الاحتجاجات تعود إلى خوزستان... إيران تعزل الإقليم إلكترونيًا

السلطات المحلية في خوزستان، قطعت الإنترنت، أو جعلته يتباطأ بشكل كبير في خوزستان، لمنع وصول أخبار اضطرابات المحتجين على أسعار الخبز، إلى بقية البلاد وخارجها، وحرمان المتظاهرين من جمع حشد للدعم في المناطق المجاورة

الاحتجاجات تعود إلى خوزستان... إيران تعزل الإقليم إلكترونيًا

السياق

مرة أخرى عاد إقليم خوزستان الغني بالنفط إلى بؤرة الاهتمام في إيران، بعد الاضطرابات التي شهدها، إثر ارتفاع أسعار الخبز بشكل كبير في الأيام الأخيرة.

فبعد عام تقريبًا من احتجاجات عمَّت إقليم خوزستان للمطالبة بالمياه، عاد سكانه إلى الشوارع، للمطالبة بتحجيم أسعار الخبز التي شهدت ارتفاعات قياسية خلال الأيام الماضية.

إلا أن السلطات الإيرانية لم تقابل تلك الاحتجاجات بالتفتيش عن أسبابها، بل عمدت إلى إخماد صوتها، قبل أن تمتد جذوتها أو تنتقل عدواها إلى كل أنحاء البلد الآسيوي، الذي يعاني أوضاعًا معيشية صعبة.

استقالة مسؤول

إلى لك، قرر نائب وزير الصناعة والمناجم والتجارة الإيرانية ورئيس منظمة حماية المستهلكين والمنتجين "عباس تابش"، السبت، تقديم استقالته من منصبه.

وعزا عباس تابش في رسالة الاستقالة التي بعثها إلى وزير الصناعة والمناجم والتجارة الإيرانية "رضا فاطمي أمين"، استقالته إلى "ظروف السوق السائدة حالياً".

قطع الإنترنت

وقالت صحيفة إيران إنترناشوينال، الناطقة بالإنجليزية، إن السلطات المحلية قطعت الإنترنت، أو جعلته يتباطأ بشكل كبير في خوزستان، لمنع وصول أخبار اضطرابات المحتجين على أسعار الخبز، إلى بقية البلاد وخارجها، وحرمان المتظاهرين من جمع حشد للدعم في المناطق المجاورة.

ومع الارتفاع المفاجئ لأسعار الخبز أربع مرات، يتوقع العديد من الإيرانيين احتجاجات واسعة النطاق، خاصة بعد أن أدى التضخم المستمر الذي وصل إلى 40% لاستنفاد الموارد المالية للناس، إلا أن آخر عنصر غذائي يمكن للأسر الفقيرة تحمُّله كان الخبز، وهو ما فقدوا القدرة على شرائه مؤخرًا.

وأكدت الصحيفة أن السلطات الإيرانية، فرضت حظر تجول في مدينة سوسنرد، بينما سُمع دوي أعيرة نارية في حي أبو ذر. وتحدثت تقارير عن دخول قوات الأمن بالقوة إلى المنازل، محذرة المواطنين من الانضمام إلى الاحتجاجات.

وقال مصدر لـ«إيران إنترناشونال»: «القوات الأمنية صعدت أسطح المباني وأطلقت الغاز المسيل للدموع على باحات بعض المنازل»، مضيفًا أنها كانت تحاول ترهيب سكان سوسنجرد، لمنعهم من الانضمام إلى الاحتجاجات.

تصرفات وحشية

وبحسب المصادر المحلية، فإن قوات الأمن دخلت «بوحشية» منازل النشطاء، محذرة من أنهم سيُقتلون إذا حضروا تلك الاحتجاجات.

وتظهر مقاطع فيديو على الإنترنت، خروج المواطنين الضائقين ذرعًا من النظام في مدينة إيذه بمحافظة خوزستان جنوبي غرب إيران إلى الشوارع، مرددين شعارات بينها: «خامنئي قاتل وولايته باطلة».

وقالت الناشطة السياسية الإيرانية عطوسة صباغ، عبر «تويتر»، إن النظام الإيراني عطل الإنترنت في محافظة  خوزستان بسبب الانتفاضة الشعبية، مضيفة: «يريدون ذبح الناس مرة أخرى».

وأشارت إلى أن محتجين أنزلوا العلم الإيراني من على مبان حكومية، احتجاجًا على الأوضاع، بينما نشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع لعدد من المتظاهرين الذين جالوا شوارع محافظة خوزستان.

وقالت ناشطة إيرانية تدعى نداء، إن الاحتجاجات تجري في إيزه، جنوبي إيران ضد ارتفاع أسعار الخبز، مشيرة إلى أن المحتجين رفعوا شعار «الموت لإبراهيم رئيسي».

 

هواء الحرية

وقال الصحفي الإيراني دار يوش معمار، إن مدنًا مختلفة في خوزستان من الشمال إلى الجنوب، شهدت أكثر الأمسيات والليالي أمانًا خلال الأشهر الستة الماضية.

وأكد أنه بعد الدعوة للاحتجاجات على ارتفاع الأسعار، أصبحت خوزستان أول محافظة في إيران، بدأ الناس فيها رفع أصواتهم احتجاجًا على الوضع الحالي.

وقال الصحفي الإيراني خوسرو كولباسي، عبر «تويتر»، إن الحكومة الإيرانية تطرح كوبونات الخبز بعد زيادة أسعار القمح، مشيرًا إلى أن وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية ربطت القرار بأزمة الأمن الغذائي العالمية المستمرة، التي وضعت اللوم على العقوبات الأمريكية ضد روسيا.

أسعار الخبز

وأعلن التلفزيون الايراني، في 26 أبريل الماضي رفع أسعار مختلف أصناف الطحين من 2500 تومان إلى 16900 تومان، بينما أشارت وكالة الأنباء الرسمية إلى أن الطريق الوحيد المتبقي هو تحرير الأسعار، أي ارتفاعات فلكية في سعر الخبز.

وارتفع سعر الخبز بعد ذلك بشكل سريع وغير مسبوق، لتتناقل وسائل التواصل الاجتماعي أنباء زيادات تصل إلى 50 ألف تومان للسندويش الواحد، ما أثار غضبًا واسعًا في مناطق مختلفة من البلاد.

وبصرف النظر عن هذه الصورة العامة، لا توجد تفاصيل لحجم الاحتجاجات، أو الاشتباكات المحتملة، أو الإصابات، أو إذا كانت الاضطرابات مستمرة.

كانت خوزستان بؤرة للاحتجاجات في مايو ويونيو 2021 عندما نزل الناس في العديد من المدن للمطالبة بالمياه، وسط سوء إدارة الحكومة للموارد المائية والجفاف، ما أدى إلى قتل ما لا يقل عن عشرة أشخاص برصاص قوات الأمن في الاضطرابات.