تراشق بين الدبيبة وساويرس بشأن مصلحة ليبيا... من أخطأ العنوان؟
بدأت قصة التراشق والسجال، بين رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس ورئيس الحكومة الليبية عبدالحميد الدبيبة، بعد تغريدة للأول، انتقد فيها استمرار الثاني على رأس السلطة، مفضلًا المنصب على مصلحة مواطنيه.

السياق
جدل جديد من نوع آخر كانت الساحة الليبية على موعد معه، بعد أن تراشق رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس، مع رئيس الحكومة المقالة من البرلمان الليبي عبدالحميد الدبيبة، بشأن مصلحة ليبيا.
ذلك الجدل، تحول إلى ساحة من الاتهامات المتبادلة، خاصة بعد أن دخلت الكتائب الإلكترونية على خط المواجهة، محاولة ترجيح كفة من يملك تمويلها عبدالحميد الدبيبة.
من أين بدأت القصة؟
بدأت قصة التراشق والسجال، بين رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس ورئيس الحكومة الليبية عبدالحميد الدبيبة، بعد تغريدة للأول، انتقد فيها استمرار الثاني على رأس السلطة، مفضلًا المنصب على مصلحة مواطنيه.
وقال رجل الأعمال المصري، عبر «تويتر»، إن التاريخ «سيذكر أن الدبيبة وقف فى طريق استقرار وطنه من أجل مصلحته الشخصية… فضَّل المنصب على مصلحة ليبيا».
سيذكر التاريخ ان الدبيبة وقف فى طريق استقرار وطنه من أجل مصلحته الشخصية …فضل المنصب عن مصلحةً ليبيا …
— Naguib Sawiris (@NaguibSawiris) April 29, 2022
تغريدة ساويرس، أثارت الكثير من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى إنها تحولت إلى «ترند» في ليبيا، بعد أن دخلت الكتائب الإلكترونية على خط المواجهة، زاعمة أن غضب رجل الأعمال المصري من الدبيبة، كان بسبب إلغاء الأخير مشاريع لشركات مصرية بينها شركة أوراسكوم التابعة له في ليبيا.
رواية أشار إليها ساويرس بنفسه، بعد أن أعاد تغريد لأحد تلك الحسابات التابعة للكتائب الإلكترونية قال فيها: «إنها عقود الطريق الدائري الثالث ورخص شبكة الجيل الخامس التي جعلته يعوي».
وفنَّد رجل الأعمال المصري، تلك الرواية التي لهجت بها ألسن وأيدي الكتائب الإلكترونية على موقع التواصل الاجتماعي، قائلًا: إنه «ليس لي أي نشاط في ليبيا ولن أعمل في ليبيا إلى أن تتخلص من المليشيات ويعود الاستقرار بعون الله».
الكتائب الإلكترونية
وقال ساويرس، متهكمًا على الكتائب الإلكترونية التي تردد وجهة نظر الدبيبة من دون أن تفهم: «تويتة واحدة حرَّكت كل الكتائب الإلكترونية التابعة للمليشيات فى طرابلس… عندى خبرة بالتعامل معها و البلوك خير رد... تحيا ليبيا».
وأكد رجل الأعمال المصري، أنه ليست لديه طموحات اقتصادية… «لقد حققت ما أردت والقناعة كنز لا يفنى، وأتكلم عن محبة لليبيا وليس لديّ دافع آخر … وكثيرون ينتقدون ويشتمون ولا يطرحون حلولًا».
وبينما لم يسأم ساويرس الرد على تغريدات الكتائب الإلكترونية، دخل رئيس حكومة ليبيا المقالة عبدالحميد الدبيبة على خط المواجهة، بعد أن غرد: «يبدو أنك قد أخطأت العنوان... هذه ليبيا (التاريخ) بلد الأسُود وموطن الحشمة وليست مهرجانا للتعري»، في إشارة منه إلى تنظيم رجل الأعمال المصري مهرجان الجونة السينمائي، بشكل سنوي.
