بايدن: رحلتي المقبلة إلى أوروبا... لتوحيد ديمقراطيات العالم
أضاف الرئيس الأمريكي، أنه سواء كان الأمر يتعلَّق بإنهاء جائحة كوفيد-19 في كل مكان، أو تلبية متطلبات أزمة المناخ المتسارعة، أو مواجهة الأنشطة الضارة لحكومتي الصين وروسيا، فإنه يجب على الولايات المتحدة، أن تقود العالم، من موقع القوة.

ترجمات السياق
أعلن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أن رحلته الخارجية الأولى، خلال فترة رئاسته، التي من المقرَّر أن تبدأ الأربعاء المقبل، إلى أوروبا، ستكون تجسيداً لالتزام بلاده المتجدِّد تجاه حلفائها وشركائها، ولإظهار قدرة الديمقراطيات، على مواجهة التحديات والردع، فضلاً عن تهديدات العصر الجديد، وذلك في ظل ما وصفها بـ"حالة عدم اليقين" العالمي، التي لا يزال العالم يكافح فيها جائحة، تحدث مرة واحدة في القرن.
وقال بايدن، في مقال كتبه بصحيفة واشنطن بوست، إن الرحلة ستكون حافلة بالاجتماعات مع العديد من أقرب شركاء الولايات المتحدة الديمقراطيين، بما في ذلك مجموعة الـ7، وحلفائها في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وقيادة الاتحاد الأوروبي، وإنها ستشهد في نهايتها، اجتماعاً مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين.
وأضاف الرئيس الأمريكي، أنه سواء كان الأمر يتعلَّق بإنهاء جائحة كوفيد-19 في كل مكان، أو تلبية متطلبات أزمة المناخ المتسارعة، أو مواجهة الأنشطة الضارة لحكومتي الصين وروسيا، فإنه يجب على الولايات المتحدة، أن تقود العالم، من موقع القوة".
وأشار بايدن، إلى أنه بفضل خُطة الإنقاذ الأمريكية، واستراتيجية التطعيم الموجودة لديها، فإن اقتصاد البلاد ينمو الآن بشكل أسرع من أي وقت مضى، منذ ما يقرب من 40 عاماً، قائلاً إنه استطاع توفير فرص عمل، في الأشهر الأربعة الأولى من إدارته، أكثر من أي رئيس آخر، وتابع: "بما أن الانتعاش الاقتصادي لأمريكا، يساعد في دفع عجلة الاقتصاد العالمي، فإن الولايات المتحدة ستكون أقوى وأكثر قدرة، عندما تحيط بها الديمقراطيات الأخرى، التي تشاركها القيم والرؤى المستقبلية نفسها".
وأكد بايدن، أن هذا هو جدول الأعمال، الذي سيقدِّمه في كل محطة، خلال زيارته المقبلة لأوروبا، موضحاً أنه في المملكة المتحدة، بعد لقائه المقرَّر مع رئيس الوزراء، بوريس جونسون، لتأكيد خصوصية العلاقة بين البلدين، سيشارك في قمة مجموعة الـ7، مشيراً إلى أن هذه المجموعة، من الديمقراطيات والاقتصادات الرائدة، لم تلتقِ وجهاً لوجه منذ عامين، بسبب فيروس كورونا، وسيكون إنهاء هذا الوباء، وتحسين الأمن الصحي لجميع الدول، ودفع انتعاش اقتصادي عالمي قوي وشامل، على رأس أولوياتها.
وتابع: "مع عودة الولايات المتحدة، إلى قضية تغيُّـر المناخ، لدينا فرصة لتحقيق تقدُّم طموح، يحد من هذه الأزمة، من خلال دفع التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة".
ورأى بايدن، أن زيادة قدرة الديمقراطيات على المنافسة، وحماية شعوبها من التهديدات غير المتوقَّعة، تتطلبان الاستثمار في البنية التحتية، مؤكداً أن الديمقراطيات الكبرى في العالم ستقدم بديلاً، عالي المستوى، للصين، لتحسين البنية التحتية المادية، والرقمية، والصحية، للتمكُّن من دعم التنمية في العالم.
