قطر واتهامات دعم الإرهاب... دعوى قضائية في لندن تعيدها إلى الواجهة
البداية كانت دعوى قضائية رفعها 9 سوريين أمام المحكمة العليا في لندن، ونشرت تفاصيلها جريدة ذي تايمز البريطانية، حيث اتهموا شخصيات سياسية ورجال أعمال ومصارف قطرية، بتمويل جبهة النصرة، التي كانت تتبع تنظيم القاعدة الإرهابي .

ترجمات - السياق
عادت قضية اتهام قطر، بدعم جماعات إرهابية، إلى الواجهة، بعد أن رفع 9 سوريين دعوى قضائية، أمام المحكمة العليا في لندن، لمطالبة الدوحة بتعويضات.
فقد كشفت تقارير وتحقيقات عدة، قبل 4 سنوات، عن خبايا دعم الدوحة لجماعات مسلَّحة، عبر وسائل عدة،كان أبرزها "الفدية"، التي بلغت في إحدى المرات نحو ما يقرب من مليار دولار، بحسب تقارير صحفية .
البداية كانت دعوى قضائية رفعها 9 سوريين أمام المحكمة العليا في لندن، ونشرت تفاصيلها جريدة ذي تايمز البريطانية، حيث اتهموا شخصيات سياسية ورجال أعمال ومصارف قطرية، بتمويل جبهة النصرة، التي كانت تتبع تنظيم القاعدة الإرهابي .
وثائق القضية، التي نشرتها "ذي تايمز"، كشفت عمّا وصفتها بأنها خبايا نقل الأموال القطرية إلى جماعات إرهابية، وذلك عبر غسل الأموال.
الإخوان... وسيط الإرهاب
وفي إطار التغطية على أنشطتها، أشارت أوراق الدعوى، إلى تورُّط جماعة الإخوان في عملية التمويل، عبر دور الوسيط، وهو ما يزيح الستار عن أحد أسباب رعاية الدوحة للجماعة الإرهابية طوال عقود، والتي تصاعدت بالتزامن مع ما يسمى الربيع العربي".
ويبدو أن عملية "غسل الأموال" كانت تتم بإشراف مباشر من المسؤولين القطريين، وتطرَّقت إلى أسماء مسؤولين وكبار رجال الأعمال، إلى جانب بنوك قطرية .
الدعوى أشارت إلى أن عملية التمويل هذه، كانت تتم عبر عقود مقاولات وشراء عقارات، بأموال مبالغ فيها، فضلاً عن تخصيص رواتب كبيرة لعمال سوريين مهاجرين، لا تتناسب مع أعمالهم.
وفي تقريرها أشارت "ذي تايمز" إلى اللقاءات التنسيقية، بين الإخوان والمسؤولين القطريين والجماعات الإرهابية في سوريا، التي –بحسبها- كانت تتم في تركيا.
تقرير الصحيفة البريطانية، نقل عن الدعوى القضائية، أحد مسارات الأموال، قائلاً إنها تنقل من حسابات مصرفية، لشركات ومؤسسات خيرية قطرية، إلى سوريا بشكل مباشر، أو عبر بنوك تركية، ويتم تسليمها على الحدود مع سوريا.
إنكار قطري
في تقرير لصحيفة ديلي ميل البريطانية، أصدرت قطر تكذيباً لما أوردته "ذي تايمز"، ونفت تورُّط رجال أعمال وبنوك قطرية، في عمليات غسل أموال، لدعم جبهة النصرة في سوريا.
مكتب الاتصال الحكومي القطري، أصدر بياناً، نقلته "ديلي ميل"، وصف فيه الدعوى، بأنها تحمل ادعاءات خطيرة وغير صحيحة بالمرة، وأكد أنها "مضلِّلة وتشوِّه الحقائق".
الدوحة أكدت أن الصحيفة البريطانية "ذي تايمز"، أصرت على نشر "أكاذيب"، وزعمت أنها تخلَّت عن "مسؤولياتها ومبادئ الموضوعية والنزاهة الإعلامية".
المفارقة أن قطر تحمل تاريخاً طويلاً في دعم الجماعات، التي توصف بأنها إرهابية في دول عدة، الأمر الذي كشفت عنه وثائق للاستخبارات الأمريكية.
وفي أبريل 2017، كشفت وكالة أسوشيتد برس، عن دفع قطر فِدية بمليار دولار لجماعات مسلحة، تابعة لتنظيم القاعدة بالعراق، للإفراج عن رهائن قطريين محتجزين لديها قبل عامين.
كما كشف كتاب "أوراق قطر"، خبايا علاقة قطر بتنظيم الإخوان، ودورهما في دعم الجماعات الإرهابية، وتحديداً جبهة النصرة، عبر سوري يدعى نذير الحكيم.
وتأسست "جبهة النصرة" في سوريا، على يد عدد ممن كانوا يتبعون زعيم تنظيم داعش أبوبكر البغدادي، الذين تم إرسالهم من العراق، لتأسيس قاعدة للتنظيم في سوريا، عام 2011، بقيادة المدعو أبو محمد الجولاني.
عام 2013، حاول البغدادي دمج جبهة النصرة مع القاعدة في العراق لإنشاء داعش، وهو ما تسبَّب في إشعال صراع مسلَّح بينهما، حول الرقة.
وسعام 2012 صنَّفت الولايات المتحدة جبهة النصرة منظمة إرهابية، ورغم ذلك ظلت تحصل على أسلحة حديثة ودعم مادي ولوجستي .