تسريبات فاوتشي... تحذف كتابه الجديد من منصات أمازون وبارنس آند نوبل

الكتاب يقدِّم نظرة قريبة على واحد من أعظم عقول الطب في العالم، حيث كتب فاوتشي على غلافه، أنه جاء نتاجاً لساعات من المقابلات، تحمل في طياتها الدروس التي شكَّـلت فلسفته، فآثر تقديمها مؤلَّفاً يحمل نصائح للإنسانية.

تسريبات فاوتشي... تحذف كتابه الجديد من منصات أمازون وبارنس آند نوبل
د.أنتوني فوسي مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية

السياق 

حذفت شركات بيع الكتب على الإنترنت "أمازون وبارنس آند نوبل وغيرهما من الشركات" الكتاب الجديد لمدير المعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية، د.أنتوني فاوتشي، "توقع ما ليس متوقعاً"، من منصات البيع، إثر حالة الجدل، التي أثارتها تسريبات رسائله الإلكترونية، على وسائل الإعلام، ثم على وسائل التواصل الاجتماعي، في الولايات المتحدة الأمريكية، خلال الأيام الماضية.

وبحسب مجلة بوست ميلينيال الكندية، فإن الكتاب يقدِّم نظرة قريبة على واحد من أعظم عقول الطب في العالم، حيث كتب فاوتشي على غلافه، أنه جاء نتاجاً لساعات من المقابلات، تحمل في طياتها الدروس التي شكَّـلت فلسفته، فآثر تقديمها مؤلَّفاً يحمل نصائح للإنسانية.

يأتي حذف الكتاب، من منصات البيع، بعد حادثة تسريب آلاف  الرسائل الإلكترونية الخاصة بـ"فاوتشي"، بطلب من صحيفة واشنطن بوست وموقع بزفيد، بموجب قانون حرية المعلومات، حيث تعود الرسائل إلى مطلع عام 2020، وتضمنت استفسارات عامة وطلبات واقتراحات وعروضاً للمساعدة قدَّمها المجتمع الطبي في الولايات المتحدة، للدكتور فاوتشي.

وتفصيلاً، أظهرت الوثائق المسرَّبة، تناقضاً بين مواقف فاوتشي المعلنة تجاه الجائحة من جهة، ومحتوى تلك الرسائل، التي تؤكِّد تنبؤ فاوتشي وزملائه بأن الفيروس تسرَّب بعد تصنيعه في أحد معامل الفيروسات في مدينة ووهان الصينية، من جهة أخرى.

 فبحسب التسريبات، يرى فاوتشي، أنه من غير المقنع، أن يكون الفيروس نشأ بشكل طبيعي، وأنه دعا بيجين إلى الإفراج عن السجلات الطبية، لتسعة أشخاص قيل إنهم أصيبوا بأعراض شبيهة بفيروس كورونا قبل الوباء، بمن في ذلك ثلاثة باحثين، في معهد ووهان لعلم الفيروسات، ظهرت لديهم أعراض قبل شهر واحد فقط، من أول حالة مؤكَّدة في ديسمبر 2019.

 في حين أنه صرح في مقابلة مع "سي إن إن" بأنه "يرجِّح دائماً الأصل الطبيعي للفيروس، وأنه نشأ عبر الانتقال من نوع حيواني إلى الإنسان، لكنه في الوقت نفسه، سيظل منفتحاً، إذا كانت هناك أصول أخرى.

وتذهب التسريبات إلى أبعد من ذلك، حيث أثبتت حث فاوتشي الصين، على إتاحة السجلات الطبية، لستة عمال مناجم أصيبوا بالالتهاب الرئوي الناجم من الفيروسات، بعد دخولهم كهف الخفافيش، في مقاطعة يونان الصينية عام 2012، حيث يُـعَـدُّ الكهف موطنًا لفيروس كورونا، الذي تم جمعه وتخزينه في المعهد في ووهان، وفي موقف متناقض آخر، يقول فاوتشي في مراسلاته، بوقت مبكر من انتشار الجائحة، إن أقنعة الوجه ليست مفيدة، كما دافع عن قرار إغلاق المدارس، رغم الأدلة التي تظهر أن الأطفال ليسوا معرَّضين لخطر الإصابة بالمرض ولا انتشاره.

من الجدير ذكره، أنه بعد وصول الرئيس الديمقراطي جو بايدن إلى البيت الأبيض، في 20 يناير، قال فاوتشي وقتها، في حوار مع برنامج The Rachel Maddow Show  "إن ضغوطاً مخيفة مورست على العلماء" في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب، موضحاً أن تلك الضغوط كانت من المسؤولين، الذين يسعون إلى تقديم رسائل إيجابية بشأن فيروس كورونا، معتبراً أن الوضع غير العادي، شهد تشويهاً ورفضاً للعلم، حيث "مورس كثير من الضغط، لتنفيذ ما لا يتوافق مع العِلم"، على حد وصفه.