إعلان النصر أم الحرب... ماذا سيفعل بوتين في 9 مايو؟
بوتين قد يغتنم الفرصة لإعلان حرب جديدة على من يسميهم النازيين في العالم لتحفيز الشعب الروسي لإطلاق حملة عسكرية جديدة على أوكرانيا

ترجمات – السياق
مخاوف بريطانية متزايدة وتحذير أطلقه مركز استراتيجيات الدفاع ومقره أوكرانيا، من أن 500 مقاتل أسير قد يُجبرون على المرور عبر الميدان الأحمر بالعاصمة موسكو أمام الكاميرات لتصويرهم.
كشفت صحيفة تايمز البريطانية، عن احتمال عرض الكرملين مئات من أسرى الحرب الأوكرانيين، خلال عرض عسكري احتفالًا بيوم النصر الروسي، في التاسع من مايو الجاري.
وحسب الصحيفة، يقام خلال هذا اليوم، موكب كبير للرئيس فلاديمير بوتين ضمن فعاليات ما يُعرف بيوم النصر داخل روسيا، احتفالًا بهزيمة الاتحاد السوفيتيي للفاشية في الحرب العالمية الثانية.
النصر على أوكرانيا
وبينت "تايمز"، أن المخاوف الغربية، تأتي بعد ساعات من إعلان روسيا أنها تحتجز 2000 أسير حرب، بمن فيهم جنود بريطانيون سابقون، مشيرة إلى أن لندن تشعر بالقلق حيال متطوعين بريطانيين ألقت موسكو القبض عليهم في أوكرانيا، إذ من المتوقع أن تعرضهم أيضًا في احتفالات يوم النصر.
وتوقعت أن يكون بين المقاتلين الذين أسروا، المقاتلان البريطانيان أيدن أسلين، 28 عامًا وشون بينر ، 48 عامًا ، اللذان أسرا أثناء الدفاع عن ماريوبول مما وصفتهم الصحيفة بالغزاة الروس.
وتحتفل موسكو كل عام باستعراض النصر من خلال قيام الآلاف من الجنود الروس بمسيرة عبر الميدان الأحمر، من المقرر أن يكون في 9 مايو الجاري.
تعبئة جماهيرية
ونقلت الصحيفة البريطانية عن محللين توقعهم بأن يستغل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الحدث، لإعلان الحرب رسميًا على أوكرانيا، مشيرة إلى أن بوتين -حتى الآن- يعد الحرب الدائرة في أوكرانيا مجرد (عملية عسكرية خاصة).
كان وزير الدفاع البريطاني، بن والاس، توقع أن يستخدم بوتين العرض العسكري لإعلان حرب جديدة ليس فقط ضد أوكرانيا، ولكن ضد "النازيين" في العالم.
وقال والاس لراديو إل بي سي: بوتين قد يغتنم الفرصة لإعلان "حرب جديدة" على من يسميهم النازيين في العالم لتحفيز الشعب الروسي لإطلاق حملة عسكرية جديدة على أوكرانيا.
وقال والاس صباح الجمعة: "لن أفاجأ... من المحتمل أن يعلن في عيد العمال" أننا الآن في حرب مع النازيين في العالم ونحتاج إلى تعبئة جماهيرية للشعب الروسي".
وتوقع والاس أن يشحن بوتن الشعب الروسي لتشجيعهم على التجنيد، من أجل توسيع عمليته العسكرية في أوكرانيا، بعد "فشل" المرحلة الأولى، وفقًا لوزير الدفاع البريطاني.
آلاف القتلى
وحسب الصحيفة، فإن روسيا بحاجة ماسة لجنود جدد، بعد أن قدر المسؤولون الغربيون والأوكرانيون أن ما لا يقل عن 10000 جندي روسي قُتلوا في الحرب منذ بدء الغزو الروسي قبل ما يزيد على شهرين.
وأوضحت أن روسيا حريصة أيضًا على تجنُّب المخاطر، التي قد تؤدي إلى المزيد من الخسائر في صفوف قواتها المستنزفة بالفعل، واصفة تكتيك الحرب البرية في ماريوبول بأنه "حذر للغاية".
في غضون ذلك -حسب الصحيفة- أحرزت القوات الأوكرانية تقدمًا كبيرًا في دفع الروس للتراجع حول خاركيف، في الطرف الشمالي الغربي لمنطقة دونباس.
تقارير استخباراتية أمركية
وتوقعت "تايمز" أن تتضمن خيارات بوتين أيضًا خلال يوم النصر، إعلان ضم الأراضي الانفصالية لوهانسك ودونيتسك شرقي أوكرانيا رسميًا، أو الدفع الكبير نحو أوديسا في الجنوب، أو إعلان السيطرة على مدينة ماريوبول الساحلية الجنوبية.
ونقلت عن مايكل كاربنتر سفير الولايات المتحدة لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا قوله: الولايات المتحدة لديها تقارير استخباراتية "موثوقة للغاية" تفيد بأن روسيا ستحاول ضم لوهانسك ودونيتسك "في وقت ما منتصف مايو".
وأردف كاربنتر: "لدى موسكو خطة مماثلة بالنسبة إلى خيرسون"، المدينة الأوكرانية الساحلية التي سيطرت عليها إثر العملية العسكرية التي بدأت في 24 فبراير، وقال: "نعتقد أن هذه المعلومات ذات مصداقية كبيرة".
البضائع المنهوبة
وبينت "تايمز" أن بوتين يطالب المقاطعات الواقعة أقصى شرقي روسيا بتزويده بمجندين ومتطوعين جدد، مشيرة إلى أن الكرملين يركز تجنيده على الشرق الأقصى وسيبيريا، للحفاظ على الحرب في أوكرانيا، حيث كشفت دراسات لمركز استراتيجيات الدفاع الأوكراني أن القوات الروسية التي تقاتل في أوكرانيا جرى تشكيلها إلى حد كبير من وحدات متمركزة في مقاطعات بعيدة عن موسكو.
وحسب الصحيفة، أظهرت لقطات جرى تسريبها من كاميرات المراقبة من مكتب بريد بيلاروسي في وقت مبكر من الصراع، الجنود الروس وهم يرسلون البضائع المنهوبة من أوكرانيا إلى أماكن تشمل ألتاي كراي، وهي مقاطعة نائية في سيبيريا على الحدود مع كازاخستان، وأوسوريسك، وهي بلدة خارج فلاديفوستوك، بالقرب من الحدود مع الصين.
ولتأكيد ذلك، نقلت الصحيفة عن موقع إخباري روسي قوله: لم يُقتل أي شخص تقريبًا من موسكو أو سان بطرسبرغ في معارك أوكرانيا، وبدلًا من ذلك، فإن القوات من مناطق شرقي سيبيريا وشمالي القوقاز شكلت معظم الضحايا الروس.