ليبيا.. شبح تأجيل الانتخابات يلوح في الأفق وتظاهرات لدعم إجرائها في موعدها

تصريحات البرلماني الليبي، تزامنت مع تظاهرات في مدن سرت وطرابلس وسوكنة وطبرق وسبها، تطالب بعدم تأجيل الانتخابات، وإعلان القوائم النهائية للمرشحين، ودعم اللجنة العسكرية الليبية المشتركة 5+5 في مهامها.

ليبيا.. شبح تأجيل الانتخابات يلوح في الأفق وتظاهرات لدعم إجرائها في موعدها

السياق

قبل 9 أيام من إجراء أول انتخابات رئاسية في تاريخ ليبيا، يلوح شبح تأجيل الاستحقاق الدستوري المقبل في الأفق، بينما خرجت تظاهرات في مدن ليبية، للتنديد بأي تأجيل محتمل.

سيناريو التأجيل، أكده رئيس لجنة الشؤون الداخلية في مجلس النواب سليمان الحراري، داعيًا السلطات الليبية وأبرزها مجلس النواب، إلى تحمُّل مسؤولياته والتحدث بشكل صريح وحاسم إلى الشعب الليبي، بعدم إمكانية إجراء الانتخابات المقررة في 24 ديسمبر الجاري، في موعدها.

وقال الحراري، في الرسالة التي نشرها مجلس النواب، إنه يأسف لعدم صدور أي موقف رسمي، رغم المعطيات التي وصفها بـ«القوية» وتشير إلى ضرورة تأجيل موعد الانتخابات، داعياً رئيس المفوضية العليا للانتخابات عماد السايح، إلى الخروج بشكل علني وإعلان عدم قدرة المفوضية على إجراء الانتخابات في موعدها المقرر فنيًا.

وأضاف البرلماني الليبي، أن الحكومة ووزير داخليتها مطالبان بالإقرار بـ«تقصيرهما الكبير»، في ما يتعلق بتأمين العملية الانتخابية، مشيرًا إلى أن ما تعرضت له المحاكم من اعتداء، وإغلاق مراكز الاقتراع في الأيام الماضية، خير دليل على هذا «التقصير»، مؤكدًا أن على وزير الداخلية توضيح أن الوزارة غير قادرة على تأمين الانتخابات وضمان نزاهتها .

 

البعثة الأممية

وعن دور البعثة الأممية، قال رئيس لجنة الشؤون الداخلية في البرلمان، إن دورها يقتصر على تقديم الدعم الفني للسلطات الليبية، وليست الوصاية عليها ولا على إرادة الشعب الليبي، مطالبًا إياها بالالتزام بعدم التدخل في الشؤون الداخلية أو الانحياز لطرف.

وأوضح الحراري، أن «إصرار البعثة على أجسام سياسية موازية والتعامل معها وتجاوزها لمجلس النواب المنتخب، زاد الأزمة تعقيدًا، إضافة إلى تجاوز المسار الديمقراطي»، مطالباً البعثة الأممية بنشر نتائج التحقيق في قضية الرشى، التي مُنحت لبعض أعضاء لجنة الحوار السياسي، في فبراير الماضي، قبل إعلان السلطة التنفيذية الجديدة في ليبيا.

وأكد رئيس لجنة الشؤون الداخلية، أن من حق الشعب الليبي أن يعلم مستجدات العملية الانتخابية، وألا يتم «تضليله وتغييب الحقائق عنه»، داعياً المجتمع الدولي إلى احترام إرادة الشعب الليبي وتقديم كل عون، لإجراء انتخابات نزيهة وذات مصداقية.

 

تظاهرات

تصريحات البرلماني الليبي، تزامنت مع تظاهرات في مدن سرت وطرابلس وسوكنة وطبرق وسبها، تطالب بعدم تأجيل الانتخابات، وإعلان القوائم النهائية للمرشحين، ودعم اللجنة العسكرية الليبية المشتركة "5"+5 في مهامها.

كما يتزامن مع إعلان المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في ليبيا، بأنها سلَّمت البرلمان الليبي، التقرير النهائي الخاص بمرحلة الطعون الانتخابية لانتخاب رئيس الدولة.

وقالت مفوضية الانتخابات، إنها أحالت التقرير إلى اللجنة المشكلة من أعضاء مجلس النواب المعنية بمتابعة العملية الانتخابية، خلال اللقاء الذي عُقد الأربعاء بين رئيس مجلس المفوضية عماد السايح، ورئيس لجنة مجلس النواب الهادي الصغير، بديوان مجلس المفوضية.