ولفت بايدن، إلى أنه بالنظر لأن التقنيات الجديدة، تعيد تشكيل العالم الآن بشكل أساسي، كما أنها تكشف نقاط الضعف لدينا، مثل هجمات برامج الفِدية، يجب أن تضمن ديمقراطيات العالم معاً، أن قيمها هي التي تحكم استخدام هذه الابتكارات وتطويرها، وليس مصالح المستبدين.
وأكد بايدن، أن هذه القيم الديمقراطية المشتركة، أساس ما وصفه بالتحالف الأنجح في تاريخ العالم، معلناً أنه سيؤكد، خلال قمة الناتو، في بروكسل، التزام الولايات المتحدة بالمادة 5 (تنص على أن الهجوم على أي عضو من أعضاء الحلف يُعَـدُّ هجوماً على جميع أعضائه)، لضمان أن يكون هذا الحلف قوياً في مواجهة أي تحدٍّ، بما في ذلك الهجمات الإلكترونية على البنية التحتية الحيوية.
وتابع: "أثناء وجودي في بروكسل، سألتقي رئيس المفوضية الأوروبية، ورئيس المجلس الأوروبي، لمناقشة التنسيق بشكل وثيق، بين الولايات المتحدة وأوروبا، بشأن التحديات العالمية، وسنركز على ضمان قيام ديمقراطيات السوق، وليس الصين ولا أي بلد آخر، بكتابة قواعد القرن الحادي والعشرين المتعلِّقة بالتجارة والتكنولوجيا، كما سنواصل السعي إلى تحقيق هدف أوروبا كاملة وحرة وفي سلام".
وقال: "لذلك، فإنني عندما ألتقي بوتين، في جنيف، سيكون ذلك بعد مناقشات رفيعة المستوى مع الأصدقاء، والشركاء، والحلفاء، الذين يرون العالم من خلال عدسة الولايات المتحدة نفسها، والذين جدَّدنا معهم اتصالاتنا وهدفنا المشترك".
وأضاف: "نقف متحدين، للتصدي لتحديات روسيا للأمن الأوروبي، بدءاً من عدوانها على أوكرانيا، ولن يكون هناك شك، في عزم الولايات المتحدة على الدفاع عن قيمنا الديمقراطية، التي لا يمكننا فصلها عن مصالحنا".
وأكد بايدن أنه كان واضحاً ومباشراً، في مكالماته الهاتفية مع بوتين، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى الصراع، بل تريد علاقة مستقرة، وقابلة للتنبؤ، حيث يمكنها العمل مع روسيا، في قضايا مثل الاستقرار الاستراتيجي، والحد من التسلح، مؤكداً أنه لهذا السبب تحرَّك على الفور، لتمديد معاهدة ستارت الجديدة، خمس سنوات، لتعزيز أمن الشعب الأمريكي والعالم.
وقال إنه، في الوقت نفسه، فرض أيضاً عقوبات على السلوكيات التي تنتهك سيادة الولايات المتحدة، بما في ذلك التدخل في انتخاباتها الديمقراطية، مضيفاً أن بوتين يدرك أنه لن يتردَّد في الرد على أي أنشطة ضارة في المستقبل.
وتابع: "عندما نلتقي سأؤكد مرة أخرى، التزام الولايات المتحدة وأوروبا والديمقراطيات، ذات التفكير المماثل، بالدفاع عن حقوق الإنسان وكرامته".
واختتم بايدن مقاله قائلاً: هناك أسئلة محدَّدة، يجب طرحها في عصرنا الحالي: هل يمكن للديمقراطيات أن تتحد، لتحقيق نتائج حقيقية لشعوبها في هذا العالم سريع التغير؟ وهل ستثبت التحالفات والمؤسسات الديمقراطية، التي شكَّلت الكثير من القرن الماضي، قدرتها على مواجهة التهديدات والأعداء في العصر الحديث؟ أعتقد أن الجواب: نعم، وهذا الأسبوع في أوروبا، لدينا فرصة لإثبات ذلك".