بومبيو: على بايدن إنشاء تحالف ديمقراطي لمعاقبة الصين على أخطائها الخاصة بكورونا

بايدن أمامه الآن الفرصة، ولديه المسؤولية لقيادة استجابة دولية عادلة وفعّالة تجاه الصين، محذرين من أن عدم فعل ذلك، ستكون له تداعيات هائلة على المستقبل.

بومبيو: على بايدن إنشاء تحالف ديمقراطي لمعاقبة الصين على  أخطائها الخاصة بكورونا
وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو

ترجمات السياق

"أمام إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، تحدٍّ دبلوماسي كبير الآن"، هكذا استهل وزير الخارجية الأمريكي السابق، مايك بومبيو، وكبير موظفي نائب الرئيس الأمريكي السابق، وكبير موظفيه، لويس ليبي، مقالهما المشترك في صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، قائلين إن المخالفات التي ارتكبها الحزب الشيوعي الصيني، هي التي أدت إلى تسريع انتشار فيروس كورونا في العالم، الأمر الذي أسفر عن وفاة 307 ملايين شخص حتى الآن، وألحق الفوضى بالاقتصاد العالمي.

وأضاف بومبيو وليبي، في المقال الذي نُشر في الصحيفة، أن بايدن أمامه الآن الفرصة، ولديه المسؤولية لقيادة استجابة دولية عادلة وفعّالة تجاه الصين، محذرين من أن عدم فعل ذلك، ستكون له تداعيات هائلة على المستقبل.

وأشارا إلى أنه بعد مرور أربعة أشهر من إدارة بايدن، فإنه حتى الآن لم يُظهر أي علامات تذكر، على اهتمامه بهذه المهمة، قائلين إنه رغم إعلانه، في 26 مايو الماضي، أنه سيمهل مجتمع المخابرات الأمريكية 90 يوماً إضافياً، للعمل مع علماء أمريكيين، من أجل التوصل لمنشأ كورونا في الصين، سواء كان من الحيوانات المصابة، أو أنه قد تسرَّب من مختبر، فإنه أكد أيضاً أن المنشأ الحقيقي، قد لا تتم معرفته.

وتابع كاتبا المقال: "بصرف النظر عن نتيجة هذا التحقيق، فإن نظام الرئيس الصيني، شي جين بينغ، قد ارتكب بالفعل مخالفات كافية، لتبرير استجابة قوية من الديمقراطيات الرائدة في العالم، وهو التحالف الذي يجب أن يبدأ بايدن في الترتيب له الآن".

ورأى بومبيو وليبي، وهما زميلان في معهد هدسون للدراسات، في نيويورك، أن تفاصيل إدانة الحزب الشيوعي الصيني، قد تبدأ بوجود أدلة دامغة، على أن البلاد تستَّرت على مخاطر فيروس كورونا، على مدى أسابيع، أواخر عام 2019 وأوائل عام 2020، حينما كان هذا الفيروس ينتشر بالفعل في الصين، وأدى إلى إصابة العديد من الأشخاص، ما سرَّع بشكل كبير من ضرره على العالم، كما أنه حتى عندما فرض قادة الحزب، نهاية المطاف، قيوداً محلية، فإنهم قد سمحوا للمسافرين، الذين لم يكونوا على عِلم بالأمر، بزيارة المناطق المصابة، ما أدى إلى نشر المرض، وحدوث حالات الوفاة في الخارج.

وأوضحا أن سلوك الصين المتهور، وتبنيها لبعض الأنشطة الخطرة، سواء من خلال السماح بـ"الأسواق الرطبة" غير الصحية، التي تُباع فيها الحيوانات الحية للطعام، أو في مختبرات الفيروسات التي يديرها الحزب الشيوعي، هو الذي أطلق العنان لانتشار الفيروس.

وأكد بومبيو وليبي، أن "معظم قادة العالم الديمقراطيين، يقرون في الكواليس، بأنه لم يكن من الممكن أن تتصرَّف أي دولة مسؤولة بهذا السوء، لكنهم يترددون في قول ذلك بشكل علني، وذلك لأنهم بلا شك على دراية بما حدث في الربيع الماضي، حينما حثَّت الحكومة الأسترالية، على إجراء تحقيق مستقل في منشأ كورونا، لكن بكين ردت على الفور، بفرض عقوبات تجارية عليها، وهو ما يشير إلى أن الزعيم الصيني، يريد إعادة إحياء تقليد الأباطرة الصينيين، الذين كانوا ينهون تعليماته للمسؤولين بجملة: "أرتعد وأطيع"، حسب المقال.

