كيف يمكن لإيلون ماسك تفجير فقاعة المعلومات المضللة الخاصة بأوباما؟

مع استحواذ مؤسس شركة تسلا للسيارات الكهربائية، الملياردير إيلون ماسك، على منصة التواصل الاجتماعي تويتر، والتعهد بالسماح بحرية التعبير، فإن فقاعة المعلومات المضللة ربما تنفجر.

كيف يمكن لإيلون ماسك تفجير فقاعة المعلومات المضللة الخاصة بأوباما؟

ترجمات-السياق

قال الكاتب الأمريكي جيسون ويليك، إنه يمكن أن يكتشف الناس قريباً أن كل ما يعرفونه عن "المعلومات المضللة" كان خاطئًا، مشيراً إلى أنه مع استحواذ مؤسس شركة تسلا للسيارات الكهربائية، الملياردير إيلون ماسك، على منصة التواصل الاجتماعي تويتر، والتعهد بالسماح بحرية التعبير، فإن فقاعة المعلومات المضللة ربما تنفجر.

وأضاف ويليك، في مقال لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية، أنه كثيرًا ما لقيت نظرية المعلومات المضللة، الخاصة بالمشكلات السياسية للولايات المتحدة اهتماماً كبيراً في وادي السيليكون، حيث لعبت شركات الإنترنت القوية دوراً نشطاً في تنقية أو قمع خطابات معينة كخاطئة أو مضللة، حتى أن وزارة الأمن الداخلي تستخدم الاختصار "MDM" أي المعلومات الخاطئة أو المضللة لوصف أي "تهديد إرهابي للولايات المتحدة".

مسار تويتر

رأى الكاتب أن تعهد ماسك بعكس مسار "تويتر" نحو جعل محتواه معتدلاً بشكل أكثر صرامة لا يزعزع الشركة فحسب، بل ينكر واحدة من أكثر النظريات تأثيراً في وسائل التواصل الاجتماعي  بالسنوات الأخيرة، كما أنه يرسل صدمة من خلال المؤسسات التي أقيمت للترويج لها، وبات الباب مفتوحاً لتفكير جديد في الحكم الذاتي وثورة المعلومات.

وأشار الكاتب إلى أن أفضل تفسير لظهور المعلومات المضللة، كان في مقال نشره جوزيف برنشتاين عام 2021، كتب فيه أن حركة "Big Disinfo" ظهرت خلال سنوات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في البيت الأبيض، وتحاول تحديد الأكاذيب المنتشرة عبر الإنترنت في وسائل الإعلام والأوساط الأكاديمية ومراكز السياسات.

وتابع: "وجدت Big Disinfo قوتها في أعلى مستويات السياسية الأمريكية، مثل لجنة اضطراب المعلومات التابعة لمعهد أسبن، والمجلس الأطلسي، ومجلس العلاقات الخارجية، وفي اليوم نفسه الذي استحوذ فيه ماسك على "تويتر"، ألقى الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما خطاباً عن التهديد الذي تتعرض له الديمقراطية من التعبير السياسي غير المنظم في مركز السياسة الإلكترونية بجامعة ستانفورد، وهو مركز كبير آخر تتابعه (Big Disinfo)".

وأضاف: "شهد مجال المعلومات المضللة في المؤسسات الأكاديمية وغير الربحية نِصف عقد رائع، من خلال جمع مبالغ ضخمة واستضافة المؤتمرات والدعوة بلا كلل، لفرض قيود أكثر صرامة على الكلام عبر الإنترنت، فالافتراض القائل إن كبح جماح المعتقدات الزائفة للأمريكيين، يمكن أن يخلصنا من الشعبوية ويعيد إنشاء المركز الليبرالي، بالتأكيد فكرة جذابة".

