لماذا يخشى الإخوان الانتخابات في ليبيا؟
يُـعَـدُّ تنظيم الإخوان، أكثر المعرقلين، لإتمام بنود خارطة الطريق، فبحسب خبراء، بات التنظيم على يقين بأن الانتخابات، إذا أجريت في موعدها، ستكون نهايته السياسية في ليبيا، وأنه من المستحيل تكرار سيناريو 2014 والانقلاب على نتائج الانتخابات هذه المرة، نظراً لاتفاق المجتمع الدولي، على ضرورة تحقيق استقرار سياسي في ليبيا، وتقويض أي فوضى عسكرية، تدفع البلاد إلى فترة انتقالية أخرى.

السياق
10 سنوات من الخراب تجيب...!
منذ تشكيل الحكومة الليبية الجديدة، تسعى تيارات الإسلام السياسي، إلى إفساد بنود خارطة الطريق، بوضع عراقيل، تجعل إجراء الانتخابات في ليبيا مستحيلاً.
ويُـعَـدُّ تنظيم الإخوان، أكثر المعرقلين، لإتمام بنود خارطة الطريق، فبحسب خبراء، بات التنظيم على يقين بأن الانتخابات، إذا أجريت في موعدها، ستكون نهايته السياسية في ليبيا، وأنه من المستحيل تكرار سيناريو 2014 والانقلاب على نتائج الانتخابات هذه المرة، نظراً لاتفاق المجتمع الدولي، على ضرورة تحقيق استقرار سياسي في ليبيا، وتقويض أي فوضى عسكرية، تدفع البلاد إلى فترة انتقالية أخرى.
واتفق الخبراء، على أن ما شهدته ليبيا، خلال عشر سنوات، من أفعال لاإنسانية، على أيدي التنظيم وجماعات الإسلام السياسي، شكَّـل فِكرة داخل وعي الليبيين، مفادها أن هذا التنظيم جلب الخراب والدمار للبلاد، خلال هذه الفترة، وفي الوقت الذي شعر فيه، بأنه قاب قوسين أو أدنى من إطاحته، استدعى مرتزقة أجانب وعصابات، لتثبيت فترة حُكمه.
وروى المحلِّل السياسي والباحث في الشأن الليبي إبراهيم بلقاسم، لمنصة السياق، ما شهدته البلاد خلال عشر سنوات، تولَّت فيها جماعات الإسلام السياسي الأمور، تارة بصندوق الانتخابات، وأخرى بالقوة والانقلاب، عندما أطاحهم الشعب الليبي، خلال انتخابات عام 2014.
وقال بلقاسم، وهو أحد سكان العاصمة طرابلس، إن تنظيم الإخوان عندما تمت إطاحة نظام العقيد معمر القذافي، استطاع بسياسته توحيد جبهة التيار الإسلامي، ونصَّب نفسه زعيماً لهذه التيارات.
وأضاف بلقاسم: "استطاع التنظيم، بهذا التحالف عام 2011، اكتساح الانتخابات البرلمانية، إذ كان الفصيل السياسي الأكثر تنظيماً حينها، وبمساعدة بعض القنوات الإعلامية، استطاع قنص الأغلبية في الانتخابات".
وتابع بلقاسم، أن أول قرارات المؤتمر الوطني (مجلس النواب حينها) كان شرعنة المليشيات، التي تكونت لقتال قوات معمر القذافي، فبدل أن يضع حداً لانتشار السلاح حينها وسحبه، شرعن وجوده في أيدي شباب غير نظاميين، وبدأ استخدامهم لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية في ذلك الوقت.
وأضاف المحلِّل السياسي، أنه فور شرعنة وجود هذه المليشيات، أصدر البرلمان القرار رقم 7 الصادم، الذي بموجبه تم اقتحام مدينة بني وليد وقتل العشرات، بحجة أن رجال المدينة كانوا مساندين لقوات معمر القذافي، حيث تسبَّبت هذه العملية أيضاً، في تشريد المئات.
وأشار بلقاسم أيضاً، إلى نزوح أهالي تورغاء، التي وصفها إلى منصة السياق بـ"مدينة الأشباح" بعد أن هجرتها مليشيات الإسلام السياسي .