وأشارت إلى أن السايح سلَّم رئيس اللجنة التقرير الذي كان قد طلبه مجلس النواب من المفوضية، متضمناً بيانات وتفاصيل ملف الطعون الانتخابية الخاصة بالمرشحين لمنصب رئيس الدولة، وفقًا لمواد القانون رقم (1) لسنة 2021، واللوائح التنفيذية المنبثقة عنه.

 

دعم المفوضية

وفي إطار دعم المفوضية، التقى المدير الإقليمي للمنظمة الدولية للنظم الانتخابية (IFES) دانييل روبنستين، عماد السايح، لمناقشة ملف التعاون مع منظمة أيفس، كمنظمة متخصصة في الشأن الانتخابي، والدور الداعم الذي تقدمه للمؤسسات الانتخابية في دول العالم الديمقراطي.

وأعرب رئيس مجلس المفوضية السايح، عن تقديره لمنظمة أيفس ودعمها للمفوضية منذ تأسيسها، وما قدمته من دورات تدريبية وبرامج توعية وأنشطة متميزة، أضافت الخبرة والمعلومات إلى فرق العمل بالمفوضية.

تلك التصريحات والموقف البرلماني، بعد ساعات من اندلاع مواجهات مسلحة بين مليشيات مسلحة، وقوات تابعة للجيش الليبي، في مدينة سبها جنوبي ليبيا، أسفرت عن مقتل أحد المليشيات وإصابة آخرين، وحركة نزوح كبيرة من مناطق الاشتباكات.

وبحسب مصادر لـ«السياق»، فإن المليشيات المسلحة، التي يرأسها مسعود الجدي والموالية للمجلس الرئاسي الليبي، شنت فجر الثلاثاء، هجومًا مفاجئًا، على تمركزات إحدى كتائب اللواء طارق بن زياد التابعة للقوات المسلحة في مدينة سبها، جنوبي ليبيا.

وقالت مصادر «السياق»، إن قوات اللواء طارق بن زياد، تمكنت من التصدي للهجوم، خاصة بعد وصول تعزيزات للقوات المسلحة، مشيرة إلى أن المليشيات التي يرأسها مسعود الجدي، فرت من دون أي أثر ملموس على الأرض.

وعن الرواية المتداولة، بتمكن تلك المليشيات من دخول مقر المخابرات العسكرية في سبها، نفت المصادر الليبية، صحة تلك الرواية، مشيرة إلى أن قوات الجيش تمكنت من التصدي لتلك المليشيات، التي حاولت السيطرة على أماكن تمركز الجيش، مستخدمة الأسلحة الثقيلة.

 

الجيش يحذر

الرواية التي دعمتها مصادر عسكرية ليبية، أيدها مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الليبي، اللواء خالد المحجوب، قائلًا، في تصريحات صحفية إن المليشيات المسلحة تحاول زعزعة أمن الجنوب الليبي واستقراره.

وبحسب مصادر ليبية، فإن تلك الاشتباكات تسببت في تعطل الدراسة في مدارس وجامعة المدينة، إضافة إلى إغلاق المصالح الحكومية، مؤكدة أن الحركة تبدو شبه معدومة، بالبلدة الواقعة في الجنوب الليبي.

كما تداول نشطاء من سبها مقاطع فيديو منسوبة لتلك الاشتباكات، عبر «فيسبوك»، حيث سُمع فيها دوي طلقات أسلحة خفيفة ومتوسطة.

وبحسب مراقبين، فإن اشتباكات سبها، محاولة من المليشيات المسلحة لإفساد مساعي توحيد الجيش الليبي، بعد اللقاء الأول من نوعه، الذي عقد قبل أيام في مدينة سرت، بين الفريق عبدالرازق الناظوري المكلف بمهام القائد العام للجيش الليبي، ورئيس الأركان العامة في حكومة تصريف الأعمال الفريق أول ركن محمد الحداد، الذي اتفقا خلاله على توحيد المؤسسة العسكرية، قريًا من دون تدخل أحد.

وأكد المراقبون، أن محاولة المليشيات المسلحة لإفساد تلك المساعي ستبوء بالفشل، خاصة أن هناك تأييدًا شعبيًا ودوليًا لمساعي القوات المسلحة للتوحيد وجمع شتاتها في الشرق والغرب الليبي.