المعلومات المضللة

أشار الكاتب إلى أن خطاب أوباما قد يكون ذروة نشاط "Big Disinfo"، إذ يعتمد تمويل الحركة وطاقتها على الشعور بالزخم، وقد يؤدي استحواذ ماسك على "تويتر" إلى إرسال مجموعة الضغط الخاصة بالمعلومات المضللة إلى مستويات أعلى بكثير، ولكن إذا كان سيلتزم بمقاومة الانزلاق نحو جعل المنصة عبارة عن شبكة مغلقة ومجزأة أيديولوجياً على المدى الطويل، فقد يفقد هذا اللوبي نفوذه وموارده ومكانته.

ووفقاً للكاتب، فإن نظرية Big Disinfo للسياسة الأمريكية تبدو مقلوبة، إذ إنه ليس هناك شك في أن منصات التواصل الجديدة خلقت ما يسميها المحلل الإعلامي مارتن جوري "أزمة سلطة"، لكن فقدان مجموعة مشتركة من الحقائق في الولايات المتحدة، تحدث عنها أوباما في خطابه، لم يكن بين الناخبين الأقل تفاعلاً والمعرضين للتضليل، لكنه بدلاً من ذلك كان أكثر وضوحاً بين المتعلمين وأصحاب المعرفة العالية.

ووجدت دراسة شاملة عام 2017 نُشرت في "Proceedings of the National Academy of Sciences" أن "الأفراد الأكثر معرفة أكثر عرضة للتعبير عن معتقدات تتفق مع هوياتهم الدينية أو السياسية، في ما يتعلق بالقضايا التي أصبحت مستقطبة"، فعلى سبيل المثال، المحافظون الذين يتمتعون بأكبر قدر من المعرفة للحقائق العلمية، هم الأقل اهتماماً بتغير المناخ، في حين أن الليبراليين الذين يتمتعون بأكبر قدر من هذه الحقائق، هم الأكثر اهتماماً، لأن الوصول إلى المعلومات يؤدي إلى زيادة تباعد الناس في نظام مستقطب، حسب الكاتب.

ولفت الكاتب إلى أن هذه الأفكار تعود إلى عقود، إذ لاحظت دراسة أجرتها جامعة شيكاغو عام 1954 عن أنماط التصويت، أن "الناخبين الذين يقرأون ويستمعون بشكل أكبر هم الأقل انفتاحاً على الاقتناع برأي مخالف لرأيهم".

صدمة الخلاف

في غضون ذلك، فإنه من المرجح أن الناخبين الأقل مشاركة، ساعدوا في تماسك النظام وخففوا صدمة الخلاف والتغيير، وبعيداً عن إمكانية تقويضهم للديمقراطية، فإن هؤلاء الناخبين، الذين قد يكون لديهم المزيد من المعتقدات الخاطئة عن السياسة، يمثلون توازناً معتدلاً للنخب.

وأكد الكاتب أن هناك العديد من العقبات، لأن هناك بالطبع تعريفات مختلفة للتضليل والمشاركة السياسية، وطرق مختلفة لجذب الناخبين الأمريكيين، كما أن اللوبي الذي يضم هؤلاء الذين يرغبون في الإشراف على المحتوى الموجود على الإنترنت، يقدم نفسه على أنه حصن ضد الاستبداد، من خلال إبقاء شخصيات مثل ترامب خارج الإنترنت، لكن إذا كان من السهل التلاعب بالناخبين من خلال التعرض للمزاعم الكاذبة لأحد الشخصيات السياسية، فلماذا إذًا يستحق النظام الديمقراطي هذا الدفاع الشاق في المقام الأول؟

وقال ويليك إنه منذ انتخاب أوباما حتى ما يعرف بـ"الربيع العربي"، فإنه غالباً ما كان هناك ثناء على وسائل التواصل الاجتماعي، كأفضل مثال للديمقراطية، لكن منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وانتخاب ترامب، تحوَّلت تلك النشوة إلى ذعر كبير، وقد يكون شراء ماسك "تويتر" نقطة تحول أخرى في التاريخ، سريع الحركة للديمقراطية والتكنولوجيا، لكن دعونا نأمل هذه المرة أن تتمكن أمريكا من وضع هذه العلاقة على أسس أكثر صلابة.