اليوم الـ11 للحرب.. صافرات إنذار تدوي في كييف ولا كهرباء ولا ماء في ماريوبول

القصف الجوي الروسي، الذي لم ينقطع على مدينة ماريوبول المحاصَرة، تسبب في إصابة العشرات من المدنيين الأوكرانيين، إضافة لانقطاع الكهرباء والمياه منذ خمسة أيام، وتعطل شبكات الهاتف المحمول.

اليوم الـ11 للحرب.. صافرات إنذار تدوي في كييف ولا كهرباء ولا ماء في ماريوبول

السياق

لا كهرباء ولا ماء، ولا سبيل لإحصاء ودفن الموتى في بعض المدن خاصة ماريوبول، بينما الطريق إلى المفاوضات ما زال شاقًا... ملامح تطورات الأزمة الأوكرانية، التي دخلت يومها الحادي عشر، متسببة في خسائر لطرفيها وللعديد من الدول، التي ترجو نهاية وشيكة للحرب بين البلدين.

فالقصف الجوي الروسي، الذي لم ينقطع على مدينة ماريوبول المحاصَرة، تسبب في إصابة العشرات من المدنيين الأوكرانيين، إضافة لانقطاع الكهرباء والمياه منذ خمسة أيام، وتعطل شبكات الهاتف المحمول.

وتوقفت عمليات الإجلاء من مدينة فولنوفاكا الشرقية، بحسب السلطات الأوكرانية، التي علقت ممرًا آمنًا كانت توصلت إلى اتفاق بشأنه مع القوات الروسية، بعد أن اتهمتها بخرق اتفاق لوقف إطلاق النار، بينما دوت صافرات الإنذار في العاصمة كييف.

ويقول الجيش الأوكراني، إن عمليات الدفاع عن مدينتي ماريوبول وتشيرنيهيف -شرقي أوكرانيا- مستمرة، مشيرًا إلى أن الجهود تتركز في الدفاع عن مدينة ماريوبول، وإلحاق أضرار نيران بـ«القوات الساحقة للعدو».

 

معدات عسكرية

وأضافت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية -في آخر تحديث عملياتي لها- أن القوات المسلحة الأوكرانية منعت أيضًا كتائب معادية، تحاول التقدم باتجاه منطقة دنيبروبتروفسك من بالاكليا، مشيرة إلى أن عملية للدفاع عن مدينة تشيرنيهيف الشمالية جارية في منطقة سيفرسكي.

وفي منطقة ميكولايف الجنوبية تم التخطيط والاستيلاء على كمية كبيرة من المعدات المدرعة والسيارات الروسية، بحسب الجيش الأوكراني.

إلا أن ضربة عسكرية روسية، على جزء من مصنع الدبابات الأوكراني خارج جيتومير على بعد نحو 140 كيلومترًا (قرابة 85 ميلًا) غربي كييف، تسببت في تسويته بالأرض.

ويظهر مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، الموالية لروسيا، جنودًا أوكرانيين يتفقدون الأضرار في المصنع ويبدو أن أحدهم يروي كيف نجا هو وآخرون.

كما يُظهر تسوية العديد من المباني التي كانت تشكل مجمع مصنع جيتومير المدرع بالأرض.

كما تظهر مقاطع فيديو نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي، الموالية لروسيا، آثار الضربات العسكرية التي شنتها موسكو على المواقع العسكرية الأوكرانية، إضافة إلى مجمعات مدنية ومبانٍ سكنية ومدارس وأسواق في جميع أنحاء أوكرانيا.

 

أنقاض

المباني التي كانت في الجزء الشرقي من المجمع، أصبحت أكوامًا من المعدن والخرسانة، وتحولت إلى أنقاض، بحسب أحد الجنود الأوكرانيين، الذي كان يمر بجوار قطع من الدبابات غير المفككة.

والمصنع الذي دمرته القوات الروسية في ساعة مبكرة من صباح الأحد، جزء من تكتل Ukroboronprom الدفاعي الذي تديره الدولة، وشارك في صنع وتحديث المركبات المدرعة، بما في ذلك المشاة وناقلات الجند المدرعة.

 

تعطيل "إس-300"

من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية تدمير 2203 من مواقع البنية التحتية العسكرية الأوكرانية، منذ بدء العملية، وإسقاط 8 مقاتلات أوكرانية، وقصف مطار عسكري جنوبي أوكرانيا، وإسقاط 6 مسيرات أوكرانية من طراز بيرقدار التركية، وتدمير 69 مقاتلة أوكرانية على الأرض و24 في الجو و778 دبابة.

وأعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيجور كوناشينكو، أن الدفاعات الجوية لبلاده أسقطت في منطقة رادوميشيل، طائرتين واحدة من نوع "سو-27" وأخرى من نوع "سو-25".

 

دعم بالطائرات

تعمل الولايات المتحدة مع بولندا، على إمكانية تقديم وارسو طائرات مقاتلة إلى أوكرانيا، بالتشاور مع الحلفاء، كما أكد متحدث باسم البيت الأبيض.