وتابعا: "تدرك الصين بالفِعل، أنها يمكن أن تمر من دون عقاب، بسبب توغُّلها في بحر الصين الجنوبي، وبسبب انتهاكاتها ضد الأيغور في شينجيانغ، أو لخنقها الديمقراطية في هونغ كونغ، أو سرقة الملكية الفِكرية، التي تكلف الدول الأجنبية مئات المليارات من الدولارات سنوياً، لكن في حال أفلت الحزب الشيوعي الصيني أيضاً، من عواقب لعب الدور المركزي، في كارثة تصيب الأبرياء في منازلهم، في جميع أنحاء العالم، فإنه سيزداد جرأة، وهنا تكمن فرصة بايدن الدبلوماسية، صحيح أن كل الأمم تعاني مشكلات، لكن نادراً ما يمتلك رئيس مثل هذه الفرص لبناء التحالفات".

وطالب بومبيو وليبي، الديمقراطيات الرائدة في العالم، بالعمل معاً، موضحين أنه يمكن للقوة الاقتصادية الضخمة لهذه الدول، أن تفعل الكثير لإقناع الصين، بكبح جماح أنشطتها البحثية الخطيرة المتعلِّقة بالفيروسات، والتعاون في التحقيق في منشأ الفيروس التاجي، وتحمُّل قدر من الأضرار، التي يلحقها الوباء بالدول الأخرى.

ولفت كاتبا المقال، إلى أنه في حال تعذر ذلك، لأن من المؤكِّد أن الحزب الشيوعي الصيني سيرفض التعاون، فإنه من الممكن أن يفرض هذا التحالف الدولي، تكاليف باهظة على قادة الحزب، وعلى الأنشطة الاقتصادية لبكين، وذلك بالنظر لحاجة الحزب، إلى الوصول إلى الجزء الأكبر من الاقتصاد العالمي.

ومضى الكاتبان يقولان: "يتعيَّن على التحال،ف الذي سيقوده بايدن، الاستعداد لاتخاذ تدابير محسوبة جيداً، أحادية ومتعدِّدة الأطراف، ضد قيادة الحزب الشيوعي والكيانات الصينية، وإذا لم يتصرَّف الحزب بمسؤولية تجاه العالم، فإنه لا ينبغي لهذا العالم، حماية أصول قادته المخبأة في الخارج، كما يجب على العالم، رفع دعاوى ضد الشركات الصينية المملوكة للدولة، والأنشطة التجارية غير الملائمة، وأن يحد من المعاملة التفضيلية للكيانات الصينية، ويمكن تنفيذ مثل هذه الإجراءات على مراحل، وذلك لمنح فرصة للحلول الدبلوماسية، حيث أنه قد تكون هناك حاجة إلى سياسات أو اتفاقيات، أو حتى قوانين جديدة".

وتساءل بومبيو وليبي عمّا إذا كانت مثل هذه الإجراءات، ستكون عادلة أم لا؟ قائلين إن الولايات المتحدة تعاقب على إتلاف الأدلة، وتَـعُــدُّ التستَّـر دليلاً على الجُرم، كما أنها تحمّل الذين يتبنون الأنشطة الخطرة مسؤولية صارمة، ومن الواضح أن الصين مذنبة بالفِعل في هذه التهم، حسب قولهما.

وتابع المقال: "بالتأكيد سينتقم الحزب الشيوعي الصيني بقسوة، فقد يعطِّل سلاسل التوريد، ويعاقب الأفراد، والشركات، وهي الأمور التي من المرجَّح أن تؤدي إلى تفكيك هذا التحالف الديمقراطي، فنحن، مثل الصين، لدينا نقاط ضعف، بما في ذلك سلاسل التوريد الخاصة بنا، التي يجب أن نعالج بعضها بشكل عاجل، فإيجاد طرق لتفادي الضربات المضادة من بكين، سيكون الجزء الأكثر إلحاحاً في هذا التحدي الدبلوماسي لبايدن".

ورأى الكاتبان، أن الحزب الشيوعي الصيني، قد استفاد بشكل كبير من الوصول إلى العالم الذي يحكمه النظام، وبعد أن أوقع هذا العالم في حالة من الفوضى، من خلال سوء سلوكه، فإنه كان من الممكن أن تحاول الصين تصحيح الأمور، من خلال تبني الكشف عن الحقيقة، وإجراء تحقيق دولي في الخطأ الذي حدث، لكنها بدلاً من ذلك، عندما أعلن بايدن توجيهه لمجتمع المخابرات الأمريكية، ردَّت بكين بشكل ساخر.

وقال الكاتبان، في نهاية مقالهما، إن الديمقراطيات الرائدة قد تختار تحمُّل خسائرها لتجنُّب المواجهة، وقد يقرِّر بايدن أن يكون أكثر صرامة في المرة المقبلة، لكن التاريخ دائماً ما يُظهر أن هذه "المرة المقبلة " غالباً ما تكون متأخرة جداً.