزونات الطوارئ لديها، لمعالجة المخاوف من تعطل الإمدادات الروسية.

ومع ذلك، قال التجار والمحللون، إن هذه الخطوة كانت أقل بكثير من المستويات المطلوبة لتهدئة السوق.