وقال المتحدث إن الولايات المتحدة تحدد القدرات التي يمكن أن نقدِّمها لإعادة تزويد بولندا، إذا قررت نقل الطائرات إلى أوكرانيا، مشيرًا إلى أن إرسال طائرات مقاتلة إلى أوكرانيا، قرار سيادي يتخذه أي بلد.

 

عقوبات كورية

قالت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية، إن كوريا الجنوبية ستفرض ضوابط على الصادرات ضد بيلاروسيا، لدعمها الغزو الروسي لأوكرانيا.

وأوضحت الوزارة -في بيان- أن الرقابة على الصادرات ستطبق بطريقة مماثلة لتلك التي فرضتها على موسكو.

وتابعت: «قررت حكومتنا تنفيذ الرقابة على الصادرات ضد بيلاروسيا، بموجب الحكم بأن بيلاروسيا تدعم عملياً غزو روسيا لأوكرانيا».

 

باب المفاوضات لم يغلق

بالموازاة مع الإجراءات الاقتصادية العقابية التي اتخذها الغرب، ودراسة دعم أوكرانيا بمزيد من الأسلحة، قال مفاوضون إن المحادثات الأوكرانية الروسية ستستأنف الاثنين.

وقال المفاوض الأوكراني ديفيد أراخامية عبر "فيسبوك"، إن وفدين من أوكرانيا وروسيا سيعقدان الجولة الثالثة من المحادثات غدًا، من دون تفاصيل.

وهو ما أكدته وكالة الأنباء الروسية الرسمية «تاس» الأحد، حسب المفاوض الروسي ليونيد سلوتسكي، الذي أكد -خلال بث مباشر بقناة «سولوفييف لايف» في يوتيوب- أن الجولة الثالثة من المحادثات ستعقد 7 مارس.

وقال سلوتسكي: «خلال الجولة الثانية، أظهر الجانب الأوكراني قدرته على التفاوض»، مشيرًا إلى أنهم «يدركون أن حياة الناس معرضة للخطر(..) هذه أولويتنا المشتركة، على الأقل هذا ما كان عليه الحال خلال المحادثات».

 

تايوان تساند

وخوفًا من تكرار مصير أوكرانيا، تجمع مئات الأشخاص في تايبيه، عاصمة تايوان، للاحتجاج على الغزو الروسي لأوكرانيا.

وكان من المتظاهرين أوكرانيون يعيشون في تايوان ونواب تايوانيون، ولوحوا بعلم أوكرانيا وتايوان، ورفعوا لافتات عليها «لا للحرب... تايوان تقف مع أوكرانيا».

وقال أناتولي باكوروف، أوكراني يعيش في تايوان منذ 10 سنوات: بينما يقارن بعض الناس تايوان بأوكرانيا، فإنني أكثر تفاؤلاً بمستقبل تايوان، مشيرًا إلى أن «الدولة المجاورة تعرف تكلفة الغزو»، في إشارة إلى الصين.

وتابع: «حتى لو كان جيشك أقوى بكثير، فذلك لا يعني شيئًا لأن المدنيين في هذا البلد الصغير سوف يجتمعون ويهاجمون دباباتك بلا أي أسلحة، لن تغزو أي بلد».

وقال أوليج نيفينجلوفسكي، أوكراني يعيش في تايوان منذ عامين: «أنا هنا تضامنًا مع شعب تايوان وجنسيات أخرى، أتوا إلى هنا للاحتجاج على الحرب».

وتابع: «من المهم أن يستيقظ الجميع ويرفعوا أصواتهم -كيفما أمكنهم- لتذكير الآخرين بأن هذه ليست مجرد حرب ضد أوكرانيا، بل ضد البشرية. كلنا نريد أن يتوقف ذلك، لا أستطيع رؤيته، أنا خائف على أمتي، وأخشى على شعبي».

وأقيم الاحتجاج بساحة الحرية في تايبيه، التي لعبت دورًا في انتقال تايوان من حكم الحزب الواحد إلى الديمقراطية في التسعينيات.

وتعهدت تايوان بتقديم دعمها لأوكرانيا، وأعلنت أنها ستتبرع بـ 27 طنًا من الإمدادات الطبية للبلاد، في حين أنه قد تكون هناك أوجه تشابه بين تايوان وأوكرانيا؛ فكلاهما ديمقراطيات صديقة للغرب، يمكن أن ينقلب وضعها الراهن بسبب الأنظمة الاستبدادية القوية.

ويتساءل الخبراء إلى أي مدى يمكن أن تستفيد بكين من الأزمة المتصاعدة في أوكرانيا، عندما يتعلق الأمر بأي إجراءات مستقبلية تجاه تايوان.

ففي حالة تايوان، يسعى الحزب الشيوعي الصيني إلى إعادة التوحيد مع الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي، التي يدعي أنها أراضيه، رغم أنه لم يحكمها، ولم يستبعد القيام بذلك بالقوة.