احتجاجات قوافل الحرية.. محاولات إخلاء في كندا ومواجهات بباريس ودول تستعد

في نيوزيلندا، لم يتمكن إعصار دوفي، الذي تسبب الأحد بانقطاع في التيار الكهربائي وبانزلاقات للتربة وبعمليات إجلاء في أنحاء البلاد، من ردع المتظاهرين المناهضين للقاحات كوفيد الذين يُخيّمون خارج البرلمان منذ ستة أيام.

احتجاجات قوافل الحرية.. محاولات إخلاء في كندا ومواجهات بباريس ودول تستعد

السياق

شهدت العاصمة الكندية تدفقًا جديدًا يوم السبت، من المتظاهرين المناهضين للحكومة وللقاحات، للأسبوع الثالث على التوالي، في حين تحركت الشرطة في أونتاريو لتفريق المتظاهرين الذين أغلقوا معبرًا حدوديًا حيويًا، بين الولايات المتحدة وكندا، في تحد لأمر قضائي يأمرهم بالمغادرة، بينما شهدت عواصم غربية مواجهات، بين قوات الأمن ومشاركين في احتجاجات مناهضة للقيود ضد كورونا.

 

قافلة الحرية

وعبر المحيط الأطلسي، أغلق المتظاهرون الفرنسيون، الذين حفزهم نظراؤهم الكنديون، شارع الشانزليزيه الأسطوري، الشريان المركزي في باريس مؤقتًا، رغم أمر منعهم من دخول العاصمة. 

وحفزت احتجاجات "قافلة الحرية" التي بدأها سائقو شاحنات كنديون نهاية يناير، معارضين لإجراءات مكافحة كورونا، فمن أوروبا إلى أستراليا، شكّلت المظاهرات التي كررت تكتيكات وشعارات القافلة الكندية تحديات للسلطات. 

وسعى السياسيون والشرطة إلى احتواء الاحتجاجات بنتائج متباينة، حيث لم تفعل التهديدات بالعقاب، سوى القليل لردع المتظاهرين، الذين تعهدوا بالعودة في الأسابيع المقبلة.

 

هتافات الحرية

وبالعودة إلى كندا، قال قائد شرطة أوتاوا بيتر سلولي للصحفيين، إن المعلومات الاستخباراتية أشارت إلى أن العدد الإجمالي للشاحنات والمتظاهرين، سيكون مماثلًا لما كان عليه نهاية الأسبوع الماضي، عندما غمر المدينة نحو 5000 شخص و1000 شاحنة، وأضاف: "رسالتنا لكم هي: لا تأتوا"، وإذا ارتكبت أعمالًا غير قانونية، ستكون هناك عواقب.

وبدأت شرطة وندسور تطبيق القانون بالقرب من جسر السفير،  وكتبت الشرطة على "تويتر": "نحث المتظاهرين على التصرف بشكل قانوني وسلمي".

بينما بدأت بعض المركبات الابتعاد عن المنطقة، ورفع المتظاهرون العلم الكندي وغنوا النشيد الوطني للبلاد وهم يهتفون "الحرية". 

 

عواقب وخيمة

وصف رئيس وزراء أونتاريو، دوج فورد، الاحداث بأنها "حصار" وأعلن حالة الطوارئ الإقليمية يوم الجمعة، محذرًا المتظاهرين من عواقب وخيمة، بما في ذلك غرامات تصل إلى 78500 دولار وأحكام بالسجن. 

وقال إنه سيدعو مجلس وزراء إقليمي للانعقاد، لاتخاذ إجراءات عاجلة لتوضيح أنه من غير القانوني، قطع البنية التحتية الحيوية.

وأغلقت شرطة تورنتو أجزاء من الطرق الرئيسة، لمنع سيارات المحتجين من الوصول إلى وسط المدينة، وقالت إنه لن يُسمح للمتظاهرين بنقل عبوات الوقود إلى هناك.

ومع ذلك، تجمع مئات المتظاهرين على أرض المجلس التشريعي في أونتاريو السبت، حسبما ذكرت شبكة التلفزيون الكندية جلوبال نيوز، حتى عندما أصدرت المدينة تحذيرًا من طقس شديد البرودة. 

ومن المتوقع أن تنخفض الحرارة إلى 5 درجات فهرنهايت ليلة الأحد.  وأظهرت لقطات مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي حشودًا من المتظاهرين، يسيرون في شوارع تورونتو ويهتفون ويحملون لافتات. 

وفي نوفا سكوتيا، أغلق المتظاهرون السبت محطة مارين أتلانتيك، نقطة انطلاق طرق العبارات المهمة، إلى المقاطعات الواقعة أقصى شرقي كندا. 

بدوره، تعهد  رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، الذي استبعد تعبئة الجيش لتفريق المتظاهرين "بتدخل شرطي قوي بشكل متزايد"، مضيفًا: "كل شيء على الطاولة، لأن هذا النشاط غير القانوني يجب أن ينتهي"، لكن لا يبدو أن أيًا من ذلك يزعج المتظاهرين، الذين استهدفوا أيضًا المعابر الحدودية في مانيتوبا وألبرتا، وكذلك سارنيا في أونتاريو.

