قادتنا أغبياء.. ترامب يمتدح بوتين الذكي وزيلينسكي الشجاع

قال ترامب وسط تصفيق حار: كما يعرف الجميع هذه الكارثة المروعة ما كانت لتحدث لو لم تزور انتخاباتنا. وأضاف أن حلف شمال الأطلسي يتسم بعكس الذكاء لفرضه عقوبات على روسيا، بدلًا من العمل على تدميرها، على الأقل نفسيًا.

قادتنا أغبياء.. ترامب يمتدح بوتين الذكي وزيلينسكي الشجاع
دونالد ترامب

السياق

عاد دونالد ترامب إلى الأضواء مجددًا، ليهاجم الرئيس الأميركي جو بايدن وحلف شمال الأطلسي، بسبب الأزمة الأوكرانية وتكرار مزاعم عن انتخابات 2020، التي يؤكد -بلا دليل- أنها سُرقت منه.

جاءت تصريحات ترامب، في خطاب أمام القاعدة الشعبية للجمهوريين في اللقاء السنوي "مؤتمر العمل السياسي للمحافظين" في مدينة أورلاندو بولاية فلوريدا.

وأمضى ترامب 86 دقيقة، في إعادة صياغة عدد من العبارات التي تثير حماسة مؤيديه، مهاجمًا "اليسار الراديكالي" و"حملة الاضطهاد" ضده.

وبينما كانت انفجارات هائلة تدوي في العاصمة الأوكرانية كييف، رأى ترامب أن سبب غزو هذا البلد ضعف بايدن، وأشاد بفكر الرئيس فلاديمير بوتين.

وقال وسط تصفيق حار: "كما يعرف الجميع هذه الكارثة المروعة ما كانت لتحدث لو لم تزور انتخاباتنا". وأضاف أن حلف شمال الأطلسي يتسم "بعكس الذكاء" لفرضه عقوبات على روسيا، بدلًا من العمل على "تدميرها، على الأقل نفسيًا".

وتابع الرئيس الأميركي السابق: "المشكلة لا تكمن في أن بوتين ذكي، وهو بالطبع ذكي(...) المشكلة أن قادتنا أغبياء جدًا".

وبعد عام من بقائه بعيدًا عن الأنظار إلى حد كبير، لا يترك الاستقبال الحماسي -الذي لقيه ترامب- مجالًا لشك كبير في هيمنته المستمرة على الحزب الجمهوري، رغم إجراءات لعزله مرتين خلال ولايته الرئاسية الوحيدة على رأس البلاد.

وردد الحشد الكبير من مؤيديه، الذين اعتمروا قبعات حمراء، هتافات بينها "أربع سنوات أخرى" و"إعادة عظمة أميركا"، وصفقوا بحرارة عندما انتقد ترامب "الطغيان المتيقّظ" و"ثقافة الإلغاء".

كما حيا الحشد بحماسة ترامب (75 عامًا) عندما قال إن إدعاء الحزب الديمقراطي بأنه ديمقراطي هراء، وإن مؤسس "فيسبوك" مايك زاكربرغ "اعتاد القدوم إلى البيت الأبيض والتذلل إليه".

وفي إشارة إلى احتمال ترشحه للانتخابات الرئاسية عام 2024، قال ترامب: "فعلنا ذلك مرتين وسنفعل ذلك مرة أخرى"، مؤكدًا ما يكرره من انتصاره على بايدن في انتخابات 2020، لكنه لم يحدد ما إذا كان سيترشح لتحدي بايدن مجددًا.

 

رجل شجاع

يكشف هذا المؤتمر، الذي يعد أكبر تجمع محافظ في البلاد، الخطوط العريضة لخطوات الجمهوريين في الأشهر المقبلة. وكان من المنتظر أن يضع ترامب "رؤية مستقبلية لأميركا" حسب المنظمين، بينما يسعى الجمهوريون إلى استعادة السيطرة على الكونغرس، في الانتخابات النصفية التي ستجرى في نوفمبر.

لكن بدلا من ذلك، تحدث بإسهاب عن هزيمته في انتخابات 2020 وادعاءاته الكاذبة، بأنها سُرقت منه بسبب عمليات تزوير على نطاق واسع. وحث الحشد على "الكفاح بكل ما أوتوا من قوة" أو مواجهة تدمير بلدهم.

كان هذا الخطاب مشابهًا لما صرح به خلال اقتحام حشد من مؤيديه لمبنى الكونغرس (الكابيتول) في السادس من يناير 2021. وقد عوقب بإجراءات عزل للمرة الثانية.

وجاء خطاب ترامب، بينما كانت الصواريخ الروسية تقصف ضواحي كييف، في أزمة متصاعدة تحولت إلى موضوع للنقاش في المؤتمر.

ووصف ترامب الرئيس المحاصر فولوديمير زيلينسكي، بأنه "رجل شجاع"، مدعيًا أن الزعيم الأوكراني ساعد في تبرئته من الفضيحة التي أدت إلى إطلاق إجراءات عزل ضده في المرة الأولى.

وخلال ولايته الرئاسية، حجب ترامب المساعدة العسكرية الحيوية عن الدولة الحليفة للولايات المتحدة، في محاولة لم تجد للضغط على زيلينسكي للتحقيق في اتهامات بالفساد لعائلة بايدن قبل انتخابات 2020.

وقالت المتحدثة باسم اللجنة الوطنية الديمقراطية أدونا بيل: "بعدما أمضى أربع سنوات في إضعاف أوكرانيا، اعتلى الرئيس السابق المهزوم المنصة في مؤتمر المحافظين، ليضاعف مدحه المشين لبوتين، بينما يحاول الأوكرانيون الأبرياء حماية أنفسهم من القنابل والصواريخ الروسية".