وأكد بلقاسم، أن ما حدث في تورغاء، جريمة، قائلاً: "لكَ أن تتخيل أن مدينة ظلت أكثر من 7 سنوات، لا يوجد فيها إنسان واحد، دمّروا البنية التحتية فيها، والطرق المؤدية إليها، وأوقفوا إرسال الوقود والمؤن الغذائية لأهل المدينة، ناهيك عن قصف موجَّه لمنازل المدنيين".
وتابع: "كل هذه الأحداث، دفعت الشعب الليبي -عندما جاء موعد الاستحقاق الدستوري- إلى إطاحة الإخوان، وبالفِعل لم يحصلوا سوى على 10% من مقاعد الانتخابات عام 2014، وضاع منهم حلم الأغلبية المسيطرة على القرار السياسي".
وقال إنه بعد ظهور نتائج الانتخابات، وإعلان خسارتهم، شنَّت مليشياتهم حرب "فجر ليبيا" التي كبَّدت البلاد خسائر تجاوزت 10 مليارات دولار، بحسب إحصائيات رسمية، بعد تدمير مطار طرابلس، وما يحويه من طائرات، وتدمير خزانات النفط، وإتلاف البنية التحتية لميناء طرابلس.
وأشار إلى أنه، بعد كل ذلك أيضاً جلب هذا التنظيم -بمساعدة مناصري الفوضى في البلاد- مرتزقة وعصابات موالين لأنقرة، تقاتل أبناء ليبيا لتثبيت حُكمهم، خوفاً من الإقصاء من المشهد.
وختم بلقاسم حديثه، بأن كل ما سبق، يؤكِّد أن الانتخابات المقبلة، إذا عُقدت في موعدها، فبالتأكيد سيخسر الإخوان، وسينتهون سياسياً، اذا قبلوا بنتائج الانتخابات.
من جانبه، قال المتحدِّث باسم الشرطة العسكرية السابق في ليبيا، معتصم الحواز، الذي حضر اقتحام معسكرات الصاعقة في مدينة بنغازي، على أيدي إرهابيين، إنه بعد الثورة انتشرت جماعات متطرفة داخل ليبيا، وكانت تسمي نفسها قوات حماية الثورة، وشرعن حينها المؤتمر الوطني، التابع لتنظيم الإخوان، وجودها في بنغازي بقرار "عبثي" وبدأ بالفِعل مدَّها بالسلاح.
وأضاف الحواز، في حديثه لمنصة السياق، أنه خلال هذه الفترة، انتشرت الاغتيالات السياسية للمعارضين، وقتل عشرات النشطاء.
وتابع الحواز، أن معظم قادة الجيش، الذين بدأو حينها، لم شمل القوات العسكرية النظامية، لتشكيل نواة جديدة للجيش الليبي، تمت تصفيتهم على أيدي هذه المليشيات، خوفاً من تقلُّص فرصهم، في السيطرة على الشارع الليبي.
وأوضح الحواز، أنه فور انطلاق عملية الكرامة، عندما أعلن المشير خليفة حفتر نيته القضاء هو ورجال الجيش على الإرهابيين، بدأ تنظيم الإخوان، الذي كان يسيطر على غربس ليبيا ، توريد أسلحة ثقيلة وحديثة لهم، من تركيا عبر مطارات تسيطر عليها جماعات الإسلام السياسي.
وأوضح أن قوات الجيش، في هذه الفترة، كانت تعاني كثيراً، بسبب نقص الإمكانات، واستطاعت المليشيات الإرهابية حينها، السيطرة على معسكرات الصاعقة، وقتلت عشرات الجنود والضباط، حتى استطاع الجيش الليبي تنظيم نفسه، وهاجمها بقوة وقضى عليها، وأعلن تحرير بنغازي والشرق الليبي .
وأشار الحواز، إلى أن كل هذه الأسباب، تدفعنا إلى عدم منح الثقة مرة أخرى، لمَنْ عاثوا فساداً في البلاد، خلال عشر سنوات، كانت الكلمة العليا فيها للفوضى.