 

التصدي للمحتجين

وقال مسؤولون في أوتاوا، إن المدينة ستطلب الأمر القضائي الخاص بها "للتصدي لأفعال المحتجين"، لكن لم يتم تحديد جلسة استماع.

 وأضاف قائد الشرطة سلولي: "هؤلاء المتظاهرون غير القانونيين ينفذون عملية معقدة للغاية وسلسة للغاية"، ودعت شرطة أوتاوا هذا الأسبوع إلى تعزيزات قائلة إنها تفتقر إلى الموارد لفض الاحتجاجات.  وقال ترودو للصحفيين، إن الحكومة الفيدرالية وفرت مئات من ضباط الشرطة للسلطات القضائية، بما في ذلك أوتاوا، وأضاف أنه لا يقبل الادعاء بأن مدينة أوتاوا "استنفدت أدواتها ومواردها".

ديان دينز، عضو مجلس المدينة الذي يرأس مجلس خدمات شرطة أوتاوا، ردت بأن تعليقات ترودو كانت "غير عادلة إلى حد ما". 

وقالت شرطة أوتاوا -في بيان صحفي السبت- إن الضباط غمرهم السلوك العدواني من المتظاهرين ليلة الجمعة، لكن القوة "تواصل نشر الموارد المتاحة"، وأضافت: "لدينا خطة لإنهاء هذا الاحتلال غير القانوني وانتظار التعزيزات اللازمة، إذ ألقت شرطة أوتاوا القبض على 26 بتهم جنائية وأصدرت أكثر من 2600 تذكرة.

وأشار المسؤولون إلى أن 90 في المئة من سائقي الشاحنات الكنديين تلقوا تطعيمًا كاملاً، ونأى تحالف الشاحنات الكندي "مجموعة صناعية رئيسة" بنفسه عن الاحتجاجات.

 

إغلاق الشانزلزيه

أما في باريس، فقطع المتظاهرون الفرنسيون، الذين أغلقوا أجزاء من شارع الشانزليزيه السبت، حركة المرور في أجزاء من أشهر شارع بالعاصمة، والدوار الذي يحيط بقوس النصر.

ووصل المتظاهرون إلى وسط باريس، رغم أمر منعهم من دخول العاصمة ونشر أكثر من 7000 شرطي.

وقالت السلطات إنها منعت 500 مركبة من الدخول، وعاقبت مئات الأشخاص.

 وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع، لتفريق المتظاهرين في شارع التسوق الفاخر وسط باريس، وأطلق المتظاهرون أبواق السيارات وكتبوا شعارات تطالب بإنهاء جواز  التطعيم.

 لكن أغلبية السيارات غادرت الشارع في وقت مبكر من المساء بالتوقيت المحلي، بينما استمرت المواجهة بين الشرطة والمتظاهرين ممن كانوا يسيرون على الأقدام.

كما توجهت قوافل مماثلة إلى مدن أوروبية أخرى السبت، ففي هولندا توقفت حركة المرور في أجزاء من لاهاي، مقر الحكومة الهولندية.  بينما يستعد المسؤولون في العاصمة البلجيكية بروكسل، لقوافل قد تصل إلى هناك الاثنين، رغم حظر الدخول.

نيوزيلندا على الخط

وفي نيوزيلندا، لم يتمكن إعصار دوفي، الذي تسبب الأحد بانقطاع في التيار الكهربائي وبانزلاقات للتربة وبعمليات إجلاء في أنحاء البلاد، من ردع المتظاهرين المناهضين للقاحات كوفيد الذين يُخيّمون خارج البرلمان منذ ستة أيام.

فقد رقص مئات منهم في الوحول على أنغام الموسيقى، مستوحين من القوافل الرافضة للقيود الصحّية التي شكّلها سائقو الشاحنات الكنديّين.

وحتّى العرض الذي قدّمه لهم المغنّي البريطاني، جيمس بلانت، من أجل التفاوض فشِل في إنهاء المأزق الذي وجدت سلطات ويلينغتون نفسها فيه.

وأقر نائب رئيس الوزراء غرانت روبرتسون على التلفزيون بأنّ لكل مواطن نيوزيلندي الحق في الاحتجاج السلمي، لكنّه قال إنّ هؤلاء المتظاهرين "ذهبوا إلى ما هو أبعد من هذا الحقّ بكثير".

وأضاف "أجد خطاب هذا الاحتجاج مقلقا جدا... هناك شيء محزن، هناك عنصر من نظريّة المؤامرة ترك الناس أنفسهم ينجرفون فيه".

وعلى غرار سائقي الشاحنات الكنديين الذين تسببوا بشل العاصمة أوتاوا، يُعارض المتظاهرون النيوزيلنديّون الإجراءات الصارمة لمكافحة كوفيد التي فرضتها الحكومة ويطالبون بإنهاء التطعيم المطلوب للأشخاص العاملين في قطاعات معيّنة مثل الصحّة.

ويبدو أنّ عزيمتهم زادت بعد تدخّل الشرطة الخميس واعتقال 122 شخصا.

منذ ذلك الحين، لم تعد الشرطة تلجأ إلى الاعتقالات، وحاولت السلطات ثني المحتجّين باستخدام خراطيم المياه.