يبدو أنك قد أخطأت العنوان.. هذه #ليبيا (التاريخ) بلد الأسُود وموطن الحشمة وليست مهرجان للتعري
— عبدالحميد الدبيبة Abdulhamid AlDabaiba (@Dabaibahamid) April 29, 2022
إلا أن رد الدبيبة كان سلاحًا انقلب ضده، بعد أن هاجمه رواد مواقع التواصل الاجتماعي في ليبيا، واصفينه بـ«الوهمي»، في إشاره إلى اغتصابه السلطة ورفضه تسليمها لخلفه فتحي باشاغا، الذي منحه البرلمان الثقة قبل أكثر من شهرين.
طرق دبلوماسية
واستهجن خالد المرغني، مدير مكتب الإعلام والاتصال باللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا رد الدبيبة قائلًا: «حقك كرئيس حكومة ترد ولكن ببيان رسمي على الأقل، تستنكر فيه ما ورد في تغريدة رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس بطريقة دبلوماسية من دون التهكم على شعوب ودول بعينها، فأنت (مسؤول حكومي) ولست صفحة عامة تدار بمجهولين على وسائل التواصل الاجتماعي».
وقال ليبي يدعى طارق الشلوي: «نجيب ساويرس انتقد الدبيبة نقدًا شخصيًا، فكان رد الدبيبة يطعن في مصر ومدافعًا عن ليبيا وكأن نجيب انتقد ليبيا! وهذه يا إخوتي الأعزاء يسموا فيها مغالطة رجل القش، يعني ترد على شي أو تدحض حجة خصمك ما قالهش أصلًا».
لم يكن الرد الغاضب على تغريدة الدبيبة من المواطنين والمسؤولين الحقوقيين فقط، بل إن هيثم التاجوري، آمر مليشيا ثوار طرابلس وأحد المحسوبين على معسكر رئيس الحكومة المقالة، أعرب عن غضبه، قائلًا: «عبدالحميد الدبيبة مفروض يحترم منصبه ويكون رده في المستوى ولكنه فعلاً وهمي».
ورغم الغضب الليبي من رد الدبيبة، فإن رجل الأعمال المصري لقنه درسًا ثانيًا، بعد أن رد على تغريدة «مهرجان التعري»، قائلًا: «لم أخطئ العنوان لكنك أخطأت فى ردك وأسلوبه».
وتابع ساويرس: «القضية ليست قضية مهرجانات أو الحشمة، القضية استقرار ليبيا ومستقبلها وقرارك الخاطئ بالتمسك بالسلطة على حساب وطنك، وسنرى إن شاء الله مستقبلًا مهرجانًا للثقافة وآخر للسينما في ليبيا، فهما ليسا رجسًا من الشيطان، مع خالص التهنئة بعيد الفطر المبارك».
لكن ما قصة العقود التي حاولت الكتائب الإلكترونية إثارتها؟
في يناير 2022، وقَّعت مصر وليبيا، عقودًا لاستكمال مشروع الطريق الدائري الثالث في العاصمة طرابلس، بعد أن تعثرت شركات برازيلية، في تنفيذه بسبب الأحداث الأمنية التي بدأت عام 2011.
ويبلغ طول الطريق الدائري الثالث 23 كيلومترًا، ويربط أحياء طرابلس من منطقة غوط الشعال غربًا إلى طريق الشط في اتجاه الشرق، مرورًا بأغلبية المناطق السكانية والخدمية في طرابلس، وتصل تكلفة المشروع إلى 3 3.734 مليار دينار ليبي.
ولم يقتصر توقيع العقود على الطريق المتعثر، بل إن البلدين وقَّعا كذلك عقد تنفيذ وتوسعة طريق إجدابيا – جالو بطول 252 كيلومترًا شرقي البلاد، وطريق أوباري غات بطول 360 كيلومترًا في الجنوب، في عقود قال عنها الدبيبة في ذلك الوقت، إنه استدعى لتنفيذها نخبة الشركات المصرية لإنجازها.
وبينما لم يكشف رسميًا عن إلغاء تلك العقود المبرمة بين الطرفين، إلا أن الكتائب الإلكترونية حاولت توجيه تلك النظرية، لتبرير موقف عبدالحميد الدبيبة.