سيفا الغرامة والحظر... تحذيرات أوروبية لإيلون ماسك بعد شرائه تويتر
يتعين على الملياردير الأميركي، إيلون ماسك، دفع شرط جزائي قدره مليار دولار، إذا ألغي اتفاقه لشراء شركة تويتر مقابل 44 مليار دولار نقدًا

ترجمات - السياق
بعد ساعات من إعلان استحواذه على "تويتر"، تلقى الملياردير الأمريكي إيلون ماسك تحذيرات قوية من الاتحاد الأوروبي، بشأن ضرورة حماية مستخدمي منصة التواصل الاجتماعي من المحتوى الضار.
وتعهد ماسك بتخفيف القيود على المحتوى، وهو ما أثار مخاوف مجموعات حقوقية، من تزايد التنمُّر وانتشار الأخبار الكاذبة على الموقع.
وحذرت بروكسل إيلون ماسك، من أن "تويتر" بعد أن أصبح ملكيته، يجب أن يلتزم بالقواعد الرقمية الجديدة للاتحاد الأوروبي، أو المخاطرة بغرامات ضخمة أو حتى الحظر، ما يمهد الطريق لمعركة تنظيمية عالمية بشأن مستقبل منصة التواصل الاجتماعي.
وقال تيري بريتون، مفوض الاتحاد الأوروبي للسوق الداخلية، لصحيفة فاينانشيال تايمز، إن ماسك يجب أن يتبع القواعد الخاصة بتعديل المحتوى غير القانوني والضار عبر الإنترنت، بعد أن قبلت "تويتر" عرض الملياردير البالغ 44 مليار دولار.
وأضاف بريتون: "نرحب بالجميع، نحن منفتحون، لكن بشروطنا، إيلون، هناك قواعد... أهلًا وسهلًا، لكن هذه هي قواعدنا لن تطبق القواعد الخاصة بك هنا".
وقال: "سواء كانت شركة سيارات أم موقع تواصل اجتماعي، أي مؤسسة تعمل في الاتحاد الأوروبي ملزمة باحترام قوانينا، بصرف النظر عن مالكيها".
وذكر مفوض الاتحاد الأوروبي تيري بريتون أنه سواء تعلَّق الأمر بالمضايقات عبر الإنترنت، أم ببيع المنتجات المقلدة، وصولًا إلى دعوات الأعمال الإرهابية، يتعين على "تويتر" الالتزام باللوائح الأوروبية غير الموجودة في الولايات المتحدة.
ساحة رقمية
يمكن لصفقة ماسك بشأن "تويتر" أن تحوِّل الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا، الذي استخدم المنصة لمهاجمة المنظمين في المنصة ونقاده، إلى بارون وسائل التواصل الاجتماعي، نظرًا لأن ملايين الأشخاص يعتمدون على المنصة، التي تتخذ من سان فرانسيسكو مقراً لها للحصول على الأخبار.
ويعد ماسك نفسه من أنصار "حرية التعبير المطلقة"، وسبق أن انتقد سياسة "تويتر" المتعلقة بمراجعة المحتوى، معللًا موقفه بأن الموقع ينبغي أن يكون منتدى حقيقيًا لحرية التعبير.
وقال ماسك، لدى إعلانه الصفقة: "حرية التعبير أساس عمل الديمقراطية، وتويتر بمنزلة تايم سكوير الرقمي، تناقَش فيه القضايا التي تهم مستقبل الإنسانية".
تأتي التعليقات من بريتون، أحد أكثر المنظمين الرقميين نفوذاً في أوروبا، بعد أيام من توقيع بروكسل تشريعًا جديدًا من شأنه إجبار شركات التكنولوجيا الكبرى، على مراقبة المحتوى عبر الإنترنت، بشكل أكثر فعالية.
في عرضه لشراء "تويتر"، أوضح ماسك خططًا لتخفيف سياسات تعديل المحتوى لمنصة التواصل الاجتماعي، واصفًا نفسه بأنه "مناصر مطلق لحرية التعبير".
ويأمل السياسيون الجمهوريون في الولايات المتحدة أن تمهد الصفقة الطريق أمام دونالد ترامب للعودة إلى "تويتر"، بعد حظر الرئيس السابق، لخرقه -مرارًا وتكرارًا- قواعدها المتعلقة بخطاب الكراهية والمعلومات المضللة.
خطط ماسك
لكن بريتون قال إنه يريد تقديم "فحص للواقع" لخطط ماسك لتعديل أقل صرامة. وحذر مفوض الاتحاد الأوروبي، الذي كان أساسيًا في التفاوض على قانون الخدمات الرقمية الجديد، من أن عدم الامتثال من "تويتر" يخاطر بحظرها في أوروبا.
وقال: "أي شخص يريد الاستفادة من هذا السوق عليه أن يلتزم بقواعدنا. يتعين على مجلس إدارة تويتر التأكد من أنه إذا كان يعمل في أوروبا، يتعين عليه الوفاء بالالتزامات، بما في ذلك الإشراف، والخوارزميات المفتوحة، وحرية التعبير، والشفافية في القواعد، والالتزامات بالامتثال لقواعدنا الخاصة لخطاب الكراهية، ومكافحة الإباحية والمضايقات".
وأضاف: إذا لم يلتزم موقع تويتر بقانوننا، ستكون هناك عقوبات -6 في المئة من الإيرادات، وإذا استمرت، ستُحظر المنصة من العمل في أوروبا".
ويجبر قانون الخدمات الرقمية منصات مثل "تويتر" على الكشف للمنظمين عن كيفية تعاملهم مع محتوى مثل المعلومات المضللة والدعاية الحربية. هذه القواعد الرائدة جزء من دفعة من القوانين التي اتخذها بروكسل للحد من قوة تأثير المنصات الكبيرة على الإنترنت، بما في ذلك "فيسبوك" و"غوغل".
الشهر الماضي، كشف الاتحاد الأوروبي أيضًا عن قانون الأسواق الرقمية، الذي يهدف إلى الحد من قوة شركات التكنولوجيا الكبرى، بما في ذلك فرض حظر على المنصات التي تروِّج لخدماتها قبل المنافسين.
شرط جزائي
من جهة أخرى، يتعين على الملياردير الأميركي، إيلون ماسك، دفع شرط جزائي قدره مليار دولار، إذا ألغي اتفاقه لشراء شركة تويتر مقابل 44 مليار دولار نقدًا.
وكشفت "تويتر" في بيان، نشرته "رويترز" أن أحد الشروط التي توجب على ماسك الدفع، فشل الصفقة بسبب عدم تقديم المطلوب من السيولة أو المديونية أو تمويل قروض مضمونة بأسهم.