عاصمة جديدة في الصحراء المصرية... نموذج لجرأة السيسي في إحياء أكبر بلد عربي

وفي حديثه في حدث عسكري سابق، قال: إن افتتاح "عاصمة إدارية جديدة" تغطي رقعة من الصحراء، مساوية لحجم سنغافورة، سيمثِّل "ولادة دولة جديدة".

عاصمة جديدة في الصحراء المصرية... نموذج لجرأة السيسي في إحياء أكبر بلد عربي

ترجمات السياق  

ألقت صحيفة فايننشال تايمز، الضوء مجدداً، على العاصمة الإدارية الجديدة، في تغطيتها للشأن المصري، ونشرت تقريراً تحدَّثت فيه عن جرأة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، في ما سمته إحياء أكبر بلد عربي من جديد.

 وجاء في التقرير: لم يكن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، من يخجل من تقديم وعود جريئة، بينما تعهد بتنمية وإحياء أكبر دولة عربية، من حيث عدد السكان، لكنه في مارس الماضي، قدَّم تنبؤًا كان جريئًا حتى بمعاييره.

 وفي حديثه في حدث عسكري سابق، قال: إن افتتاح "عاصمة إدارية جديدة" تغطي رقعة من الصحراء، مساوية لحجم سنغافورة، سيمثِّل "ولادة دولة جديدة".

ففي أغسطس، سيبدأ موظفو الخدمة المدنية، الانتقال لمسافة 45 كيلومترًا من الوزارات، وسط القاهرة إلى العاصمة الجديدة، حيث يضع عُمّال البناء اللمسات الأخيرة على "الحي الحكومي" الذي تبلغ قيمته 3 مليارات دولار. والهدف هو تشغيل 55 ألف موظف، من أكثر من 30 وزارة جديدة، بحلول نهاية العام.

في النهاية، مع التطورات الخاصة، جنبًا إلى جنب مع المشاريع العسكرية، فإن الهدف هو أن يعيش 6.5 مليون شخص في المدينة.

الجمهورية الجديدة

ويجسِّد المشروع -الذي كان من المتوقَّع أن يتكلف 45 مليار دولار عندما تم إطلاقه قبل ست سنوات -رؤية السيسي للتنمية، وكيف ينبغي أن يتم ذلك، حيث تتقدَّم القوات المسلحة المشروع، بينما يتم بناؤه على نطاق فرعوني. ويصر السيسي على أنه يمثل "إعلان جمهورية جديدة".

ففي قلب المدينة، يضع العُمّال اللمسات الأخيرة، على شارع للوزارات، يعكس هندسة المعابد الفرعونية، ويجاور مجمعاً إسلامياً مرتفعاً، ومبنيين للبرلمان، ومجمعاً رئاسياً مترامي الأطراف.

سيكون هناك أيضًا خط سكة حديد أحادي، يمر عبر منطقة تجارية، حيث أوشك برج مركزي يبلغ ارتفاعه 385 مترًا على الانتهاء.

أبعد من ذلك ، تتشكَّـل ملامح حديقة بطول 10 كيلومترات، تمتد إلى مسجد عملاق.

تم تصميم المدينة، المعروفة ببساطة باسم العاصمة الإدارية الجديدة، لتعمل بالتكنولوجيا الذكية، على أرض عذراء، بعيدًا عن الفوضى في القاهرة. لكنها ستفتخر بالجامعات والمرافق الترفيهية والحي الدبلوماسي قريبًا، لتمثِّل نقلة نوعية في التاريخ المصري الحديث.

تحدي كورونا

أدى انتشار جائحة كورونا، إلى إبطاء التقدُّم في بناء العاصمة الجديدة، وبذلك لن تكتمل المرحلة الأولى من المراحل الثلاث المخطَّط لها في موعدها، والتي تغطي 168 كيلومترًا مربعًا.

وقال خالد الحسيني، المتحدِّث باسم العاصمة الجديدة، إن نسبة إنجاز المرحلة الأولى تجاوزت 60% في جميع المشاريع، وأضاف أن النقل المتأخر لموظفي الخدمة المدنية، سيبدأ في يوليو، قبل الافتتاح الرسمي المقرَّر نهاية عام 2021.

وقال مسؤولون لصحيفة فايننشال تايمز: إن مراكز التحكُّم ستراقب البنية التحتية والأمن إلكترونيًا ، وستتم تغطية الأسطح بألواح شمسية، وستكون المدفوعات مقابل الشقق أو المحلات غير نقدية، وسيتم تخصيص 15 مترًا مربعًا من المساحات الخضراء لكل فرد، ويوضح الحسيني: "نحاول حل جميع المشكلات التي واجهتنا في الماضي، في العاصمة الجديدة".

ومن المتوقَّع أن تستوعب المدينة، ما لا يقل عن 6 ملايين ساكن، وتكون المرحلتان الثانية والثالثة سكنية إلى حد كبير.

وقال عمرو خطاب، المتحدِّث باسم وزارة الإسكان، المسؤولة عن تنفيذ أجزاء من المدينة، إن ذلك سيستغرق عقودًا، رغم أن الحكومة ستكون قادرة على العمل بشكل طبيعي، أثناء استمرار البناء.

كما أنه من المقرر الانتهاء من المنطقة التجارية، التي لم يتم تسويقها، عام 2023.

مازال القطار الكهربائي ووصلات السكك الحديدية الأحادية أيضًا، قيد الإنشاء، لكن سيتم توفير حافلات مكوكية لأول 50.000 موظف مدني، من المتوقَّع أن ينتقلوا إلى العاصمة الجديدة، اعتبارًا من الصيف الحالي.

وقال خطاب إنه تم بيع نحو 5000 من أصل 20 ألف وحدة سكنية، في أول حي سكني.

يقول المسؤولون المصريون: إن المدينة ستشمل، نهاية المطاف، الإسكان الاجتماعي، وتهدف إلى تمويل نفسها من خلال مبيعات الأراضي، رغم أن الإيرادات التي حققتها، غير واضحة.

وقال الحسيني، إنه يتم إنفاق نحو 3 مليارات دولار على الحي الحكومي، من 25 مليار دولار تكلفة المرحلة الأولى.

المحافظات القديمة

البعض اشتكى من أن تنسى الدولة المحافظات القديمة، إلا أن الرئيس السيسي أكد أن المناطق الأخرى، لن يتم إهمالها، قائلاً: «لن نغادر القاهرة أو الإسكندرية أو بورسعيد أو أي محافظات أخرى... نحن نمضي قُدُما في القديم والجديد معاً"، وأضاف أن افتتاح العاصمة سيكون "ولادة دولة جديدة".

ورغم وجود دعم لحجة الحكومة، القائلة إن العاصمة الجديدة، يمكن أن تقلِّل الازدحام في القاهرة، فإن هناك مخاوف أيضًا، من أنها لن تكون في متناول الكثيرين، ولا يمكن الوصول إليها، إلا أن الدولة كانت حريصة على ربط المدينة، بعدد من شبكات الطرق القوية والكبيرة، سواء عبر القطار أو المترو الكهربائي، أو السيارات، للتخفيف من شكل التنقل من المدينة وإليها.